نشأ «جنرال» التلاوة فى بيت للقرآن تالياً وعلى القيم والاصول محافظا ولم لا وهو نجل سيد قراء الأرض إنه القارئ اللواء طارق عبدالباسط عبدالصمد الذى ورث الحنجرة الذهبية عن أبيه فخورا بذلك كاشفا أنه يسير على الدرب.. وكل أمله الوصول لرضا الرب.. معترفا أن تاريخ والده ساهم فى صنع نجوميته مترحما على أيامه التى لا تعوض متذكرا رمضان فى حياته فالبركة قلت على حد تعبير الجنرال منذ رحل الشيخ عن دنيانا قائلاً إن عزاءنا أن صوته مازال يصدح بالقرآن فى مشارف الأرض ومغاربها.
«الجمهورية الأسبوعي» التقت وريث قاريء المسجد الحرام والمسجد الأقصى ليتحدث عن ذكرياته مع والده وأسرته وعن مشواره كضابط شرطة وشهرته كقارئ وإلى نص الحوار:
> حدثنا عن طقوسك فى رمضان وهل تتشابه مع الطقوس التى كان ينتهجها والدكم فضيلة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد؟
>> طقوسى فى رمضان تتشابه مع طقوس أغلب المسلمين.. فى النهار أقرأ القرآن واتدبر معانيه وأقضى حوائجى وأسرتى وبالليل اصلى التراويح واتزاور مع الأهل والأصدقاء وأصل رحمي.. أما والدى الشيخ عبدالباسط عليه سحائب الرحمات كان مختلفاً فكان زاده وذواده القرآن الكريم لا ينقطع عن تلاوته آناء الليل واطراف النهار وكان يقضى معظم الشهر الفصيل خارج مصر تلبية لدعوة امراء وملوك ورؤساء دول العالم الاسلامى الذين كانوا يتسابقون لدعوته لاحياء الليالى الرمضانية لامتاع شعوبهم وامتاعهم كعاشقين لصوت والدى الشجى وعلى رأسهم ملك المغرب الذى عرض على والدى الجنسية والاقامة فى قصر بالعاصمة الرباط إلا ان والدى رفض حبا فى مصر.
> هل أنت نموذجا للابناء الذين صنع تاريخهم الآباء فى مجال قراءة القرآن؟
>> هذا صحيح بشكل نسبى لأن هناك مواهب صنعت تاريخا ومجداً بذاتها وليس بفعل الجينات أما عن تجربتى فلا أنكر فضل أبى عليه سحائب الرحمات فأنا صنيعته وخليفته وتربيت على يديه وتعلمت منه فنون التلاوة وآدابها وفخور أنى ابن سيد قراء أهل الأرض الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.
> إذن انت تستحق لقب الوريث الذى لقبت به؟
>> الحمد لله منذ ولادتى وأنا منجذب إلى والدى ملاصقا معه فى الغدو والرواح اصاحبه فى الذهاب للمسجد وارافقه فى الحفلات التى كان يحييها وفى السفريات اذا صادفت اجازاتى الصيفية وأنا طالب وعندما وجد أبى اننى «غاوي» بدأ فى إعدادى وتوجيهى واحضر لى شيخا فى المنزل ليعلمنى احكام التلاوة ويحفظنى القرآن.
> متى تم اكتشاف موهبة جمال الصوت عندك ومن الذى اكتشفها؟
>> والدى عليه سحائب الرحمات لاحظ اننى ادندن بقصار السور على طريقته فشجعنى وبدأ يسمعنى وكما ذكرت كان هناك محفظ احفظ عليه القرآن واتعلم منه احكام التلاوة وبفضل الله ختمت حفظ القرآن فى سن مبكرة ولا انكر فضل أبى رحمه الله فى تحفيظنا والتسميع إلينا أنا واخوتى فى أوقات فراغه وعلى ما اتذكر كان والدى يستخدم معنا فى الحفظ طريقة الكتاتيب فقد احضر لنا لوحا وحبر وأخذ فى تعليمنا بنفس أسلوب الكتاتيب.
