أعلن رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى رسميًا غزة «منطقة مجاعة»، فى وقت تستمر فيه التحذيرات الدولية من انهيار العمل الإنسانى فى القطاع، نتيجة مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع دخول شاحنات المساعدات.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن نحو 1500 شخص فى القطاع فقدوا بصرهم وأن 4 آلاف آخرين مهددون بفقدان البصر بسبب نقص الأدوية والتجهيزات الطبية الخاصة بجراحات العيون، ولا سيما تلك الخاصة بأمراض الشبكية واعتلالها الناتج عن الإصابة بالسكرى والنزيف الداخلي. وأوضح مدير مستشفى العيون فى غزة الدكتور عبد السلام صباح أن المستشفى لا يملك حاليا سوى 3 مقصات جراحية مستهلكة تستخدم بشكل متكرر.
وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن القطاع يشهد موجة موت صامت يحصد أعدادا متزايدة من أرواح كبار السن والأطفال، مشيرا إلى أن 14 مسنا استشهدوا خلال أسبوع جراء التجويع والحصار الإسرائيلي.
ومن جانبه قال مدير المكتب الإعلامى بأونروا إن الخدمات الغذائية والطبية فى قطاع غزة متوقفة بسبب الحصار الإسرائيلى المتواصل الذى سبب أزمة صحية كبيرة، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال فى قصف المدارس التابعة للمنظمة فى غزة انتهاك واضح للقانون الدولي.
وقالت دراسة حديثة نُشرت فى مجلة لانسيت الطبية إن عدد الشهداء الفلسطينيين فى الحرب الإسرائيلية قد يكون أعلى بكثير من الحصيلة الرسمية التى أعلنتها وزارة الصحة فى غزة وهى 52820 استشهدوا منذ بدء طوفان الأقصى فى أكتوبر 2023.
ميدانياً استشهد طفل جراء قصف إسرائيلى بمحيط أبراج طيبة غرب خان يونس، كما ارتقى شهيدان فى قصف إسرائيلى على مدينة دير البلح ومخيم جباليا بقطاع غزة.
على صعيد متصل وفى مؤشر على تصميم إسرائيل على مواصلة حرب الإبادة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى تجنيد لوائى احتياط من المشاة والمدرعات بهدف توسيع العملية العسكرية فى غزة.
وأضافت الإذاعة أن الجيش جند حتى الآن 5 ألوية احتياط فى هذه الجولة، لكنها أشارت إلى أن الجيش رفض تقديم معطيات بشأن نسبة الاستجابة فى ألوية الاحتياط التى تم تجنيدها.
من الناحية الأخرى قال إعلام عبرى إن إسرائيل لا تملك أهدافًا واضحة ولا جدولا زمنيًا ولا ميزانية لتمويل الحرب وما بعدها وإنها تخوض قتالاً بلا أى خريطة أو رؤية لاستعادة الأسرى أو لهزيمة حماس.
وفى أوروبا احتشد الآلاف فى مدريد عاصمة إسبانيا وفى برلين عاصمة ألمانيا تنديدًا بالعدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني. وردد المشاركون هتافات ورفعوا شعارات تطالب حكومة إسبانيا والمجتمع الدولى بالقطع الفورى للعلاقات التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل.
ومن جانبه قال وزير خارجية ألمانيا فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الإسرائيلى جدعون ساعر فى تل أبيب إنه لا يمكن حل الصراع فى غزة بالحرب لكن بالحل السياسى الذى يجب أن تنصب الجهود عليه، مؤكدًا أن بلده سيبذل كل ما بوسعه لتأمين إسرائيل، لكن هذا لا يعنى أنه لا يمكنها انتقادها. وشدد على أن «قطاع غزة جزء من الأراضى الفلسطينية» وأن أولوية ألمانيا هى عودة الرهائن من غزة، مؤكدًا دعم بلاده للخطة الأمريكية بشأن المساعدات الإنسانية فى غزة.