مرت أيام شهر رمضان واستقبل العالم الإسلامى عيد الفطر ومازال سفك دماء الشعب الفلسطينى يزداد مع أسر رجالهم وشبابهم وأطفالهم ليس فى قطاع غزة فقط الذى يعانى الجوع والعطش بعد أن شح الماء والطعام فى مدن وقرى والمخيمات الفلسطينية فى الضفة الغربية التى تعانى من الاقتحامات وقتل وأسر الشباب وتدمير البنية الأساسية فى مدن الضفة مع زيادة فى قرارات التوسع فى بناء المستوطنات والاستيلاء على ممتلكات الفلسطينين من أراض وبيوت لصالح دولة الاحتلال.
ما يحدث وتنقله فضائيات العالم يؤكد على ارتكاب الاحتلال الإبادة الجماعية فى قطاع غزة والإجبار على التهجير القسرى بأن تصبح الحياة مستحيلة فى قطاع غزة ومدن وقرى الضفة الغربية وهذا يحدث وفق المخطط الإسرائيلى ويؤكد تصريحات أعضاء حكومة الكيان الصهيونى من المتشددين مما يبعد نجاح صفقات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وعودة سكان غزة لمناطقهم رغم تدميرها.
ساعد على استمرار الاحتلال فى عمليات الابادة الجماعية وتدمير قطاع غزة الاطمئنان لتوافق الأهداف والثوابت الامريكية مع أهداف الكيان الصهيوني.. والاستمرار فى التركيز على مصالح الأمن القومى الأمريكى المعرضة للخطر فى الشرق الأوسط وضمان أن تظل إسرائيل واثقة من أنها تحظى بدعم قومى من امريكا والحلفاء الغربيين بشأن حقها فى الدفاع عن نفسها واتخاذ الاجراءات ضد من يمثل تهديداً لها وتقويض الجهود لكبح جماح استخدام إسرائيل للقوة فى غزة والاستعداد لعملية اجتياح رفح والاصرار على عدم وقف إطلاق النار للضمان أن تنتهى إسرائيل الحرب وقد استطاعت على الحد من قدرات المقاومة الفلسطينية لتخرج من الحرب وهى صاحبة اليد العليا وضمان أن ما بعد الحرب سيختلف عما سبقها مع استمرار الالتزام بتقديم المساعدات لتعزيز قدرات الاحتلال لتحقيق أهدافه من الحرب.
فى الأيام الأخيرة الماضية جرت فى نهر الأحداث وقائع كثيرة أهما يقظة ضمير دول الغرب بعد استهداف جيش الاحتلال مجموعة المطبخ العالمى والذى لا يزيد عددهم على أصابع الكفين فى حين كان هذا الضمير غائباً واعداد من استهدفتهم آلة الحرب الإسرائيلية اقترب من 34 الفاً تليهم من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز وتدمير المنازل والمستشفيات والمدارس واستهداف مقرات المنظمات الاغاثية الدولية.
لا يجب الانخداع والتوقف أمام ما يقال عن وجود خلافات بين امريكا واسرائيل لأن ما يحدث هو مخاطبة الداخل فى كل من البلدين لمصالح انتخابية وحتى عدم استخدام امريكا حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الأخير بوقف القتال ووفق الفصل السادس الذى لا ينص على آلية لتنفيذ مثل هذا القرار ورغم كل ما تقدمه امريكا لحليفتها إسرائيل إلا أنها تسعى لاحتواء الصراع ومنع تحويله لحرب اقليمية خاصة بعد استهداف اسرائيل مقر القنصلية الإيرانية فى دمشق وسقوط قادة كبار من الحرس الثورى.. وبرغم التحذيرات الامريكية لإيران إلا أن الأخيرة مصممة على الرد مما اضطر إسرائيل إلى اخلاء ٧٢ سفارة لها فى الخارج.. والجميع فى انتظار الرد الإيرانى الذى تتمنى امريكا لا يضطرها إلى التورط فى حرب أقليمية وأن كان هناك من الشواهد ما يؤكد تورط أمريكا فى حرب غزة سواء كان بالألاف الأطنان من القنابل والصواريخ والمسيرات والخبراء العسكريين والفنيين وكذا ما يحدث فى مياه البحار.
الخشية نابعة من مخاطر تهدد مصالح أمريكا فى المنطقة وهذا لم يمنع من تعزيزالقدرات العسكرية الإسرائيلية لمواجهة الجهات المتعددة ورغم ضبط النفس لعدم التورط فى حرب واسعة فى المنطقة إلا أن هذا لم يمنع من توجيه ضربات امريكية للعديد من المواقع بزعم ارتباطها بقوى اقليمية معادية لإسرائيل وامريكا رغم محاولات امريكا السير على الحبل والحرص على عدم السقوط إلا أنها تواجه نزيفاً فى مصداقيتها على مستوى الداخل والحلفاء والاصدقاء والذى يعتبر تهديداً وتحدياً لقيادتها والنظام الدولى القومى المعلنة أنه نظام قائم على القواعد ويجب أن يظل الأساس للسلام العالمى وأن بناء تحالف لهذا النظام يتطلب التمسك بالمبادئ التأسيسية للأمم المتحدة بما فى ذلك القانون الدولى الذى يضرب فى مقتل من امريكا ومن يسير فى ركابها من الدول الغربية وحليفتها إسرائيل وتوقف الدعم المادى لأهم مؤسسة تساعد الشعب الفلسطينى فالدعم غير المشروط لإسرائيل يضع القيادة الامريكية للنظام الدولى على المحك اذا إن ما ترتكبه إسرائيل من هجمات انتهاك صريح للقانون الدولى الإنسانى فالانحياز اضعف قدرة واشنطن فى حشد الدعم لمواقفها وبدا ذلك فيما يخص اوكرانيا وفقدان شعبيتها فى دول الجنوب بعد أن اتخذت كل من الصين وروسيا منحنى مختلفاً منذ بداية الحرب على غزة لذا كان المنطق يقول على امريكا أن تهتم بمطنقة الشرق الأوسط لاسباب اهمها الموارد والجغرافيا التى تؤثر على المنافسة العالمية ولكن هذه الحرب على غزة التى تعتبر اطول حرب تخوضها إسرائيل ليس مع جيوش دول المنطقة بل مع فصائل مقاومة إلا أنه رغم الدمار والخسائر فى الأرواح حققت اعادة القضية الفلسطينية إلى قمة الأجندة الدولية وضرورة ايجاد حل لها وفقاً للشرعية الدولية وايجاد أدوار لقوى دولية اخرى بعد فشل امريكا فى ادارة الصراع العربى الإسرائيلى مما يعرض استقرار علاقات إسرائيل مع الدول التى بينها اتفاقيات تحت ضغط وانحياز شعوب هذه الدول للقضية الفلسطينية من منطلق دينى إسلامى مسيحى وحضارى وروابط الدعم والمصاهرة.