> هل ترى اننا بحاجة إلى عودة الكتاتيب وطريقتها فى تحفيظ النشء وتعليمهم؟
>> بالطبع لا أحد ينكر دور الكتاتيب ولا الفراغ الذى تركته فكل جيل العظماء تربى وتعلم فيها ومنهم والدى رحمه الله حفظ القرآن وهو فى السابعة من عمره فى كتاب الشيخ الأمير بأرمنت قنا واتقن فنون التلاوة واحكامها ولاحظ شيخه عذوبة صوته فبدأ يقدمه ليقرأ فى المناسبات عند الأهل والأقارب وذاع صيته خارج مركز أرمنت لتصل شهرته إلى خارج المحافظة لينصحه أحد الأصدقاء بالتقدم للاذاعة وبالفعل تقدم واختبرته لجنة من كبار رجال الأزهر من بينهم الشيخ شلتوت الذى أصبح بعدها شيخا للأزهر وبدأ صوت أبى يسرى عبر الاثير ليمتع العالم العربى والاسلامى الذى يتابع الاذاعة المصرية كل مساء كل سبت يومئذ.
> ما الحفلات التى قرأت فيها ولم تنساها للآن؟
>> هناك حفلات لا تنسى بالفعل من بينها حفل تخرجى فى كلية الشرطة أمام الرئيس مبارك وحينها علمت ان الرئيس الأسبق اعجب بصوتى وسأل وزير الداخلية من هذا الطالب الذى يقرأ فاجابه: ابن الشيخ عبدالباسط فاثنى على صوتى وهناك حفلة أخرى قرات فيها أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى ولاحظت وأنا اقرأ دموع سيادته تسيل على خديه حزناً على الشهداء وأطفالهم الذين كانوا يحضرون الحفل الذى أقرأ فيه فتأثرت وقرأت وكأنى لم أقرأ من قبل وخرجت الآيات من قلبى فتأثر الحضور بالتلاوة.
> هل لديك اهتمامات بالرياضة ومن تشجع من الأندية؟
>> أنا اعشق النادى الأهلى وهذه هى نقطة الخلاف الوحيدة التى كانت بينى وبين والدى رحمه الله فقد كان الشيخ زملكاويا وكنا اثناء مشاهدة المباريات التى تجمع الفريقين الأهلى والزمالك ننقسم إلى قسمين الأول أبى واخوتى الزملكاوية والجزء الثانى أنا وبقية أخوتى الأهلاوية وكان نعود لنتفق على سماع كوكب الشرق.
> هل كان والدك يحب سماع أم كلثوم؟
>> ومن الذى لا يحب كوكب الشرق انها ايقونة الغناء الراقى ذات الصوت الشجى القوى الذى صعب تكراره.
> وانت من تحب من المطربين؟
>> اعشق فيروز وعلى الحجار ومدحت صالح
> رأيك فيما آل إليه مزاج غالبية السميعة؟
>> للاسف الذوق العام فى الاستماع فسد واصبح الشباب يشبهون عصرهم يفضلون ايقاع المهرجانات التى لا تخلو من الاسفاف والكلمات الخادشة.. نسأل الله صلاح الشباب فهم أمل مصر ووقود نهضتها وكل عام ومصر حكومة وشعبا بألف خير.
الشيخ مهدى التهامى سفير الإنشاد الدينى:
أعيش فى جلباب أبى.. ولى بصمتى
لو لم أكن منشداً .. لتمنيت أن أكون واعظاً بالأزهر
يصدق قول المولى عز وجل »ذرية بعضهما من بعض« فى نسل الشيخ ياسين التهامى عميد الانشاد الدينى فى الوطن العربى فكما وهب الله الموهبة والقبول للأب وهبها أيضاً للابناء والاحفاد فصاروا نجوماً فى عالم الانشاد ففضلاً عن كبيرهم الشيخ محمود التهامى ونجليه هناك ثلاثة آخرين اوسطهم الشيخ مهدى التهامى الذى التقته الجمهورية الأسبوعى الذى كشف عن تأثره بوالده ولا ينكر فضل الجينات والتى جعلته نسخة بالكربون فى الصوت والصورة وبرغم كل هذه التشابه إلا اننى اسعى لان تكون لى شخصية مستقلة فى الانشاد واحاول ارد المظلمة عنه حتى يصل للجميع بعد ان تم تجاهله اعلامياً على حساب الفن الهابط وتحدث »المهدي« عن علاقته بوالده وكيف تم اكتشاف موهبته وذكرياته مع والده فى رمضان وما هى امنياته ورؤيته للحفاظ على هوية الانشاد المصرى وإلى نص الحوار:
> ما هى علاقتك بوالدك ال شيخ ياسين؟
>> بكل صدق علاقتى بالوالد دائماً اجدها مختلفة حتى دوناً عن أخوتى فبينى وبينه مواقف وطرائف لم يحالف الحظ فيها اخواتى كبيرهم وصغيرهم وعندما يكون فى راحة من العمل يسأل عن أخوتى وعنى بصفة خاصة ويظل يمازحنى وامازحه فى إطار الانبساط الإيجابى وحقاً اعتبره مرجعى المفضل والموثق بالنسبة لخبرة العمل وعندما آخذ قراراً خاصة فى العمل ارجع له لانه دائماً يكون موفقاً.
