يوم الخميس الماضى استيقظت من النوم مبكرا على تنبيهات الرسائل الخبرية التى تصلنى من مصادر عدة ، وجدت رواية واحدة تتصدر المشهد وهى السفينة كاثرين، بدأت فى قراءة ما بين يدى من معلومات ثم بدأت فى اجراء الاتصالات التى من خلالها فهمت أنه لا يوجد شيء من الأساس مما يردده الأخوان والمواقع التابعة لهم وإنما يوجد فقط خطة اخوانية لتشويه الدور المصرى والتشكيك فى التحركات المصرية ، فى هذه الأثناء اتصل بى احد الزملاء وقال ألا يستدعى الموقف إصدار بيان رسمى لإسكات هذا السيل من الشائعات ؟» قلت له بلى ، ولكن فى تقديرى ان ما يبدو أمامنا من تباطؤ فى الرد الرسمى سببه تشابك المسئوليات والأدوار فى هذه الواقعة التى ترتبط بأكثر من وزارة وجهة وهيئة ، لكن كل هذا لا يبرر بقاءنا فى موقع المتفرجين ، علينا ان نتحرك إعلاميا وصحفيا فلدينا أدوات نستطيع من خلالها سرعة الرد والتصويب وكذلك فضح هذه الممارسات بما لدينا من معلومات موثقة وصحيحة ، كنا قادرين على التحرك العاجل بعيدا عن الحكومة بما نملكه من حرية حركة ومرونة ، لكننا لم نفعل ولم يتحرك أحد فالجميع فى انتظار بيانات رسمية ! لم أستسغ كل ما جرى ، تباطؤ الجهات الرسمية وصمت المنظومة الإعلامية فى انتظار بيانات الجهات الرسمية ! فى هذه الأثناء يتمدد الإخوان فى الفراغ ويكتسبون أراضى جديدة ، هنا قررت التحرك الفردى وفتحت لايف على صفحة البرنامج من البيت ، وعرضت القصة وبدايتها وتوابعها وقلت ان السفينة التجارية كاثرينا التى ترفع العلم الألمانى والتى أبحرت فى الثانى والعشرين من يوليو الماضى من احد الموانى الكورية الجنوبية لتبدأ رحلتها المعتادة مارة بموانى غرب أفريقيا وصولا لمضيق جبل طارق ثم التجول فى موانى غرب ووسط البحر المتوسط ، لتصل موانى مالطة يوم 15 اكتوبر وتتحرك لتصل ميناء الإسكندرية يوم 28 اكتوبر وتغادره بعد يومين لتواصل رحلتها إلى الموانى التركية ، هذه هى المعلومات الموثقة حول هذه السفينة كاثرين التى تحولت إلى «تريند» على أيدى ذباب وهاموش الإخوان الملاعين ، بدأت القصة بنشر الموقع المشبوه «صحيح مصر» رواية موثقة بالأكاذيب ومنمقة بالأضاليل ، قال الموقع المشبوه ان الباخرة كانت تحمل متفجرات فى طريقها لإسرائيل ولذلك رفضت جميع الموانى استقبال السفينة عدا ميناء الإسكندرية المصرى هو الوحيد – كما يقول الموقع – الذى استقبلها وعليها المتفجرات التى ستقوم مصر بإيصالها إلى إسرائيل عن طريق البر ! بعد نشر الموقع لهذه الخزعبلات المدعومة بمجموعة «سكرينات « لخط الابحار ومحطات الوصول وتحركات السفينة لكى يوحى بدقة سردياته ، بعد دقائق بدأت موجات التدوير وماكينات الشائعات من محطات ومواقع وصفحات اخوانية تعرض القصة نقلا عن الموقع المشبوه «صحيح مصر « وبدا المرجفون فى الأرض يتناولون المنشورات فى بلاهة وبلادة غير مسبوقة ، وتساءلت فى النهاية، إذا كانت كاثرين تحمل متفجرات تخص إسرائيل فلماذا لا تتحرك إلى ميناء اشدود مباشرة؟ ما علاقة ميناء الإسكندرية؟ والاهم هل إسرائيل فى حاجة إلى أسلحة قادمة من كوريا ولديها السلاح الأمريكى والبريطانى والألمانى يصل اليها من خلال جسور جوية وبحرية لن تتوقف على مدار اكثر من عام ؟ وهل مصر الرسمية او الشعبية تقبل ذلك على افتراض طلب إسرائيل لذلك؟
الحقيقة أننا نتعرض لمؤامرات رخيصة لكن لو انتبهنا اليها وواجهناها مبكرا قطعا ستفشل وسنتمكن من اصطياد فئران المركب؟