لنتحدث بهدوء.. ولنفكر بالعقل.. ولنحاول أن نقدم رؤية متوازنة فى حوار لم يتوقف أو ينقطع حول «فقه الأولويات» فى تنفيذ مشروعات مصر القومية طوال السنوات الماضية.
والحديث فى هذه القضية يطول ويدخل فى مقارنات ومغالطات أيضاً.. ويبتعد عن جانب المنطق والعقل إلى جانب الحب أو الكره.. فنحن نناقش قضايانا من واقع عواطفنا الشخصية وليس من منطلق الأرقام والحسابات والأرباح والخسائر.. ونحن فى كل حياتنا إذا أحببنا شخصاً رفعناه لعنان السماء بدون حساب وتغاضينا عن كل سيئاته ولم نعد نرى فيه إلا كل خيراً.. وإذا فقدنا التعاطف مع آخر فإننا ننسى له كل حسناته ولا نتذكر إلا مساوئه..! وبهذا المنطق وبهذا الفكر نتعامل مع واقعنا ولا نتذكر الكثير من القضايا والمشاكل السلبية التى كانت سبة فى جبين المجتمع قبل سنوات..!
فهل كان يمكن تأجيل التعامل مع قضية العشوائيات واستمرار المعاناة الإنسانية غير الآدمية لسكانها بدلاً من بناء مساكن مناسبة لهم ونقلهم إلى مناطق حضرية جديدة..!
وهل كان يمكن تأجيل تنفيذ أكبر مشروع قومى فى تاريخ مصر الحديث للإسكان الاجتماعى وتوفير شقق ملائمة للشباب ولذوى الدخل المحدود..!
وهل كان يمكن تأجيل مشروع تطوير الريف المصرى «حياة كريمة» وهو المشروع الضخم ذو الأبعاد الاجتماعية الذى يستهدف أيضاً مستقبل مصر للإنتاج الزراعي.
وهل كان يمكن تأجيل تنفيذ أكبر وأهم شبكة للطرق هى المحور الأساسى لأى صناعة وسياحة وتحديث.
وهل كان يمكن التأخر فى تنفيذ مشروعات المدن الجديدة حتى لا يستمر التكدس قائماً فى مساحة صغيرة بمشاكل كبيرة.
وهل كان يمكن تأجيل المشروع القومى لتنمية سيناء التى تمثل واحدة من أهم مناطق مصر الإستراتيجية.
>>>
ولأننا هنا لسنا فى مجال تعديد المشروعات القومية العملاقة التى تم تنفيذها بالفعل وأصبحت واقعاً فإننا فقط نعيد التذكير بالسؤال الأهم.. ماذا لو كنا قد أجلنا تنفيذ هذه المشروعات وقمنا بترحيلها إلى سنوات قادمة واكتفينا بدلاً من ذلك بتوجيه الموارد لشراء المواد الغذائية.. أكل وشرب ودلع.. ودعم للرغيف والبنزين والكهرباء.. وإهدار مستمر بلا حدود للموارد بلا حساب..!
إن المشروعات التى نتحدث عنها ساهمت فى فرص عمل لخمسة ملايين شاب.. ولولا هذه المشروعات لكانوا الآن فى طابور للبطالة ولكانوا قد أوجدوا أوضاعاً اجتماعية بالغة التعقيد وأشد خطراً من غلاء الأسعار ومن المعاناة الحياتية الحالية..!
إننا فى هذا نكتب لله.. وللوطن ولصالحنا جميعاً.. فما تحقق على أرض مصر هو إنجاز غير مسبوق علينا أن نفخر به.. وما تم تنفيذه هو نوع من الإعجاز فى فترة زمنية قصيرة لا تذكر.. وإذا كان لنا مواقف واختلافات فى قضايا أخرى جدلية فإنها لا يجب أن تفسد فرحتنا ببناء دولة جديدة.. لقد حققنا معجزة وعلينا أن نحافظ عليها.. أما باقى القضايا فيمكن الحوار والتفاهم فيها وإجراء المراجعات أيضاً.. فلا توجد نجاحات كاملة ولا أخطاء كاملة.. وإنما اجتهادات وطنية صادقة تحتمل الخطأ والصواب.. وتعالج فى إطار الوحدة الوطنية ومصلحة مصر أولاً.
>>>
والعالم ينتظر دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وقيادته للعالم من جديد.. وأبوالفوارس ترامب سيعيد على ما يبدو مفاهيم الرجولة إلى المجتمع الأمريكى وسيقضى على الجنس الثالث.. فقد قال صراحة ان السياسات الرسمية لحكومة أمريكا هى وجود جنسين فقط ذكر وأنثي. وأكد ترامب أنه منذ اليوم الأول فى الحكم سوف يحارب «فوضى التحول الجنسي» و»سنخرج المتحولين جنسياً من الجيش ومن مدارسنا»!!
وبعد هذا الحديث القوى «الرجولي» من ترامب فإننى لا أتوقع أن يظل فى الحكم طويلاً.. سوف يغتالونه أو يسقطونه بشكل ما.. دخل فى عش الدبابير من متحولين ومن مثليين.. ومن أشباههم.. دول أقوى حزب فى العالم..!
>>>
ونعود إلى فوضى من نوع آخر.. سائق ميكروباص فى شوارعنا يقود سيارته بدون رخصة تسيير وبدون رخصة قيادة وعلاوة على ذلك يتحرش بفتاة داخل الميكروباص..!! وشرطة مدينة «الشروق» ألقت القبض عليه بعد بلاغ من الفتاة.. ولكن كم ميكروباص وسوزوكى ونصف نقل ودراجات نارية وتكاتك فى شوارعنا بدون رخص تسيير وبدون أيضاً رخص قيادة.. وكم طفلاً فى شوارعنا يقودون معدات بناء ثقيلة ويتجولون بها من مكان لآخر فى أمان تام..!
وكارثة الكوارث أن الشرطة عندما توقف مخالفاً من سائقى «الدليفري» أو من قائدى التكاتك أو غيرها فإن هناك من يتدخل ملتمساً العذر له قائلاً «سيبوه ده بياكل عيش»..!! المفاهيم اختلطت ونحن سبب كل فوضى الشارع..!
>>>
وإعلامية شهيرة.. الكاميرا هى كل محور حياتها.. والأضواء هى ما تبحث عنها.. انحسرت عنها الأضواء إعلامياً لأسباب ما فاتجهت إلى الفن.. إلى عالم التمثيل.. وشاركت فى فيلم جديد.. وكله تمثيل فى تمثيل.. لم تمتهن مهنة جديدة..!!
>>>
وسأله البعض.. لماذا اعتزلت الناس.. لماذا ابتعدت.. لماذا فضلت البقاء فى المنزل.. وأجابهم قائلاً: أنا بخير.. رضوض فى المشاعر وكسر فى الخاطر وبعض خدوش فى الذاكرة.. ويقول الطبيب.. لا شيء مميت.. مجرد خلع فى الروح فقط..!
ويبدو والله أعلم أن مرضه الجديد لا يتعلق به وحده..!