> انت تشبه والدك فى الصوت والصورة هى تشبهه فى الطباع؟
>> بفضل الله اسمع هذه الملاحظة من كل من يقابلنى أو يسمعنى وهذه الكلمات تسعدنى حتى عندما يسأل أحد والدى من من أولادك يشبهك وانت شاب فأجاب مهدى هو اشبه أولادى بى والطباع أيضاً فالجينات لها دور فضلاً عن محاكاتى له فهو قدوتى واسير على نهجه فأنا أولى الناس به.
> هل هناك أوجه خلاف أو تشابه فى طريقة الاداء وانت تنشد أم لا ؟
>> لم اتعمد يوماً من الأيام ان اقلد والدى لكننى نشأت وجدت نفسى أقف نفس وقفته واتمايل تمايله واحكم طريقته وهذا من فضل الله على فوقفته أفضل الوقفات عندى وادائه أعلى الاداء فى الإنسان كلمة ولحناً وتنظيماً حتى فى طريقة النقلة.
لكنى اختلف عن والدى فى بعض الالحان ولا يدرك ذلك إلا السميع الذى يتابع والدى ويتابعنى وأنا افعل ذلك من باب التوازن وعدم التقليد النمطي.
> ماذا تعلمت من والدك وهل تأثرت باحد غيره على الساحة؟
>> كل حياتى علماً واقتداء ومعاملتى تعلمتها من والدى وكل أخوتى وابى وذرية الشيخ التهامى تعلمنا من عمى الشيخ الجميل وهو شقيق والدى الاكبر فهو مصدر الحكمة لنا والثبات فى كل أمر والمربى خلقاً وحقيقة فكان بعد عناية الله نعم الناصح الأمين لنا جميعاً.
واقسم ان كل اخواتى فى مجال الانشاد الدينى متميزون واتمنى لهم التوفيق لكنى وجدت ضالتى فى والدى الشيخ ياسين.
> من يعجبك من المنشدين القدامى والشباب من جيلك؟
>> بكل صدق احب فضيلة عمى الشيخ أحمد التونى فقد سمعته صغيراً وكبيراً كما احب فضيلة عمى الشيخ إبراهيم البداروى ادركته صغيراً وفضيلة عمى الشيخ عبدالكريم الباقورى احبه.
ومن الرعيل الأول الشيخ على محمود والفشن وطوبار والنقشبندى وعمى الشيخ محمد عمران وكان هذا الشيخ لم يأخذ حظه.
> لو لم تكن منشداً ماذا كنت تريد ان تكون؟
>> من الصغر وأنا أحب الائمة والامامة فانا تخرجت فى الأزهر فى كلية الشريعة والقانون شعبة الشريعة الإسلامية وفضلتها عن شعبة القانون ولم اكن منشداً لاصبحت أماماً وخطيباً بالأوقاف.
> علاقتك باشقائك الذين يعملون فى مجال الانشاد هل هى تنافسية ام تكاملية؟
>> علاقتى باشقائى الذين يعملون فى مجال الانشاد هى بلا شك علاقة تكاملية فهى رسالة وكلنا نخرج من مشكاة واحدة ولو دعيت منهم جميعاً فى آن واحد وهذا لم يحدث من قبل واظنه لن يحدث وأسال الله لى ولهم التيسير والتسهيل.
> لماذا اطلقوا عليك سفير الانشاد الديني؟
>> بفضل الله دعيت لمهرجان روائع للابداع الدولى فى دورته السابقة والذى اقيم بالقاعة الرئيسية بقصر عابدين بالقاهرة فقد اختارونى وهذا شرف وكان السبب هو الكلمة واخترت سفيراً للنوايا الحسنة.
