أثلج صدرى كغيرى بدء التشغيل لأكبر مصنع للغزل والنسيج فى العالم بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية.. ليعيد الحياة من جديد للمصانع التى عانت لروح من الزمن من الإهمال وعدم مسايرة التطور الجارى حولنا بعدما كانت ثانى أكبر مصانع الغزل بعد مانشستر فى انجلترا..
الحقيقة ما شهدناه خلال افتتاح رئيس الوزراء لمراحل التطوير الثلاثة للمنشآت الصناعية.. يؤكد إصرار الدولة على إعادة الصدارة لتلك الصناعة عالميا رغم التكلفة الكبيرة والتى بلغت حوالى 65 مليار جنيه، ولكن لا يهم طالما فى صالح الاقتصاد والتنمية المستدامة التى تسعى إليها الدولة ليس فى تلك الصناعة وإنما فى غيرها من المشروعات العملاقة لدعم الاقتصاد الوطنى بشكل عام.
أتذكر أننى عندما كنت فى فرنسا اشتريت بعض الملابس لفتت نظرى لجمالها على أنها فرنسية وعندما رجعت إلى الفندق فى باريس لاحظت أنها صناعة مصرية، فكانت سعادتى بالغة ولم استغرب الأمر لأنها مصر بلد القطن طويل التيلة الذى تتهاتف عليه بلدان العالم وتنتظر موعد الجنى له للحصول على غزوله وتنتظر دوران المصانع ليس بالمحلة الكبرى فحسب وإنما فى جميع المصانع بالمحروسة كى تتعاقد على شراء كافة المنتجات خاصة القطنية الداخلية منها والخارجية مثل الملاءات والمفروشات والبيجامات والعباءات والفوط وغيرها مما يطول شرحه.
ولا أنسى عندما كنا نذهب خصيصا إلى المحلة فهى قريبة من قريتى ولنا فيها أقرباء وأحبة كى نتسوق من منافذ شركة المحلة التى تطرح المنتجات بأسعار أقل من السوق فهى بلد تلك الصناعة، ولا أنسى البيجامات الكستور والقطنية الناعمة فى الشتاء والتى كانت بمثابة «الدفايات» المقاومة للبرد القارص، ولا أنسى آلاف العمال وهم يخرجون من الشركة أفواجا بعد انتهاء وردياتهم فى العمل وكم الرضا والابتسامة التى تعتلى وجوههم ولا أنسى المئات الذين فضلوا البقاء فى المحلة وقاموا ببناء منازل لهم من خير شركة المحلة.
صراحة إعادة دوران ماكينات شركة المحلة بالتكنولوجيا الحديثة عمل جبار نشكر القيادة السياسية عليه متمنيا انسحاب ذلك على بقية القلاع الصناعية الكبرى كالحديد والصلب بالذات لأنها صناعة ثقيلة لا تستغنى عنها أى بلد واعتقد أن ذلك فى فكر الدولة ومن أولوياتها واهتماماتها القصوى لأن ذلك سيضيف إلى خزينة الدولة مليارات الجنيهات ويغنينا عن عمليات الاستيراد التى تكلفنا المليارات من العملات الصعبة، ناهيك عن توفير مئات الآلاف من فرص العمل للشباب.
اعتقد أن العام الجديد سيحمل لنا الكثير من الخير لمصرنا الحبيبة بعدما انتهى العام المنصرم بخبر احياء صناعة الغزول والملابس ممثلة فى شركة المحلة الكبرى إحدى القلاع الصناعية التى نفخر ونعتز بها، والتى بالتأكيد سيتم التوسع فى زراعة القطن وتشجيع الفلاح على زراعته وهذا ما أكده رئيس الوزراء خلال افتتاح مراحل التطوير والتحديث الثلاث بشركة المحلة والتى باتت حديث المصريين ومحل افتخارهم وسعادتهم بحق، وأتمنى التوسع فى زراعة القطن قصير التيلة الذين تتميز بها الولايات المتحدة الأمريكية وتعتمد عليه كلية فى تصنيع ملابس الجينز، وذلك بعدما بدأن فى زراعة هذه النوعية من الأقطان خاصة أن أرضنا شديدة الخصوبة فى التربة الطينية وبالتالى ستتمكن مصر من المنافسة فى تلك الصناعة المهمة خاصة لدينا الأيدى المدربة والماكينات الحديثة والتى هى على أعلى مستوى تكنولوجيا.
كما لا ننسى أن العام الجديد سيشهد المزيد من تدفق السفن التجارية العابرة لقناة السويس واختصار المزيد من ساعات المرور بعد الخبر السار ألا وهو نجاح التشغيل التجريبى لمشروع ازدواج قناة السويس بالبحيرات المرة الصغرى بعد انتهاء أعمال التكريك من الكيلو 221 إلى الكيلو 231 حسب ترقيم القناة، وهذا يمثل نقلة نوعية كبيرة ستساهم فى تعزيز الأمان الملاحى وتقليل تأثيرات التيارات المائية والهوائية على السفن العابرة ويحقق مزايا عديدة بزيادة مساحة الازدواج 10 كيلومترات تضاف للقناة بدلا من 27 مما يساهم فى زيادة الطاقة الاستيعابية بمعدل من 6 إلى 8 سفن إضافية يوميا كما يساعد فى زيادة القدرة فى التعامل مع حالات الطوارئ المحتملة وفقا لتصريحات الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة القناة.
>> وأخيراً
> اللهم اجعل العام الجديد سعيداً على الجميع.
> وأن تتحقق فيه المساعى المصرية لوقف القتال فى غزة وانسحاب قوات الاحتلال وبدء أعمال الإعمار بالقطاع.
> 41 مليار دولار استثمارات مصر فى أفريقيا.. نريد المزيد فى العام الجديد.
> الربط الكهربائى المصرى مع السعودية.. نواة لسوق عربية مشتركة.
> مشروع حديقة تلال الفسطاط.. متنفس جديد للمواطنين واحياء للتراث المصري.
> نحن فى انتظار افتتاح المتحف المصرى الجديد.. والذى اعتقد أنه سيكون مبهراً لجميع ضيوف مصر الذى سيتم دعوتهم لهذا الصرح المتحفى الجديد.
> بدأ فصل الشتاء فلكياً.. فهل استعدت المحليات لأمطاره؟ مجرد سؤال؟!
> بعد النجاح والاقبال الكبير عليه.. أتمنى زيادة أسواق اليوم الواحد فى كافة المحافظات.