تعيش القضية الفلسطينية ظرفا استثنائياً خطيراً تاريخياً فحرب غزة هذه المرة أخذت القضية فى مكان مختلف وستكون النتيجة مختلفة تماما فالحرب كشفت النوايا الإسرائيلية نحو المخططات التاريخية وفضحت القيم الغربية وأسقطت ورقة التوت عن عورات المنظمات الأممية المقيدة بقيود الدول الكبرى والفيتو اللعين وسط عالم لا يعرف القيم الإنسانية وحقوق الإنسان لكن أهم ما يمكن استخلاصه من هذه الأحداث هو استهداف مصر ومحاولة استدراجها للانزلاق فى مستنقع الصراع.
تحمّل المفاوض المصرى المشقة لأكثر من 230 يوما بلا كلل واستمع إلى مراوغات الجميع كان يراقب تطور الأمور وهى تتجه للأسوأ وفى ذهنه هدف واحد هو وقف نزيف الدم الفلسطينى وعدم تهديد الأمن القومى المصري.
تحمل المفاوض المصرى ما يفوق طاقة البشر من أجل الوصول لهدنة إنسانية وكان التنسيق مستمرا مع كل الأطراف لدراسة المقترحات، تحركت مصر بين الفلسطينيين والإسرائيليين بواقعية شديدة وتسعى إلى أن يكون النجاح حليف التوافق على الإنسحاب من غزة مقابل تسليم الرهائن.
لا تتعامل مصر مع الملف الفلسطينى باعتبارها وسيطا بل شريكا كاملا ومنحازة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وتحملت فى سبيل ذلك محاولات التشويه المستمرة باعتبارها سند فلسطين التاريخى وهى الطرف العربى الوحيد الذى دفع ثمن ذلك من دماء أبنائه ومن التنمية التى يستحقها.
< < <
الحقيقة أن العمل المصرى الجاد فى هذا الملف الشائك كان يقابله مراوغة وتعنت إسرائيلي، حكومة نتنياهو لديها دوافع لاستكمال القتال مهما كانت الخسائر وفضلت مصلحتها على حياة الرهائن وسعت لإفشال كل محاولات التهدئة وتحرشت بكل جيرانها لتوسعة الصراع والمضى قدما فى سياسة حافة الهاوية لكسب المزيد من الوقت لاستكمال إجرامها ضد المدنيين فى غزة.
ومع تأزم الوضع الإسرائيلى عقب طلب الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه وإعلان مصر اعتزامها الانضمام للقضية المرفوعة من جنوب افريقيا أمام العدل الدولية عادت نغمة التشويش الساذجة على الدور المصرى وظهرت تقارير مغلوطة نشرتها «سي. إن. إن» وردت عليها القاهرة بقوة تليق بالدفاع عن جهد المفاوض المصرى والتحذير من وقف جهود القاهرة ووضع الجميع أمام مسئولياتهم.
المؤكد أن مصر ستتحمل كل تلك الظغوط وستستمر فى الدفاع عن الفلسطينيين بلا كلل أو ملل حتى يحصل الشعب الفلسطينى على كامل حقوقه.
<< خلاصة القول:
لقد انهارت أسس العدالة والنظام الدوليين على صخرة العدوان الغاشم على أهل غزة حيث جاءت الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة لتحطم أوهام النظام العالمى المدافع عن حقوق الإنسان كما يدعى وتكشف عن الوجه القبيح لأمريكا والغرب والازدواجية فى التعامل مع ضحايا الحرب الأوكرانية فى مقابل الظلم اليومى الذى يتعرض له المدنيون فى غزة.
الأمم المتحدة تحولت إلى مجرد حبر على ورق ولم يعد للإنسان حقوق طالما أن المتهم هو إسرائيل الحليف الأكبر والأهم لأمريكا.
العالم مازال يشجب ويدين وقوات الاحتلال ورئيس وزرائها يرتكبون كل الانتهاكات التى يمكن أن تصف مجرم الحرب من جرائم إبادة وتجويع وتشريد وقتل المدنيين بلا رحمة أو شفقة ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية.
لقد فاض الكيل بعدما تحدت إسرائيل العالم وتحدت حكم محكمة العدل الدولية ونداءات المنظمات الإنسانية وقرارات الجنائية الدولية.. فإلى متى يستمر هذا الظلم والعدوان والقهر من دولة تتحدى كل العالم؟!
>> كلام أعجبني
> إن الله لا ينسى من ظلمك ومن أبكاك ومن قهرك ومن تآمر عليك فكن على يقين أن الحقوق سترد يوما.