أثبتت الأحداث التاريخية المعاصرة أن الحروب لا تحسم نزاعاً ويجب اللجوء إلى الحلول السياسية لإنهاء النزاعات وما يحدث الآن فى منطقة الشرق الأوسط هو وجود فرصة استثنائية بين حماس وإسرائيل للوصول إلى حل دائم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وتبادل الرهائن بين الطرفين وعيش الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى فى أمان وإنهاء الحروب فى المنطقة المنبثقة عن الحرب الأساسية التى تمثل أساس المشكلة بين الطرفين.
واقع الأمر يشير إلى أن تفجر الصراع الذى استمر قرابة الـ 5 شهور بسبب التعنت الإسرائيلى والتطرف اليمينى لحكومة الحرب التى داست على كل الأعراف واتخذت من الإرهاب والقتل والتجويع والتعطيش مسارًا وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية منهاجاً والاستقواء بالولايات المتحدة الأمريكية أثناء التصويت على القرارات المصيرية فى مجلس الأمن سلوكاً ويعاونها فى ذلك الدول الغربية التى تنصاع وراء الدولة العظمى أمريكا مثلما حدث فى مهاجمة الحوثيين للسفن فى البحر الأحمر بسبب استمرارالحرب على غزة ومنع إدخال المساعدات لفلسطين.
وترتب على قيام إسرائيل بتسليح المستوطنين ومهاجمة الفلسطينيين فى حراسة الشرطة الإسرائيلية وقتل وسجن 6 آلاف فلسطينى فى الضفة الغربية وإقامة مزيد من المستوطنات ومصادرة الاراضى الفلسطينية بمسميات مختلفة فى تأجيج المقاومة ورغبتها فى الرد على الاستفزازات الإسرائيلية بأى ثمن ولذلك جاء هجوم 7 اكتوبر على موقع إسرائيلى قريب من الحدود ومعنى ذلك ان هذا الهجوم كان نتيجة لاستفزاز إسرائيلى ضد الفلسطينيين التى اغتصبت أرضه وليس العكس كما يتردد فى دولة الاحتلال والغرب.
ولم ولن تنجح إسرائيل فى هزيمة المقاومة مهما طال الصراع خاصة أن افراد المقاومة يطورون من انفسهم ونجحوا فى تدمير اكثر من 1100 دبابة وحاملة جند وآليات هدم وحفرخلال الفترة الماضية وسقط منهم شهداء وجرحى وتجاوزت اعدادهم 110 آلاف أكثرهم من الاطفال والنساء والشيوخ وهناك اكثر من أحد عشر ألف جريح يحتاج إلى العلاج خارج فلسطين لضعف الامكانيات.
قال سامح شكرى وزير الخارجية فى مؤتمر ميونخ للأمن إنه لا يوجد أماكن فى مصر لايواء الفلسطينيين وان أى عملية إسرائيلية فى رفح ستشكل تهديداً للامن القومى المصرى وان تهجير سكان غزة داخل وخارج غزة يمثل انتهاكاً للقانون الدولى الإنسانى واننا لسنا فى حاجة لمزيد من التصعيد فى المنطقة وان مصر أبلغت إسرائيل ان ترحيل سكان رفح خط أحمر ويشكل خطرا على أمن مصر.
قال رئيس وزراء النرويج انه يوجد علامة استفهام كبيرة لدى شعوبنا عن قتل الشعب فى غزة وانه يجب التعامل مع جذور المشكلة بينما قال مصدر قيادى فى حماس انه لا يمكن اجراء مفاوضات حول الافراج عن الرهائن والجوع ينهش فى الشعب الفلسطيني.
ومن جانب آخر طالب رئيس نقابة عمال إسرائيل بالتهديد بشل الاقتصاد الإسرائيلى من خلال تنفيذ اضراب مفتوح حتى يتم إبرام صفقة للافراج عن الرهائن بينما حذرت مجموعة السبعة من خطر التهجير القسرى للفلسطينيين خارج غزة.. ونرى أن هناك فرصة استثنائية لفرض السلام فى الشرق الأوسط من خلال تفعيل دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس ويعيش الشعبان جنباً إلى جنب فى أمن وأمان.