مصر ترفض اى محاولات لتهجير الفلسطينيين
او ضم اراضيهم
فى البداية أتساءل لماذا طرح الرئيس الامريكى دونالد ترامب مقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ فهل لا يعلم ما هو تعريف الدولة والعناصر المكونة للدولة فالدولة هى مجموع كبير من المواطنين يقطن على وجه الدوام اقليما معينا ويتمتعون بالشخصية المعنوية والنظام والاستقلال السياسى اما العناصر المكونة للدولة فهى تتكون من ثلاثة عناصر تتمثل فى الشعب والاقليم والسلطة ولذا فانه من كل النواحى السياسية والقانونية مقترح غير قابل للتنفيذ فالشعب الفلسطينى لن يتم تهجيره او اقتلاعه من ارضه ولن يقبل بذلك بأى شكل او بأى صورة من الصور فهذا الشعب الذى وقف صامدا وبشجاعة فى وجه كل انواع الاسلحة الاسرائيلية الحديثة ليدافع عن ارضه لن يقبل بتصفية القضية الفلسطينية فهو يسعى من اجل اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
مصر ترفض اى محاولات لتهجير الفلسطينيين او ضم اراضيهم.. و»القاهرة» تعمل بكل جد مع الشركاء الدوليين لتثبيت اتفاق وقف اطلاق النار فى غزة وضمان نفاذ المساعدات الانسانية للشعب الفلسطينى بصورة عاجلة دون عوائق فى جميع انحاء غزة كما اعلنت مصر انها بصدد إتمام خطة شاملة للتعافى المبكر واعادة الاعمار بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية لمواجهة الكارثة الانسانية والدمار الهائل الذى شهدته غزة مع ضمان ان يظل الشعب الفلسطينى فى غزة وانها سوف تستضيف مؤتمر اعادة اعمار غزة بالتعاون مع الامم المتحدة وبالتالى فهناك ضرورة لخلق افق سياسى يفضى الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية على كامل التراب الوطنى الفلسطينى بالضفة الغربية وقطاع غزة وذلك من اجل إخراج الصراع من دورات العنف المتكررة
جهود كبيرة بذلتها «القاهرة» على صعيد المسار الانسانى حيث قدمت ما يعادل 70 ٪ من اجمالى المساعدات المقدمة الى غزة من اجل انقاذ السكان هناك من الاوضاع المأساوية التى يعانون منها وهو ما يؤكد الاصرار المصرى ودعمها المستمر الذى لا يتوقف فهناك ايضا ضرورة لدعم المنظمات الدولية العاملة فى المجال الانسانى بالقطاع وفى مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الانروا» التى لا يمكن الاستغناء عنها فى تقديم الخدمات الانسانية الاساسية للشعب الفلسطينى كما تبذل مصر جهودا على صعيد حشد التأييد للاعتراف بالدولة الفلسطينية على الساحة الدولية والاتصالات التى تجريها مع كل الدول لنقل رؤيتها بضرورة العمل على ايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية وبما يضمن تحقيق تطلعات وامال الشعب الفلسطينى فى اقامة دولته المستقلة وان مصر اول دولة ترسى السلام فى منطقة الشرق الاوسط .
لن يكون هناك سلام ولا استقرار فى المنطقة دون حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة فالمنطقة تواجه مرحلة مفصلية فى تاريخها يتعين على جميع دولها ان تتعامل معها بالمسئولية والجدية المطلوبة من اجل تفادى سيناريوهات اكثر قتامة من الوضع الحالى ويجب العمل بصورة مكثفة من اجل خفض التصعيد فى المنطقة والبدء فى عملية سلام حقيقية تؤدى لقيام الدولة الفلسطينية وفقا للمقررات والمرجعيات الدولية وهو الامر الذى سيعزز من جهود احلال السلام فى المنطقة بصورة اشمل وسيوفر فرصا كبيرة لإنهاء الصراعات فى الشرق الاوسط وتعزيز التكامل بين دول المنطقة ولكن دون ذلك فلا يتم استبعاد تصاعد الصراعات وهو ما سينذر بعواقب وخيمة.