زيارة الرئيس السيسى الى الكويت.. تؤكد عمق الروابط وتجسد وحدة المصير
نعلم حجم الضغوط التى تمارس ضد مصر .. لكن وقفة الشعب مع قيادته أبهرت الجميع
من يهاجمون مصر ويحاولون تشويهها معروفون وسيندمون كثيراً
نحب مصر وشعبها وبيننا علاقات اخوية ومصاهرة

تستقبل القاهرة غداً وفد مجلس التعاون الكويتى المصرى والذى يضم نحو 20 من كبار المستثمرين الكويتيين الذين يمتلكون مشروعات فى مصروالعديد من دول العالم .
وفد المجلس سيناقش خلال زيارته عددا من مشروعات التعاون والاستثمارات المشتركة فى عدد من المجالات التكنولوجية والصناعية والزراعية والخدمة الصحية.
نواف العنزي، أمين عام مجلس التعاون المصرى – الكويتي، كشف فى حوار خاص لـ «الجمهورية»، ان المجلس حريص على تعميق التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين، مضيفا ان مصر بلد واعد وفرص الاستثمار فيها ذهبية
نواف قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الاخيرة إلى دولة الكويت، بلده الثاني، تعكس عمق العلاقات الأخوية التى تربط بين الشعبين الشقيقين، وتؤكد على وحدة المصير والرؤية المشتركة بين القيادتين المصرية والكويتية.
وأوضح العنزى أن «الشعب الكويتى يعتبر الشعب المصرى الأقرب إلى قلبه»، مدللاً على ذلك بالإقبال الكبير من الكويتيين على الثقافة المصرية، من خلال مشاهدة المسلسلات والأفلام، وتأثرهم باللهجة المصرية، إلى جانب التفاعل اليومى بين الجالية المصرية فى الكويت والمجتمع الكويتي، وكذلك الاقبال الكبير من المستثمرين الكويتيين على الاستثمار واقامة المشروعات ، فى مصر التى تتميز بالامان والاستقرار وطيبة وكرم شعبها.
> كيف تقرأ زيارة الرئيس السيسى الى الكويت والقمة التى عقدها مع شقيقه الشيخ مشعل أمير دولة الكويت؟
>> زيارة الرئيس السيسى تأتى تأكيدًا على العلاقة الوطيدة بين الأمير والرئيس، وعلى الشراكة الأخوية العميقة التى تربط بين البلدين ، كما ان الزيارة تأتى فى ظل ظروف إقليمية دقيقة تتطلب المزيد من التنسيق والتفاهم بين الدول العربية، وهذه طبيعة العلاقة بين البلدين، حوار وتشاور مستمر وتوافق فى كافة القضايا لأن هناك ادراكاً لوحدة المصير.
> جانب مهم من الزيارة كان يخص التعاون الاقتصادى وتعزيز التبادل التجارى والاستثماري… كأمين عام لمجلس التعاون المصرى الكويتى كيف تنظر لهذا الملف؟
>> هذا جانب مهم فعلا والعلاقات الاقتصادية بين البلدين ليست وليدة اليوم، الكويت تحتل المرتبة الثالثة من حيث الاستثمارات فى مصر وفقًا لبيانات وزارة الاستثمار، ولكن من وجهة نظرى كمستثمر، أرى أن الكويت هى الدولة الأولى فعليًا، نظرًا لحجم استثمارات القطاع الخاص غير المحصورة فى البيانات الرسمية.
والكويت تحتل كذلك المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية فى استيعاب الجالية المصرية، والتى تمثل أكبر الجاليات العربية فى الكويت نسبيًا، وهو ما يعكس أيضًا عمق الروابط الاجتماعية والاقتصادية، وعندما نتحدث عن حجم الاستثمار الكويتى فى مصر والبالغ 20 مليار دولار وكذلك التبادل التجارى الذى يصل الى 3 مليارات دولار فهو رقم معبر عن قوة العلاقة وسوف يزيد خلال السنوات المقبلة لان هناك مساحات جديدة من التعاون ستدخل فى هذا الاطار.
> كيف تنظرون كمستثمرين كويتيين للاستثمار فى مصر؟
>> مصر رغم التحديات والظروف الاقتصادية ما زالت تشكل بيئة خصبة وواعدة لأى مستثمر، بفضل ما حققه الرئيس السيسى من بنية تحتية قوية وواضحة. فعلى سبيل المثال، شبكة الطرق الحديثة فى مصر تتفوق على كثير من الدول الأوروبية، وهذا أحد أسرار جذب الاستثمار.
