تؤكد الأحداث بالمنطقة العربية مع دخول حرب غزة شهرها السادس وجود مخطط للصهيونية العالمية بتنفيذ الولايات المتحدة وبعض دول الغرب وإسرائيل فى دعم سياسى وعسكرى لإقامة إسرائيل الكبرى وبحسب التسريبات التى ترددت لإقامة دولة إسرائيل الكبرى على مراحل حتى الوصول لعام ١٤٠٢.
ويوضح همجية وعنصرية القوات الإسرائيلية فى هجماتها اليومية على أهالى قطاع غزة وتدمير البنية الأساسية والتعليم والصحة والزراعة والصناعة داخل القطاع وتنفيذ الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى والتى أدت إلى تفشى الأمراض ونقص المياه الصالحة للشرب والطعام ونشر الجوع وتردى الصحة عن أبناء الشعب الفلسطينى ويوضح مواقف الولايات المتحدة بتأييد عدم إيقاف النار بالرغم من تعدد القرارات التى تم تقديمها لمجلس الأمن وآخرها القرار الجزائرى انه يوجد مخطط صهيونى عالمى لإحداث زلزال مدمر فى المنطقة العربية ضد مصالح العرب كلهم.
نرى أهمية استغلال المكاسب التى حققها الفلسطينيون بهجوم طوفان الأقصى يوم ٧ أكتوبر ٣٢٠٢. فقد نجح الفلسطينيون بتحقيق أكبر خسائر لحقت بالقوات الاسرائيلية والشعب الاسرائيلى فى يوم واحد منذ نكبة ٨٤٩١. إن قتل ٠٠٢١ اسرائيلى خلال أربعة ساعات ليس بالشيء الهين لإسرائيل حيث نجح الفلسطينيون فى تحقيق أكبر إهانة وإذلال للقادة والجنود الاسرائيليين وأسر مئات الأسرى العسكريين والمدنيين ونجحت المقاومة الفلسطينية فى الصمود ومواجهة واحد من أقوى جيوش المنطقة ولمدة خمسة شهور وهى أطول حرب خاضتها اسرائيل منذ ٨٤٩١ ومازال أفراد المقاومة يظهرون براعة فى الاخفاء والتمويه ومباغتة القوات الاسرائيلية وقتل وإصابة عشرات الأفراد بصورة يومية والأستمرار وتدمير مئات المعدات العسكرية ونجح الشعب الفلسطينى داخل قطاع غزة فى الصمود والتلاحم مع المقاومة الفلسطينية ومواجهة أسوأ ظروف يعيش فيها الإنسان وبدون مسكن وغطاء ومأكل ومشرب ودواء وعلاج وتعليم ومشاهد وقوف الأطفال والكبار فى طوابير يومية للحصول على قليل من الطعام والماء وصور تدفق آلاف الشباب والكبار على التريلات التى تحمل المساعدات الانسانية والدقيق بالرغم من وقوعهم تحت وطأة نيران القوات الاسرائيلية التى لا تفرق بين أفراد مدنيين ومقاومين خير دليل ان المستقبل الفلسطينى لن يكون فى حالة أفضل إذا لم نقف جميعا وقفة مع النفس وعدم اهدار العائد الايجابى الذى تحقق بعد الهجوم الفلسطينى على مستوطنات غلاف غزة والصمود الذى لا يوصف للشعب والمقاومة الفلسطينية ضد الهجمات البربرية للقوات الاسرائيلية والأسلوب المتدنى للقوات الاسرائيلية عند التعامل مع المواطنين الفلسطينيين ووصفهم بالحيوانات وعدم إهدار العائد الايجابى وسط دعوات مهمة قادة مصر بأهمية اتخاذ مسار السلام وحل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية ونرى أهمية التوقف عند الأرقام فى هذه الحرب وفى مقدمتها استشهاد وفقد ٧٣ ألفا وإصابة أكثر من ٠٧ ألف فلسطينى وتعرض مليون ونصف المليون للجوع والمرض المزمن والتشرد.
وخلقت موقف داعم للقضية حول العالم علينا البناء عليه وسط موقف عالم يصر على أهمية قيام دولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس الشرقية ودولة اسرائيل.
وعند دراسة التوازن بين القوة العسكرية الاسرائيلية والأمريكية بالقوة العسكرية لأفراد المقاومة نجد الفارق كبيرا ونجحت المقاومة بسلاحها الذى لا يقارن فى كسب احترام العالم.
ان الموقف الحالى وعدم قدرة القوات الاسرائيلية طوال خمس شهور فى تحقيق أهدافها المعلنة بصورة كاملة وإصرار الولايات المتحدة وإسرائيل على تنفيذ إبادة جماعية للشعب الفلسطينى حاليا ومستقبليا يؤكد الاسراع فى العمل السياسى الذى يؤدى إلى عدم نجاح اسرائيل فى تحقيق أهداف الإبادة الجماعية ولذا أرى أهمية اكتساب استمرار ظاهرة وقوف شعوب العالم وبعض الحكومات الغربية مع مبدأ إنشاء الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية والعيش جنبا إلى جنب بل اتجاه بعض الدول الغربية بالاعتراف الأحادى بالدولة الفلسطينية المستقلة وأرى أهمية قيام حماس بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين داخل غزة وإظهار الشعب والقيادات الفلسطينية داخل غزة بالعزة والكرامة والأصالة فى التعامل مع العدو وتحقيق المطالب الخاصة بالإفراج عن المسجونين الفلسطينيين حيث ان النجاح فى بدء المفاوضات التى تؤدى لإنشاء دولة فلسطين المستقلة ومعيشة الشعب الفلسطينى فى دولة قابلة للحياة.
لن ينسى التاريخ عملية طوفان الأقصى يوم ٧ أكتوبر ٣٢٠٢ ولن ينسى صمود الشعب الفلسطينى داخل قطاع غزة وصمود العائلات الفلسطينية ولن ينسى مقاومة أفراد فلسطينيين مسلحين فقط ببنادق ورشاشات وهاونات ومقذوفات صاروخية مضادة للأفراد والمدرعات لجيش إسرائيل طوال خمس شهور وتحقيق أكبر خسائر فى المعدات والأفراد لهذا الجيش البربرى والهمجي.
ولذا فإن الاتجاه نحو العمل الدبلوماسى والسياسى وإظهار النوايا الحسنة من جانب الطرفين سيكون له أثر ايجابى على موقف الدول والشعوب الغربية واستمرار وقفتهم الجماعية الحالية لصالح القضية الفلسطينية ويؤدى إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية فى حدود ٤ يونيو ٧٦٩١ وهى نتيجة لحرب السابع من أكتوبر ٣٢٠٢ وكفاح وصمود الشعب الفلسطينى وأفراد المقاومة الفلسطينية والتى نأمل منها فتح مسارات السلام فى المنطقة.