اعتقد بنيامين نتنياهو أن جولته للولايات المتحدة الأمريكية ستكلل بالنجاح عن طريق حشداً أكبر عدد ممكن من اعضاء الكونجرس، وسيكون لها رد فعل ايجابى عبر الاوساط السياسية فى مختلف دول العالم وخاصة اسرائيل، كما اعتقد أن وجوده فى الفترة الانتقالية للانتخابات الرئاسية بين الحزب الجمهورى والديمقراطى سيمنحه القوة والدافع للاستمرار فى اطلاق النار على الاشقاء الفلسطينيين، ولكن هذه الاعتقادات ذهبت ادراج الرياح، حيث قالت نائب الرئيس الأمريكى كامالا هاريس بعد اللقاء مع نتنياهو خلال زيارته لواشنطن: «لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب، وإنهاء معاناة الفلسطينيين فى غزة، بما يمكن للشعب الفلسطينى ممارسة حقه فى الحرية والكرامة وتقرير المصير».، وأضافت هاريس: «ما حدث فى غزة على مدى الأشهر التسعة الماضية مدمر، صور الأطفال القتلى والأشخاص اليائسين والجوعى الذين يفرون بحثا عن الأمان، وأحيانا ينزحون للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي، ولن أصمت، كما لم يقتصر الامر عند هذا الحد، حيث اعلن الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب إن على إسرائيل «إنهاء هذا بسرعة»، مضيفًا: «لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو.. إنه طويل جدًا.. إنه كثير جدًا».، كما انتقد ترامب إسرائيل لمشاركتها لقطات الدمار فى غزة، قائلًا: «على إسرائيل أن تتعامل مع علاقاتها العامة.. لأن علاقاتهم العامة ليست جيدة، كما أكد ترامب أنه سيبذل «كل جهد ممكن لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط.
مقابلة نتنياهو لهاريس ولترامب لم تكن على القدر الذى كان يتوقعه نتنياهو، بالاضافة إلى ان نصف عدد الكونجرس الامريكى لم يحضر المقابلة واستعانوا كما اوضحت بعض وسائل الاعلام بشخصيات غير نيابية وبموظفين حتى يبدو العدد بشكل افضل، لكن الملفت للنظر هو كم التصفيق غير المبرر وغير الطبيعي، فخطاب نتنياهو استمر 53 دقيقة، وصفق الحضور 79 مرة منها 58 مرة وهم يقفون على الاقدام، وظل التصفيق المتواصل عند دخول نتنياهو لإلقاء كلمته فى الكونجرس الأميركى ثلاث دقائق وسبع وثلاثين ثانية، وكان هدف نتنياهو القول إن الحرب التى تقوم بها اسرائيل حرب هى معركة بين الخير والشر، وبين الحضارة والهمجية، وبين البربرية والتحضر، وصراع بين من يسعون للموت ومن يقدسون الحياة، فى حين شدد على اعضاء الكونجرس بقوله ان اعداءنا هم اعداءكم، ومعركتنا هى معركتكم وانتصارنا هو انتصاركم، فنحن ننتصر من اجل الحرية، واننا لا نحمى انفسنا فقط ولكن نحميكم ايضاً، فأمريكا تحفظ الحضارة الغربية وقدمت لنا اسلحة سخية ونحن قدمنا لها معلومات استخباراتية انقذت الكثيرين من الموت، كما اطلق نتنياهو مجموعة افكار بالمخالفة لقرارات المنظمات الدولية، حيث قال ان القدس عاصمتنا الابدية ولن يتم تقسيمها، وطالب بتحالف عربى تحت اسم ابراهيم يجمع الدول العربية واسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ضد ايران، فالسيناريو الذى قام به نتنياهو لم يُجّدِ نفعاً حيث انه خالف كل التوقعات، والاسرائيليون انفسهم هم اول من عارضوا افكاره واقتراحاته، ولن يتحقق السلام فى المنطقة الا من خلال حل الدولتين، على ان تكون القدس الشرقية هى عاصمة الدولة الفلسطينية، فهدف نتنياهو استمرار الحرب لضمان استمرار رئاسته للحكومة الاسرائيلية، وهذا الامر سيريق المزيد من الدماء والشهداء.