مع انعقاد القمة العربية غير العادية بالقاهرة الأسبوع الماضى نرى استمرار حكومة وشعب إسرائيل على فكرهم الصهيونى الهمجى الداعى إلى القضاء على جميع صور المقاومة الفلسطينية والعربية التى تدافع عن أراضيها العربية ضد التمدد الصهيوأمريكى الساعى إلى السيطرة بصورة تدريجية على الأراضى الفلسطينية والعربية حتى الوصول لإسرائيل ما قبل الكبرى بحلول عام 2041.
تضمن البيان الختامى لقمة القاهرة عشرات القرارات المهمة من أهمها المطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وتجسيد الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل والدعوة لعقد مؤتمر دولى لإقامة الدولة الفلسطينية.
ولذا نرى صعوبة استمرار حكم حماس لقطاع غزة نظراً لعدم قبول بعض الدول التي تنادى بأهمية تولى سلطة واحدة فلسطينية للقطاع والضفة كوسيلة مهمة لعدم تقسيم فلسطين والحفاظ على فلسطين كدولة واحدة بحكم واحد وعلى التوازى لا توافق إسرائيل على استمرار حكم حماس للقطاع رغبة منها للقضاء على أى صور للمقاومة الفلسطينية.. حيث إن حماس ومعها الجهاد هما المنظمتان اللتان استطاعتا تخطيط وتنفيذ هجوم 7 أكتوبر 2023 والحاق أهم هزيمة عسكرية وسياسية واستخباراتية منذ نشأة إسرائيل وتحقيق إذلال للجنود والسياسيين وقدرتهما على أسر مئات الإسرائيليين وعدم نجاح إسرائيل بجبروتها العسكرى والمخابرات والاستطلاع الإسرائيلى والأمريكى والإنجليزى فى الوصول لمواقع الأسري.. فإننا نرى إصرار إسرائيل على القضاء على المقاومة.
ولذلك نسأل أنفسنا ما هو المهم الآن بعد النجاحات التى حققها شباب وقادة المقاومة الفلسطينية هل المهم هو الحفاظ على فلسطين كدولة واحدة مستقلة؟.. أم أن هناك هدفاً آخر ترسمه إسرائيل لمواصلة الانشقاق الفلسطيني.. وبالدراسة الإستراتيجية نرى أنه يكفى أن طوفان الأقصى وهجوم السابع من أكتوبر نجحا فى إحراج وتعرية الجيش الإسرائيلى وإلحاق العديد من الهزائم العسكرية والإستراتيجية بالرغم من عدم وجود توازن فى السلاح والعتاد والمساعدة الخارجية لكلا الطرفين.
لأول مرة فى تاريخ تحرر الشعوب من المستعمر والمحتل لأراضيهم تضطر مجموعات المقاومين إلى التنازل عن حكم وطنهم بعد التحرر وإقامة دولتهم بغية الحصول على الموافقة الدولية.. والتى سوف تطالب بنزع سلاح الدولة الفلسطينية المطلوب إقامتها.. لم يحدث ذلك أثناء تحرر جنوب أفريقيا أو فرنسا أو فيتنام.. ولكن بسبب الظروف الدولية الحالية والموقف الأمريكى المتعنت والموقف الروسى والصينى المحايد.. والموقف الأوروبى المنقسم بالنسبة لرؤية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. نرى أهمية تنازل المقاوم الفلسطينى عن حكم الدولة الفلسطينية شاملاً الضفة الغربية وقطاع غزة ويكفيهم فخراً نجاحهم فى إعادة القضية الفلسطينية إلى الأضواء العالمية، وقيامهم بتسليم الحكم لمجموعات من الفلسطينيين التكنوقراط الوطنيين المنتمين لوطنهم كوسيلة لإنجاح مساعى الدول العربية وعلى رأسها مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى فى الحصول على الموافقة الدولية وإسرائيل لإنشاء دولة فلسطينية مسالمة ومنزوعة السلاح يعيش أهلها بأمان وسلام بجوار دولة إسرائيل الحالية دون تمدد جديد.. دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة على أرض فلسطين بحدود ما قبل 4 يونيو 1967وعاصمتها القدس الشرقية.. يا رب.. يا رب.. يا رب