بينما نقترب من موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة فى الولايات المتحدة، تتزايد النقاشات حول الفئات الناخبة التى ستلعب دورا حاسما فى تحديد مسار السباق الرئاسى. من بين هذه الفئات، يبرز دور المسلمين والعرب وتأثيرهم المحتمل على فرص الرئيس جو بايدن، الذى يسعى للفوز بولاية ثانية فى البيت الأبيض.
ففى السنوات الأخيرة، باتت الانتخابات الرئاسية الأمريكية محوراً للاهتمام بين العرب والمسلمين فى الولايات المتحدة، خاصة فى ضوء السياسات الخارجية والمواقف تجاه القضايا الإنسانية فى الشرق الأوسط.
جو بايدن، الذى تربطه علاقات طويلة بالمجتمعات العربية والمسلمة فى الولايات المتحدة، وجد نفسه فى مأزق بسبب موقفه تجاه النزاع الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين فى غزة تحديدا. ففى الوقت الذى اعتبره البعض داعماً قوياً لإسرائيل، انتقده آخرون بشدة لعدم اتخاذه خطوات حاسمة لوقف العنف وحماية المدنيين الفلسطينيين.
وفى هذا الصدد، يرى عدد من العرب والمسلمين فى ولاية ميشيغان أن بايدن لم يكن حاسماً بما يكفى فى دعم الجهود الدولية لوقف العنف، مما قد يؤثر سلباً على دعمهم له فى الانتخابات المقبلة. يشيرون إلى أن التزامه السابق بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية قد يكون مهدداً إذا استمر فى تجاهل الأوضاع فى فلسطين.
واستحوذت ميشيغان، التى يتجاوز عدد سكانها العرب والمسلمين الـ310 آلاف نسمة، على اهتمام خاص، نظراً لدورها البارز فى الانتخابات الرئاسية، حيث أسهمت فى فوز جو بايدن فى 2020 بعد أن كانت دعمت دونالد ترامب فى 2016.
وتشكل الجاليات المسلمة والعربية جزءا أساسيا من المجتمع الأمريكي، وهم لهم تأثير ملحوظ على الساحة السياسية خاصة فى الولايات التى تمتلك أعدادا كبيرة من هذه الجماعات مثل ميشيغان وفلوريدا. يعكس التفاعل السياسى للمسلمين والعرب تنوعا كبيرا، من القضايا الاجتماعية إلى الاقتصادية والخارجية، مما يجعل صوتهم مهما جدا فى الانتخابات الرئاسية.
فبعد فترة رئاسية متقلبة، يحاول بايدن البحث عن دعم واسع لمنصته السياسية المتمثلة فى التركيز على الصحة والاقتصاد والعدالة الاجتماعية. لقد قامت إدارته بالعديد من الخطوات لجذب المسلمين والعرب، مثل تعيين أول وزيرة عربية أمريكية فى تاريخ البلاد وتبنى سياسات تهدف إلى حماية حقوق هذه الجاليات وتعزيز مشاركتهم فى الحياة السياسية. ورغم ذلك، يواجه بايدن تحديات كبيرة فى جذب الدعم الكافى من هذه الفئات الناخبة. من بين هذه التحديات هو مستوى التوجهات السياسية داخل هذه الجماعات، فضلا عن قضايا مثل السياسة الخارجية و الهجرة والتغير المناخى التى تشكل أولويات حيوية بالنسبة لهم.
من ناحية أخري، هناك أيضاً من يرون أن مواقف بايدن لن تؤثر على دعمه من قبل العرب والمسلمين فى الولايات المتحدة، حيث يبرزون تقييمهم للسياسات الداخلية والاقتصادية التى تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية.
وعلى الرغم من التباين فى الآراء، فإن مشاركة العرب والمسلمين فى العملية الانتخابية تعكس قدرتهم على تحديد مسارات السياسة الأمريكية وتأثيرهم المتزايد على الساحة السياسية. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، تبقى استجابة جو بايدن للتحديات الخارجية والداخلية محور اهتمام واسعاً، مع ترقب من الجميع لمعرفة كيف سيؤثر ذلك على تشكيل حسم الناخبين العرب والمسلمين فى ميشيغان وما وراءها.
يظل تأثير المسلمين والعرب على فرص جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية المقبلة موضوعا للمتابعة والتحليل. إذا تمكن من استمالة دعم هذه الفئات الكبيرة والناخبة، فقد يكون لهذا تأثير كبير على مسار الانتخابات ونتائجها النهائية فى نوفمبر المقبل.
إن التأثير السياسى للمسلمين والعرب ليس مجرد مسألة إحصائية، بل يظل أمراً معقداً ويعتمد على تقديرات وتفضيلات الناخبين، مع تأكيد دور الأقليات العرقية والدينية فى تعزيز التنوع السياسى والمجتمعى فى الولايات المتحدة.