أيام مباركة تسبقها طاعات أو مناسبات دينية سامية وخلالها تسود حالة من الاستقرار والطمأنينة وحينما نذهب نجد وجوهاً تتلألأ بالبسمات التى تسر القلوب خاصةً الأطفال الذين يملؤون الشوارع بملابسهم الجديدة ومثل هذه الأجواء المفرحة والمبهجة التى تحمل فى طياتها معنى التفاؤل والأمل والمحبة وغيرها من الخصال الودودة التى تدفع إلى الشعور بالسلام النفسى الداخلى وتساعد فى تحويل الروتين اليومى إلى ذكريات سعيدة سواء شخصية أو عائلية أو اجتماعية وهذا هو المعنى الحقيقى لـ»الأعياد» وأكثر من ذلك بكثير فهى من شعائر الله ولها طاقة خير مستمرة يلمسها الجميع دون استثناء وهذا البعد الروحانى الهام يجعل الفرح فيها ممتزجاً بالإيمان وله مذاق خاص .
ومع اختلاف مظاهر الاحتفال فى الأعياد من وقت لآخر إلا أن عوائدها الإيجابية ثابتة لا تتغير ولكنها غير ملموسة لكثير من المواطنين منها تنشيط الأسواق وإحياء التراث الثقافى والعادات والتقاليد والطقوس الاقتصادية مثل «العيدية» وهذا يساهم بشكل كبير فى تحريك الاقتصاد الوطنى كما أنها تساعد فى تجديد الروابط الاجتماعية والتخلص من ضغوط الحياة وتجديد النشاط الذهنى والجسدى خلال أيام معدودة.
وبعد كل هذا أسمع وأرى كثيرين يرددون «العيد ملوش طعم ومش زى زمان» -»إزاى بنقول كدة»!! وبنساهم فى نشر شعور سلبى لكل من حولنا ونثير فكرة الفرحة غير المتوازية بين الأجيال وهذا كلام غير صحيح لأن على مر العصور مازالت ولا تزال الأعياد مناسبة خاصة تجمع بين الروح الدينية والعلاقات الاجتماعية فيها تعطى «العيديات» ويتزين الناس بملابس جديدة وتجهز الأطباق التقليدية مثل «الفتة والرقاق» وتُفتح فيها البيوت لاستقبال الأقارب والأحباء ويخرج الجميع مع أصدقائهم إلى الحدائق والسينمات ولكن ما طرأ علينا الآن ان التطور التكنولوجى رغم مزاياه ساهم فى قلة اللقاءات المباشرة «الحميمية» السمة الأبرز فى الأعياد وحلت مكانها التهانى الرقمية بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الحالية التى خلفتها الحروب الخارجية وعوامل غيرها كثيرة أثرت على استعداد الناس نفسيًا لاستقبال الأعياد كما كانت من قبل ورغم كل التحديات التى نواجهها بإمكاننا أن نرجع للعيد نكهته بابتسامة صادقة أو بزيارة نعيد بها صلة الرحم أو بهدية بسيطة تدخل البهجة على قلب طفل أو أحد كبار السن تبقى الأعياد مناسبة سعيدة مهما تغير الزمان والمكان وهنا يكمن جوهر العيد فى قدرتنا على صناعة الفرح، مهما كانت الظروف وهذا الكلام إن دل على شىء إنما يدل على ان فرحة الأعياد ثابتة لا تتغير بين الأجيال ولكنها تتطور مثل كل شىء حولنا.
فى النهاية الأعياد ليست مجرد عادية تمر علينا مرور الكرام وإنما هى محطات ذات قيمة روحانية تعيد للأشخاص توازنهم العاطفى والاجتماعى كما ان الفرحة فى الأعياد ليست لحظة مؤقتة وستمر.. بل هى طاقة إيجابية نكتسبها تلقائياً لتعطينا دفعة قوية على مواصلة الحياة.