كتب : مصطفى زكي
بريق الفرح فى عيون الأطفال لاستقبال «العيدية».. ، وتلك الأوراق الصغيرة التى تحمل فى نفوسهم قيمة أكبر من قيمتها، ومعانى تفوق أرقامها، تحمل والمحبة.
و«العيدية» لفظ اصطلاحى أُطلق على ما يُمنح من نقود فى العيد.. لـ «العيدية» أصل فى التاريخ الإسلامي، بدأت حكايتها مع مصر الفاطمية، حين كان الخلفاء والسلاطين فى صباح العيد يوزعون الذهب والدراهم على الناس كبارًا وصغارًا.
المراجع التاريخية التى تناولت بدايات فكرة «العيدية» كتاب «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار»، المعروف بـ «الخطط المقريزية» لتقى الدين المقريزى الذى ورد فيه أن «العيدية» ظهرت فى العصر الفاطمى لأوّل مرة كهبة عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، الذى أراد أن يستميل مشاعر المصريين فى بدايات حكمه، فكان يأمر بتوزيع الحلوى وإقامة الموائد، النقود، والهدايا مع حلول كل عيد على رجال الدولة وعامة الشعب أيضًا، كما كان يوزع بنفسه الدراهم الفضية على الفقهاء والقراء والمؤذنين مع انتهاء ختمة القرآن الكريم ليلة العيد.
الجامكية.. تقليد سلطاني
وفى العصر العثمانى أصبحت العيدية على هيئة دنانير ذهبية توزع كهدايا للأطفال، لكنها ظلت تقليدًا سلطانيًا يقدمه قاطنو القصور الملكية لزوارهم ولأطفال .. واستمرت العيدية فى العصر المملوكى أحد أهم مظاهر الفرحة بالعيد اسمًا جديدًا هو «الجامكية»، وهى كلمة مشتقة من «الجامة»، وهى مفردة تركيّة تعنى الثوب واللباس، ويقصد بـ«الجامكيّة» المال المخصص للملابس، إعانة الرعية شراء كسوة جديدة خاصة بالعيد، توزع حسب المكانة الاجتماعية للشخص، لذلك كان أصحاب المقامات العليا توزع عليهم دنانير ذهبية، وطعام فاخر وقطع حلوى على سبيل الهدية من الحاكم.. إلى أن تحولت العيدية تدريجيًا من عطايا السلاطين إلى تقليد اجتماعى من طقوس العيد فى شتى أرجاء العالم الإسلامي.
فرحة واحدة بأسماء متعددة
ومع أصلها المصرى امتدت العيدية إلى مختلف الدول العربية بطرق متعددة وأسماء مختلفة.. ففى الكويت تسمى العيدية بـ «القرقيعان»، وهى حقائب صغيرة يجوب بها الأطفال البيوت وتملأ بالحلوى والمكسرات، بينما تعرف فى سوريا بـ»الخرجية»، وهى عبارة من مبلغ مالى يُقدم للأطفال أثناء الزيارات العائلية، أما فى السعودية فتُعرف باسم «الطلبة»، نسبة لطرق الأطفال على البيوت الموجودة فى الحى «طلبًا» للنقود، فيعطى كل بيت الأطفال طارقى الأبواب فى صباح العيد حلوي.