دائماً يسعى الآباء والأمهات لاستثمار أوقات أولادهم فى الأجازات فى إرساء قيم الثقافة العامة لديهم والارتقاء بمستواهم الثقافى وذلك من خلال زيارة المكتبات لقراءة الكتب المختلفة أو زيارة المعالم السياحية والتاريخية لاستغلال أوقاتهم وعدم إهدارها فى اللهو واللعب فقط وهذا الكلام ينطبق على الماضى القريب ولكن فى العصر الحاضر جاءت أفكار جديدة تساهم فى تنمية القدرات العلمية لأطفالنا سواء فى المدارس أو الجامعات تحت اسم «المدارس الصيفية» التى استطاعت تدريب المئات من الطلاب من خلال برامج ومحاضرات نظرية وتجارب عملية ومعملية وعلى رأس قائمتها «جامعة الطفل» التى تتبناها أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا.
وهذه المدارس تعقد بصورة منتظمة كل عام فى أوقات الاجازات الشتوية والصيفية فى أماكن كثيرة ومنها المراكز البحثية مثل المركز القومى للبحوث، ومعهد بحوث الإلكترونيات، ومدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية وبحوث الفلزات، وبحوث الفلك، والاستشعار عن بعد ووكالة الفضاء وتشمل برامج تدريبية فى العديد من المجالات أبرزها الذكاء الاصطناعى والطاقة النظيفة ومعالجة المياه وتلوث الهواء والحفاظ على الصحة والتحليل الإقصائى وتكنولوجيا المعلومات وهناك «صالونات علمية» بالمدارس تستهدف كافة الطلاب فى مراحلهم العمرية وخاصة التعليم الجامعى النهائى للمساهمة بشكل فعال فى تنمية مهارات الطلبة لمواكبة التقنيات الحديثة فى التكنولوجيا والعلوم وربطهم بسوق العمل المحلى والدولي.. وتنفذ المدارس إحدى ركائز رؤية مصر 2030 وهى إعداد وتأهيل جيل جديد من الشباب المُتميز القادر على مواجهة التحديات وحل المشكلات واستكمال مسيرة العلم والتنمية.
وفى رأيى هذه «التدريبات الصيفية» فرصة ذهبية لابد من اغتنامها لكى يتعرف أطفالنا وشبابنا على أسلوب ومنهج البحث العلمى فى حياتهم النظرية بالإضافة إلى أنها تزيد من الخبرات والمعرفة بشكل عام ومقدمة «مجاناً» من المراكز البحثية ويشارك فيها أبرز العلماء والمتخصصين فى المجالات المختلفة، وبالنسبة لطلاب الكليات العملية هى بمثابة منحة لتنمية هؤلاء ووضعهم على المسار الصحيح.. وعلى الآباء تشجيع أولادهم على التقدم والمشاركة فى هذه الأنشطة العلمية الثقافية الصيفية والاستفادة من هذه الفرصة الذهبية التى تقدمها المراكز والمعاهد البحثية.