> ما هى طقو سك فى شهر رمضان؟
>> الحمد لله نسعى دائماً لزيارة بلد الله الحرام وزيارة قبر الرسول »صلى الله عليه وسلم« ونتمنى من الله قبل الطاعة واواظب على قراءة القرآن وختمه واقيم عددا من الحفلات الدينية فهى أولى فى هذا الشهر العظيم.
> ماذا عن امنياتك؟
>> أتمنى ان يهتم الإعلام بشعراء الصوفية وتوضيح وتفسير اشعارهم بعدما تطاول عليهم بعض المغرضين.
نجل سلطان المداحين:
الوالد الشيخ التونى أنشد لـ «الوحدة الوطنية»
لبى دعوة بابا الفاتيكان وغنى «الله محبة» فى الكنيسة
فى منزل سلطان المداحين بقرية الحواتكة كل شيء كما هو لم يتغير منذ 60 عاماً بداية من بياض الحيطان الذى أسوّد نهاية بأرائك المندرة التى اكل عليها الزمان وشرب المكان هو المكان والزمان هو الزمان وكأن آلة الزمن توقفت عن الدوران ليصبح الزمان والمكان شاهدى عيان على قصة حياة الزاهد المتصوف عمنا الشيخ أحمد التونى ..فعندما توجهت الجمهورية إلى أسيوط لتلتقى الشيخ محمود التونى الذى ورث موهبة أبيه فى الإنشاد لمسنا الأجواء الصوفية وحلقنا فى سماء الروحانية التى تسرى فى منزل الشيخ أحمد التونى وعندما بدأنا الحوار مع الابن الوريث الذى سار فى طريق والده وأصبح منشداً مشهوراً طلب منا أن يشاركه فى الحديث عن والده شقيقه الأكبر الشيخ محمد أحد أعضاء فرقة التونى وحفيدة على زين العابدين نجل ابنه الراحل وحفيده أحمد محمود عباس نجل ابنته واستجبنا لرغبته.
> حدثنا عن نشأة والدك والبيئة التى شب فيها؟
نشأ والدى يتيما فكانت طفولته قاسية بعد وفاة أمه فوجد نفسه وحيدا فاولاه أبوه اهتماما مضاعفا وحفظه القرآن مبكرا وكان جدى تونى حسب ما قيل لى يتمنى أن يكون ابنه أحمد قارئا للقرآن مثل الشيخ مصطفى اسماعيل لكن والدى لم ينصاع لرغبة جدى فقد أتم حفظ القرآن الكريم ثم اتجه للانشاد ومدح الرسول وبدأ فى مصاحبة الشيخ الشبيتى المراغى الذى كان منشدًا معروفا فى الاربعينات من القرن الماضى وكان من أهل الدكة وكان يمدح دون آلات موسيقية على من يجلس خلفه على الدكة ويردد وراه.
> متى بدأ الشيخ التونى الإنشاد؟
>> كان والدى فى السادسة عشرة من عمره عندما توجه إلي ستنا السيدة زينب وأنشد أمام المقام إلا أن خادم المسجد قام بطرده فبكى والدى بجوار المقام ونام بجواره فراى فى المنام أحد الصالحين يقول له قم يا أحمد يا تونى أمنيتك ستتحقق وأم العواجز سوف تجبر بخاطرك وقام جدى فرحا وأخذ ينشد أمامها شعراً مرتجلاً «كريمة ياللى مقامك حلو منور» واعجب الناس بصوته والتفوا حوله.
> ما هى قصة المسبحة والكأس التى كان يمسكهما الشيخ التونى وهو ينشد؟
>> يعد والدى أول منشد مخضرم أنشد دون موسيقى فى بداية مشواره ثم استخدم المسبحة والكاس كإيقاع نغمى ثم الكامنجا ثم العود ثم باقى الآلات الموسيقية وظل يمدح 65 عاماً حتى مات فى 2014 وهو فى الخامسة والثمانين من عمره جال خلالها كل الدول الأوربية.
