العيد وفرحته مرتبط عند أغلب المصريين بـ»الفسحة والخروجه الحلوة» سواء للشواطئ أو للمتاحف أو الحدائق أو السينما أو المسرح أو بالمطاعم بالمولات والجلوس بالكافيهات والبعض يفضل الابتعاد عن الزحام ويكتفى بالجلسة العائلية.. ولكن من غير المتوقع ان تزاحم الشبكة العنكبوتية بالإنترنت اختياراتنا وتجبر البعض على التوجه للمكان الذى ركزت عليه والغريب اكتشاف حالة من الزحام أمام هذا المكان حتى ولو كانت خدماته محدودة!!
السعادة بالعيد والاستمتاع باجازته تختلف من مواطن للآخر حيث نجد البعض يستمتع بها فى المسرح وآخرون بالسينما وفريق ثالث يجدها فى السيرك أو الحدائق الخضراء أو بالبلاجات ونزول البحر هربا من الموجة الحارة!!
أتصور ان درجات الحرارة القياسية وغير المسبوقة التى نشهدها على مدار العامين الأخيرين والتى تؤثر على مدى «حرارة سعادتنا» بالعيدلن تصبح غريبة نظراً لقيام البشر بتدفئة الارض بنحو أكثر من درجةمئوية فوق مستويات ماقبل الثورة الصناعية وهو ما ينبيء بجحيم مناخى وموجات من الحرارة غير المعتادة.
ليست المرة الأولى التى نسجل فيها قيما حرارية اعلى قد تؤثر على الحالة المزاجية للمصريين عند الاستمتاع بإجازة العيد ولكن المشكلة فى تكرار الموجة الحارة لدرجة اننا لم نسجل هذه القيم منذ أكثر من 18 عاماً.. حقيقة أصبحنا نشهد ظواهر مناخية لم نتعود عليها من قبل وبخاصة مع تكرار الموجات والتحامها حيث نلمس فى كل أسبوع موجة من ارتفاع درجات الحرارة وتكون طويلة بشكل كبير تتجاوز مدتها من الأسبوع وحتى عشرة أيام والعام الماضى رصدنا موجة طويلة شديدة الحرارة وفى نفس الشهر الحالى تجاوزت مدتها ثلاثة أسابيع وهذا يعنى أننا أصبحنا فى قلب التغيرات المناخية والتى بدأت تؤدى إلى التغير بأنماط التوزيعات الضغطية للمناخ التى تؤثر على كل دول العالم.
من المتصور ان وجود امتداد لمرتفع جوى بطبقات الجو سيمهد الطريق لزيادة فترات سطوع اشعة الشمس بما يسهم فى شعورنا بارتفاع قيم درجات الحرارة فضلا عن تأثرنا بالكتل الهوائية الصحراوية القادمة من شبه الجزيرة العربية.
من المستغرب فى الوقت الذى انطلقت فيه مبادرة زراعة 100 مليون شجرة لإضافة رئة هوائية للحياة من الهواء النظيف داخل المدن الكبرى التى تعانى من تلوث البيئة بسبب عوادم السيارات التى حولت العاصمة إلى جراج كبير نتابع ما تم تداوله عن اتجاه بعض الأحياء إلى قطع الأشجار فى العديد من الاحياء وكاننا نتضامن مع موجات الحرارة المرتفعة لافساد فرحة بهجتنا بالعيد!! مع التطور التكنولوجى الذى نشهده ونتعامل معه من خلال أجهزتنا المحمولة براً وبحراً وجواً وأصبح لدى المصريين القدرة على الاستمتاع بأوقات فراغهم وأجازتهم وأعيادهم واستغلالها بشكل جيد على مستوى كافة فئات المجتمع بداية من الأطفال ومروراً بالشباب ووصولا ًإلى الكبار.. من حق المصريين الاستمتاع بالعيد عقلياً وذهنياً ووجدانياً وحسياً خاصة الأخيرة بعد ان يتناولوا الفتة باللحمة وكافة المشويات بعيداً عن توجيهات الإنترنت.. وكل عام وأنتم بخير.