بلا شك ان مبادرات الدولة لتحفيز قطاعات الاستهلاك المختلفة على استخدام محطات الطاقة الشمسية للتغذية الذاتية مع بيع الفائض للشبكة القومية للكهرباء سيعزز استخدام الطاقة المتجددة.
وتبنى الدولة لنظام صافى القياس للعداد بنظام تبادل الطاقة الكهربائية بين المنشاة أو الشركة أو المزرعة وبين الشبكة القومية للكهرباء بما يسمح بتصدير انتاج الكهرباء الفائض عن الحاجة الى شبكة الكهرباء خلال ساعات ذروة النظام الشمسى فى النهار وبالمقابل يمكن سحب الكهرباء من الشبكة عند الحاجة خلال ساعات انعدام الانتاج من النظام الشمسى ليلا سوف يشجع قطاعات الاستهلاك على انشاء محطات شمسية للاستهلاك الذاتى ويتم بموجبه اجراء مقاصة بين ماتم استهلاكه من الشبكة وما انتج من خلايا شمسية.
وقد يؤدى هذا النظام المحاسبى الى اعفاء المستهلك من سداد فاتورة الكهرباء وربما يتبقى له رصيد مالى يستخدمه مستقبلا لفك الاشتباك الحالى من الغرامة الاجبارية للفاتورة اذا ما تخطى استهلاكه الشريحة السادسة حتى ولو كان هناك عطل او عطب بعداد الكارت المسبق الدفع!!
ولا يمكن انكار دور الدولة فى تشجيع المستهلك على التوجه نحو استخدام الطاقة الشمسية النظيفة سواء من خلال تقديم تسهيلات مالية تتمثل فى قروض بفوائد مخفضة من البنك المركزى أو من خلال تقديم حزمة من الحوافز الضريبية على معدات الطاقة المتجددة بالجمارك مع تخفيض ضريبة القيمة المضافة.
ولأننا نعتبر احدى دول منطقة الحزام الشمسى الأكثر مناسبة لتطبيقات استخدام الطاقة الشمسية التى تعد من أنظف مصادر الطاقة الأكثر استدامة ولا تساهم فى تغير المناخ حيث ان هذه الطاقة مصدرها ضؤء الشمس وليس كما يعتقد البعض خطأ انها تعتمد على ارتفاع درجات الحرارة التى تؤثر فى هذه الحالة على كفاءة التغذية الكهربية.
على عكس الطاقة الكهربائية التقليدية التى يتم توليدها من حرق الوقود الاحفورى والذى ينتج بدوره انبعاثات كربونية ملوثة للبيئة.
من المؤكد ان محطات الطاقة الشمسية ستواجهها بعض التحديات فى بداية الانتشار ومنها ارتفاع التكلفة الاولية وانعدام الانتاج من المحطة الشمسية ليلاً وتوافر مساحات كافية أعلى المبنى لتركيب الألواح الشمسية وباقى مكونات المحطة دون وجود ظل من مبان مجاورة ولكن يمكن استغلال واجهة المنازل والمبانى لتركيب الألواح الشمسية مع مراعاة ان زاوية ميل وتوجيه الألواح الشمسية تؤثر بشكل كبير على كفاءة الانتاج.
إننا بحاجة لنشر ثقافة الطاقة الشمسية والاستفادة من فوائدها وتشجيع المواطنين على استخدامها من خلال مبادرات وحملات توعية وبرامج تدريبية لهم مع استغلال فترات الاجازة الصيفية لاعداد دورات لطلابنا وشبابنا والمستثمرين الجدد على كيفية التعامل معها للمحافظة على العمر الافتراضى للمحطة الشمسية والذى يصل الى نحو 30 عاماً.