وما تحقق من إنجازات فى السنوات العشر الماضية، فى مصر سواء فى الطرق أو العاصمة الإدارية والمدن الجديدة أو المصانع، لم يسبق أن تحقق منذ خمسين عامًا. فالرئيس السيسى لم يلتفت إلى الشعارات، بل سعى جاهدًا إلى بناء وطن حقيقي، وهذا ما نلمسه نحن ونراه واقعا ونشهد له، ونسعد به، لاننا عندما نتحدث عن مصر نتحدث عن بلد نعشقه، ويكفى ان اقول لك ان مصر بلد الأمن والطمأنينة، ذكرت مرارًا فى القرآن الكريم، وهى مذكورة بأنها بلد الأمان. يكفى أن تدخل مصر حتى تشعر بانشراح فى صدرك، فهى كنز كبير وخيرها لا يُعد ولا يُحصي.
ونحن جميعا نعلم جيدًا من يحاول إيذاء مصر، وندرك حجم الضغوط الخارجية التى تتعرض لها، خاصة فى ما يخص الأوضاع فى غزة ومحاولة فرض سيناريوهات التهجير، لكن الموقف المصرى الحاسم والرافض لهذا المخطط ووقوف الشعب المصرى خلف قيادته وجيشه كان مشهدًا أبهر الجميع.
> كمستثمر لك استثمارات فى مصر… هل هناك توجه لتوسع جديد فى هذه الاستثمارات؟
>> هذا يحدث بالفعل ونعمل حاليًا على تأسيس مصنعنا الرابع فى مدينة 6 أكتوبر الجديدة، المشروعات السابقة وفرت فرص عمل لنحو 5000 عامل مصري. ورغم التباطؤ الاقتصادى العالمي، لم يتم الاستغناء عن أى من العمالة المصرية. لأننا أؤمن بأن مصر بلد اقتصادى من الطراز الأول، ورغم تقلبات سعر الصرف، أرى المستقبل الاقتصادى فى مصر وليس فى أى دولة أخري. وبدلًا من الاستثمار فى أوروبا، على المستثمرين العرب أن يتجهوا إلى بلدهم الثانى مصر لإنها مليئة بالفرص الواعدة.
وهنا لابد ان اؤكد من يهاجم مصر من الخارج عبر السوشيال ميديا، ويحاولون تشويهها او تخويف المستثمرين منها هم مندسون، وسيأتى يوم يندمون فيه على ذلك لان مصر تحقق نقلات كبيرة وستنجح وستعبر كل الازمات بقوتها وتماسك شعبها.

> هذا الكلام ترجمة لمحبة كويتية لمصر واهلها؟
>> طبعا، نحب مصر وشعبها وبيننا علاقات اخوية ومصاهرة وكثير من الكويتيين يمتلكون او يسعون لامتلاك سكن خاص فى مصر، وتكوين أسر من خلال الزواج من المصريين، وهذا تجسيد لعلاقات اجتماعية وثقافية متشابكة ومتجذرة.
ومن الامور التى نقف امامها باعجاب انه رغم التحديات، المصريون يواجهونها بابتسامة وتفاؤل، ولا ننسى الأيام الجميلة للطرب، فحفلات كوكب الشرق أم كلثوم كانت تُقام فى الكويت، وكذلك عبد الحليم حافظ الذى غنى بالكويتية، وهذه أمثلة على عمق الترابط الفنى والثقافي.
مصر والكويت شعب واحد، يجمعهما ترابط أخوى على مر السنوات.. ونحن لا ننسى موقف مصر التاريخى إبان الغزو العراقى للكويت ومساندتها شعبا وقيادة وكذلك لا نغفل عن الدور المصرى البارز فى جامعة الدول العربية ودفاعها عن المصالح العربية والامن القومى العربي.
> هل تابعت منظومة المدن المصرية الجديدة والتنمية العمرانية فيها؟
>> زرت العاصمة الإدارية والعلمين وهى مدن تؤكد المستقبل الواعد لمصر ولا اخفى اعجابى الشديد بمستوى التطوير فى العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، وفى كل زيارة لمصر ألاحظ حجم التغير والتطور، والعاصمة الإدارية باتت تنافس مناطق مثل هونغ كونغ. لإنها مشروع تنموى ضخم سيخفف العبء عن القاهرة ويحول وسط المدينة إلى مركز ثقافي.
