منذ ثلاثينيات القرن الماضى وهو وقت بدء تفجر القضية الفلسطينية ومحاولات اليهود وعصاباتهم الوثوب فوق الأرض المقدسة.. ومصر والمصريون يقفون فى خندق الدفاع عن قضية العرب الأولى فمنذ الحقبة الملكية فى مصر وبعد ثورة يوليو 52 ثم العصور التى تلتها وفلسطين فى العقل قبل القلب.. لا أريد هنا أن أكرر ما كتب عن الوقفة المصرية بجانب الفلسطينيين ولكن كما هو واضح لكل ذى عينين.. فإن المواقف المصرية قديماً وحديثاً وحالية هى من تترجم الشعور المصرى عامة شعباً وحكومة تجاه فلسطين وأهلها.. ولعل المواجهات المسلحة التى تمت لنصرة قضية فلسطين كانت مصر فيها صاحبة «قصب السبق» القائدة المناضلة من أجل إعادة الحق الفلسطينى لأصحابه والأراضى لأهلها بحيث ننتهى إلى إقامة الدولة الفلسطينية التى ستكون بالأساس حجر الزاوية الذى سوف يعيد الأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وليس لإسرائيل وفلسطين.
ومن هذا المنطلق فالسياسة المصرية على مدار سنوات القضية الطوال لم تتغير ولم تتبدل.. ورحم الله الزعيم خالدالذكر «محمد أنور السادات» قائد الحرب والسلام داهية الحروب والسياسة الذى خطط لحرب أكتوبر المجيدة واستطاع عن طريق الخداع الإستراتيجى والإعداد والتجهيز الجيد لكل عناصر القتال أن يحرز الجيش المصرى واحدة من أعظم الانتصارات وكانت بعدها مبادرة السلام التاريخية التى مثلت فرصة ذهبية لإقامة الدولة الفلسطينية لكن ومن أسف العرب كعادتهم أصحاب الفرص «الضائعة» كان باستطاعة الإخوة الفلسطينيين آنذاك الجلوس والتفاوض على إقامة الدولة ولكن ما حدث وقتها غنى عن سرده.
ومنذ السابع من أكتوبر عام 2023 وحتى الآن ومصر الدولة لم تتوقف ولو لحظة واحدة منذ العدوان الغاشم على أهالى غزة عن المساندة والدعم بكافة أنواعه ولا يمكن لأحد كائناً من كان أن يزايد على الدور المصرى بل إن المصريين أنفسهم يعتبرون فى قرارة أنفسهم القضية الفلسطينية «شأن داخلى مصري» مما يدل على الأهمية التى تمثلها القضية بالنسبة لمصر والمصريين.
> وبالتالى فإن المحاولات التى تبذل من أجل تشويه الدور المصرى والتقليل منه فتلك محاولات مآلها- لاشك- إلى مزابل التاريخ.. فمصر التى أدخلت أكثر من 80 ٪ من المساعدات إلى غزة وهى أيضاً التى صاحبت الوفود الكثيرة من أوروبا وغيرها حتى معبر «رفح» ألم يرز الامين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسى وغيرهما كثير العريش حتى معبر رفح.. هل تم ذلك عشوائياً أم كان هناك تنسيق على أعلى المستويات لأجل أن تحدث هذه الزيارات نتائجها المرجوة والصدى العالمى.