> متى ذاعت شهرة الشيخ التونى؟
>> فى الستينيات بدأ نجم والدى فى البزوغ وكان يتم حجز والدى فى الحفلات على مدار ستة أشهر واشتهر والدى فى الصعيد والوجه البحرى ثم ذاعت شهرته فى الدول العربية ومنها إلى الدول الأوروبية وكان رفيقه فى حفلات اوروبا شقيقى الأكبر محمد وهو أفضل من يحكى عن هذه الرحلات.
تجاذب الشيخ محمد الإبن الأكبر للشيخ أحمد التونى أطراف الحديث وقال كنت سعيد الحظ فى إننى أكون رفيق والدى فى جولاته فى الدول العربية والأوروبية حيث انشد والدى فى كل الدول العربية وأغلب المدن حتى الكنائس انشد فيها والدى وأذكر أن بابا الفاتيكان وجه دعوة لوالدى ينشد قصيدته الله محبة فى الكنيسة ولبى والدى دعوة البابا وهم المسيحيون بالقصيدة التى غناها والدى وتلقى بعدها تسع دعوات أخرى فى كنائس عالمية بدول أوروبية وعربية وشارك والدى فى مهرجان الموسيقى الروحانية بسويسرا كنيسة ميشيل وفلامنكو صوفى فى إسبانيا وفى فيلم فلامنجو الذى حصل على أحسن موسيقى تصويرية عام 2000 وبهذا يكون والدى قد مثل اسم مصر فى كل المحافل ومن بين المواقف التى لا تنسى كنا في إحدى الحفلات فى فرنسا وكنت صبيا فى الثالثة عشرة من عمرى وأثناء مدح والدى انفعلت وهمت فى جو من الروحانية وأخذت أتمايل على شدوه ولفت نظر الجمهور وعندما لاحظ والدى ذلك وقف بجوارى وأخذ يتمايل معى وصفق لنا الجمهور بحرارة على هذا الموقف العفوى منى وأنا طفل والذى شاركنى فيه والدى بعفوية أيضا ويعتبر الأوروبيين الغير ناطقين بالعربية أن شدو والدى به موسيقى روحية تسمو بالروح وتهيم بها فى عوالم سماوية فالصوفية تصلح لكل الأديان والجنسيات فهى دواء للنفس وتطهير لها من الشهوات الدنيوية.
> متى كانت أول مرة واجهت فيها جمهوراً؟
كنت فى الصف الثانى الإعدادى وكان والدى يستعد للصعود على المسرح وكان معى حوالى 100 جنيه ادخرتها على مدار عام وأغريت أعضاء الفرقة بالمبلغ وقلت لهم لو سمحتم لى بالإنشاد قبل أن يصعد والدى للمسرح سوف أعطى لكم 100 جنيه ووافقوا وعزفوا لى وبدا صوتى يجذب اذان من بالحفل وعندما سمع والدى صوتى قالى مش بطال كمل بس لازم تتقن العربية وتحفظ القصائد كويس وقبل ما تبدأ احتراف الإنشاد لازم تكمل تعليمك وتتخرج من الجامعة وحققت شرط أبى وتخرجت فى كلية التربية الرياضية جامعة أسيوط وبدأت احتراف الإنشاد
> هل يوجد منافسة بينك وبين ابن شقيقك المنشد الشاب أحمد التونى الحفيد؟
>> يضحك الشيخ محمود التونى ويقول بصراحة أنا فى بداية حياتى وأنا صبى كنت أغير جدا من أبناء شقيقى خاصة الحفيد الأكبر على زين العابدين أحمد التونى وكنت أرفض سفره معى أثناء مرافقتى لابي.. بحجة إن مفيش مكان له فى السيارة فكان أبى يضعف أمام بكاء حفيده ويقول اسكت يا محمود أنا هقعده على رجلى ويسافر معانا وكان أبى يحاول أن يمحو هذه الغيرة ويزرع مكانها محبة وألفة فكان يكافئنى فى المرة التى يسافر معنا حفيده على زين العابدين ويسمح لى بالإنشاد من هنا صارت بينى وبين هذا الحفيد ابن شقيقى مودة أما عن ابن شقيقى الحفيد المنشد أحمد التونى فبكل صراحة صوته جميل جدا.