وهذه المدن لا تخفى ايضا عراقة وتميز المناطق التاريخية ولعل اصطحاب الرئيس السيسى للرئيس الفرنسى ماكرون إلى مناطق مصر القديمة فى الحسين وخان الخليلى اعطى العالم رسالة بأمان واستقرار مصر ، وهذا أكبر استثمار سياحى ثقافى سياسى والحقيقة ان مصر تمتلك تنوعاً بيئياً وثقافياً وجغرافياً، تملك شواطئ وآثاراً وأجواء مشمسة طوال العام، وهذا بحد ذاته عامل جذب سياحى واستثمارى كبير يميزها، وهناك دول مثل النرويج لا ترى الشمس أبدًا، بينما الشمس فى مصر مصدر حياة ودفء واستقرار.
> هذا يدفعنا الى سؤال.. كيف يمكن ان نستثمر كعرب قدراتنا وامكاناتنا؟
>> اتمنى إطلاق تنمية عربية مشتركة تعتمد على القدرات التى تتميز بها كل دولة، مثلا طاقات مصر البشرية والبنية التحتية القوية والقدرات المالية لدول اخري، التكامل العربى مطلوب بشدة
> ارتباطا بالتكامل، حسب البيان المشترك عقب زيارة الرئيس السيسى للكويت اعلن عن انعقاد مجلس التعاون المصرى – الكويتي.. ماذا فى اجندة المجلس؟
>> هذا المجلس تأسس بتوافق بين القيادتين فى عام 2015 بفضل دعم الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد والرئيس عبدالفتاح السيسي، ويضم نخبة من رجال الأعمال الكويتيين الذين يمتلكون استثمارات فى مصر يعود بعضها إلى أكثر من 40 عامًا.. فسوف يشارك فى الوفد أكثر من 20 من رجال الأعمال الذين لهم مشروعات فى مصر والعديد من دول العالم.
وكان للمجلس دور كبير فى عدة مناسبات، منها التعامل مع تداعيات حادث الطائرة الروسية، والدعوة لمؤتمرات اقتصادية أسفرت عن مشروعات ناجحة على أرض الواقع.
وهذا الاجتماع سيناقش المشروعات الجديدة وزيادة مساحة الاستثمار الكويتى فى قطاعات مختلفة ابرزها صناعة السيارات والاستثمار فى المجال التكنولوجى والخدمات الصحية والمناطق الصناعية خاصة وان البنية التحتية اصبحت مؤهلة والمناخ الاستثمارى يتيح المزيد من المشروعات فى الصحة والتكنولوجيا والمدن الجديدة وسوف يلتقى الوفد بالجانب المصرى وعدد من المسئولين والوزراء لبحث الأفكار الاستثمارية الجديدة.
> بوصفك اميناً عاماً للمجلس ما هى نصيحتك للمستثمرين الشباب؟
>> اقول لهم افتحوا آفاقكم خارج أوروبا… مصر أولى بكم استثمروا فى مصر، حتى إن لم تحققوا أرباحًا مادية سريعة، فأنتم ستكسبون الخبرة والثقافة، وستتعلّمون الصبر. أوصيكم بالاستثمار فى الصناعة، والخدمات الإلكترونية، والاتصالات، والقطاع المصرفي. وكرجل استثمار اقول ان الفرصة ذهبية الان لمن يريد ان ينجح فى مصر.
وهناك فرصة مهمة للربط مع إفريقيا من خلال مصر، وقطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات والخدمات تنمو فى مصر بشكل لافت.
> ورغم ذلك ما زال البعض يصر على ان يستثمر فى العقار؟
>> العقار سيظل ملاذًا آمنًا، ولكن البيع وإعادة البيع يحتاج وقتاً، لذا أنا مع التجديد، والاستثمار فى الصناعة والتكنولوجيا، ومع دراسات الجدوى التى تبيّن متى ستعود دورة رأس المال.
ولكن لابد ان يكون هناك تسويق لمصر فى الخارج، فما تحقق خلال السنوات الست الماضية من تطور غير مسبوق يجب أن تواكبه حملة تسويقية احترافية تقوم بها شركات متخصصة فى جذب الاستثمارات.