> من هو مطربك المفضل ومنشدك المفضل أيضاً؟
>>أنا أنا بصراحة منحاز لوالدى ووالدى هو المدرسة التى تعلم فيها كل المنشدين وإذا سألت عم الشيخ ياسين التهامى عميد الانشاد فى الوطن العربيا أو احد من أولاده سيقولون هذا الكلام ويأتى بعده والدى فى المقام والمحبة والمعزة عم الشيخ ياسين فهو بلدياتى ويعد من بين أخوالى اما من المطربين فأنا فيروزى المزاج وكان لقبونى فى الجامعة محمود فيروز لأنى كنت دائم الاستماع لها عبر اللوكمن وبالنسبة للسيدة أم كلثوم فقد تربيت عليها وكان والدى يعشقها.
> ما هى علاقة المطرب الكبير محمد منير بوالدك الشيخ أحمد التوني.
>> لمن لا يعرف الكينج محمد منير من عشاق فن والدى الشيخ أحمد التونى لدرجة أن المطرب الكبير اعاد غناء أغنية مدد مدد يا رسول الله التى شدا بها والدى فى الستينيات.
هناء حسين محمد رفعت حفيدة صوت السماء :
سر «جدى» عند الله لا يعلمه سواه
تقول ان جدها الشيخ محمد رفعت ناظر مدرسة القراء ليس له تلاميذ من ذريته فلم يرث أى منهم حلاوة صوته ويسير على دربه وأشهد أنى عندما هاتفتها لأحدد معها موعداً لإجراء حوار عن جدها جاءنى صوتها العذب يشبه مذيعات الراديو وتحديداً «أبلة فضيلة» وأحسب لو أنها احترفت (الإنشاد) لكان لها شأن آخر ولم لا وهى حفيدة صوت السماء الباكى المتصوف الزاهد انها هناء حسين محمد رفعت.
«الجمهورية الأسبوعي» حاورتها فروت لنا تفاصيل مهمة عن حياة جدها وكشفت عن ذكريات وأسرار ونفحات لم تذكر من قبل تتعلق بفقد بصره وعلاقة جدها بفرسه ووظيفة والده وسبب اسم محمد رفعت المركب المتشابه مع الأب والجد وإلى نص الحوار:
> فى البداية نود ان نتعرف على أسرة فضيلة الشيخ محمد رفعت من هم أولاده ومتى ولد واين نشأ›؟
>> اسم جدى بالكامل غريب نسبياً فاسمه واسم أبيه وجده اسماء مركبة ومتشابهة محمد رفعت محمود رفعت محمد رفعت وشقيقه يدعى محرم وله شقيقة واحدة وجد والدى محمود رفعت كان مأمور قسم شرطة ولد فى 9 مايو عام 1882 بحى المغربلين بالقاهرة وفقد بصره وهو طفل فى الثانية من عمره بعد ان أصابه الرمد فبدأ والده فى تحفيظه القرآن بنفسه وبعد ان حفظ ربع القرآن على يد والده انشغل فى مهام وظيفته فألحقه بالكتاب فختم القرآن فى سن مبكرة ولاحظ شيخه جمال صوته فبدأ يرشحه لاحياء الحفلات حتى ذاع صيته وتعاقدت معه الإذاعة المصرية ليفتتحها بما تيسر من آيات الذكر الحكيم وكان العقد بمبلغ كبير جداً وقتها 3 جنيهات تساوى ثمن فدان ثم تزوج من جدتى زينب وهى من قرية الفرعونية بالمنوفية وكانت نعم الزوجة الصالحة التى تخدم زوجها بحب حتى وفاته وحسن الله ختامها وتوفيت فى رمضان ليلة القدر وهى ساجدة تصلى العشاء وخلفت أبناء صالحين عمى محمد وعمى أحمد وعمتى بهية ووالدى حسين محمد رفعت و16 حفيداً كلهم كانوا على قدر من العلم والثقافة وتولوا وظائف مرموقة فى الجهاز الإدارى للدولة ولمن لا يعرف كان والد جدى الشيخ محمد رفعت لواء شرطة وتولى أيام الملك مأمور قسم شرطة.
> ما علاقة والدك بجدك الشيخ محمد رفعت عليها سحائب الرحمات وهل كان يحكى لكم عن جدكم.
>> كانت علاقة والدى بجدنا علاقة استثنائية ليست علاقة ابن بأبيه بل تعدت حدود الصداقة وكأنها علاقة مريد بشيخه يرافقه ويستمع له ويقرأ له. واذكر لكم قصتين تلخصان هذه العلاقة حكاها لى والدى فعندما كان والدى طفلاً فى العاشرة وجد والده الشيخ رفعت حزيناً فسأله عن سبب حزنه فقال له أبحث عن شخص يقرأ لى ولم أجد فقال له والدى أنا أقرأ لك وبدأ يقرأ له وكان جدى يحفظ أماكن أمهات الكتب التى يقتنيها على رفوف مكتبه فيقول له هات يا حسين كتاب البخارى تعالى لتقرأ لى تفسير ابن كثير ولان والدى كان مازال طفلاً فكان يخطأ فى القراءة بالضبط والتشكيل فكان جدى يصحح له هذه الكلمة مرفوعة لما نصبتها حتى اتقن والدى القراءة خلال شهور بطريقة احترافية رغم صغر سنه ويواصل والدى حكايته مع جدى ويصف لنا حالته وهو يقرأ له كان خاشعاً منصتاً تسيل دموعه من خشية الله وهذه طبيعة جدى ويعرفها كل من عاصره كان رجلاً رقيق القلب بكاء متصوفاً زاهد.
والقصة الثانية عندما طلب جدى من والدى ان يقوم بتوصيله من حى البغالة للمسجد الذى يقرأ فيه فى حى الجماميز واستقلا التروماى رقم خمسة وفور وصولهما المسجد تزاحم المصلون بالمسجد للسلام على والدى وتقبيل رأسه ويديه وكانت من عادة جدى كما حكى لى والدى ان يرد القبلة بقبلة فأى شخص يقبل يده أو رأسه يقبله ولاحظ والدى وهو طفل رجلاً رث الثياب من المجاذيب يقبل يد والده فرد الشيخ رفعت القبلة للمجذوب فهمس والدى فى أذن جدى وقال له هذا الرجل الذى قبلته هيئته غير مقبولة فرد جدى على والدى وقال له لا تسخر من أحد عسى ان يكون أفضل عند الله من أبيك. هكذا كان جدى شيخاً تقياً نقياً صوفياً يعطف على الفقراء ويجبر خاطرهم.
> ما هى العادات التى كان يمارسها الشيخ محمد رفعت فى رمضان.
>> كان من بين عادات جدى كما حكاها لى والدى عمل مقرأة لختم القرآن مرات عديدة هو واصدقاؤه الكرام الحافظين وكان منزلنا مفتوحاً لافطار الصائمين فكل من يطرق باب الشيخ لا يخرج إلا وهو مجبور الخاطر وخاصة البسطاء أما الأصدقاء فكانوا يعتبرون منزل الشيخ رفعت منزلهم.
> ما هى الوجدانية وأنتِ تسمعين قرآن المغرب قبل افطار رمضان من جدك الشيخ محمد رفعت؟
>> جدى الشيخ رفعت حالة مستمرة معى طول اليوم على مدار الساعة ليس فى رمضان فأنا متيمة به والقرآن بصوته لا ينقطع فى المنزل والسيارة وقبل النوم وعند الاستيقاظ.
> ماذا تقولين لأولادك عن جدك؟
>> أنا لست بحاجة أن أحكى لأولادى عند جدى فهم أدركوا مدى تعلقى به ومدى قيمته ومدى حب ا لناس له وهم يفخرون بذلك.
> لمن آلت المكتبة الصوتية من ورثة الشيخ؟
>> هى ملك لنا جميعاً وفيها تسجيلات صوتية نادرة وتراث جميل وكم سعينا على مدار 20 عاماً وقمنا بجمع مبالغ مالية من أفراد عائلته لاخراج هذا التراث للنور حتى تولت مدينة الإنتاج الإعلامى هذا المشروع.
> من هو أستاذ الشيخ رفعت وشيخه؟
>> هو الشيخ عبدالفتاح هنيدى وحفظ على يده القرآن وقدمه للناس كقارئ.
> من هم أصدقاء الشيخ رفعت المقربون؟
>> المطرب صالح عبدالحى والمطربة فتحية أحمد مطربة القطرين والشيخ زكريا أحمد الملحن الشهير وكانوا يزورنه فى المنزل وينشدون سوياً وينهون الجلسة بسماع ما تيسر من القرآن بصوت جدي.