بعد النقص الشديد فى الطعام.. الفلسطينيون يأكلون أغذية منتهية الصلاحية.. والتسمم ينتشر
فى تأكيد على التعنت الإسرائيلى وإصرارها على منع دخول المساعدات الغذائية والدوائية وخطورة هذا الموقف على المستوى الإنسانى قال الاتحاد الأوروبى إن إرسال المساعدات دون الوصول إلى غزة وداخلها «أمر غير مجد»، مع تراكمها على الحدود «واستحالة» دخولها إلى القطاع، وأكد البيان المشترك لمسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، أن توصيل أى مساعدات إنسانية ذات معنى داخل غزة أصبح «مستحيلاً تقريباً».
ذكر البيان أن بعض إمدادات المساعدات التى «تتراكم» على الحدود قابلة للتلف ومعرضة للهدر، مما يشكل «ضربة كبيرة» لجهود المجتمع الدولى برمته، بالإضافة إلى كونها «خسارة مادية ومالية لأموال الاتحاد الأوروبي». أشار إلى أن إعلان إسرائيل عن «فترات توقف تكتيكية» مؤقتة لتقديم المساعدة الإنسانية فى غزة «لم يسفر عن أى تحسن» فى البيئة الأمنية للجهات الفاعلة الإنسانية على الأرض.
على صعيد معاناة الفلسطينيين فى غزة، رصد المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة حالات تسمم بين المواطنين بسبب تناول أغذية معلبة منتهية الصلاحية، نتيجة للنقص الشديد فى الطعام. وقال المكتب الإعلامى الحكومي، فى بيان إن الأهالى يأكلون معلبات منتهية الصلاحية ما يتسبب فى تسمم أعداد كبيرة.
أضاف المكتب الحكومى أن «المجاعة والأمراض تتزايد بين سكان القطاع وخاصة الأطفال منهم»، فى ظل ممارسة الاحتلال سياسة التجويع الممنهج ومنع المدنيين فى غزة من العلاج. وأشار البيان الحكومى إلى أن جيش الاحتلال يستهدف طواقم البلديات بشكل مباشر عند محاولتهم إعادة تشغيل آبار المياه بالقطاع.
على الصعيد السياسي، وامعاناً فى التعنت ضد الأبرياء، قال رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو إن حكومته مستعدة لوقف القتال فى غزة لفترة قصيرة، مقابل إفراج حركة حماس عن عدد من الأسرى الإسرائيليين، ولكنها لن تلزم نفسها بوقف تام للحرب، قبل أن تحقق أهدافها. أضاف نتنياهو فى مقابلة صحفية «مُستعد للموافقة على صفقة جزئية تعيد بعض الأسري.. ولكننا مُطالبون بمواصلة القتال بعد توقفه من أجل تحقيق أهدافنا».
أضاف نتنياهو أن أهداف الحرب هى الإفراج عن كل الأسري، وثانيًا القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس وكذلك القضاء على قدرتها على الحكم، مُشيرًا إلى أن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك، هى منع قطاع غزة، من أن يشكل تهديدًا مرة أخرى لإسرائيل، وقال إن مرحلة الحرب فى «رفح» الفلسطينية، والتى وصفها بمرحلة «الشجرة» قاربت على الانتهاء، وبعدها سيتم مواصلة «جز العشب» طوال الوقت، فى إشارة إلى القيام بعمليات ضد فصائل المقاومة حتى بعد انتهاء الحرب.
من جانبها، قالت حركة «حماس» فى بيان، إن إصرارها على أن يتضمن أى اتفاق تأكيداً واضحاً على وقف دائم لإطلاق النار فى غزة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلى «كان ضرورة لابد منها، لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان، وحرب الإبادة ضد شعبنا».
ذكر بيان «حماس»، أن الموقف الذى عبّر عنه نتنياهو، هو تأكيد واضح على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير، ومقترحات الرئيس الأمريكى جو بايدن، على عكس ما حاولت الإدارة الأمريكية تسويقه، عن موافقة مزعومة من الاحتلال.
على صعيد الأوضاع الميدانية، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 262 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء و الجرحي، حيث ارتكب الاحتلال الاسرائيلى عدة مجازر ارتفعت بسببها حصيلة العدوان الى نحو 37600 شهيد وأكثر من 86 ألف إصابة، حيث شهد القطاع سقوط 28 شهيداً خلال الـ 24 ساعة الأخيرة فقط.
وأكدت مستشفى كمال عدوان وصول عشرات الأطفال يوميا وهم يعانون من سوء التغذية، وينتشر الجوع على نطاق واسع فى مدينة غزة والشمال نتيجة منع الاحتلال إدخال أى من الأصناف الغذائية إليه، كما وصل عشرات الأطفال المصابين بالسرطان من شمال قطاع غزة إلى مشفى ناصر بخان يونس بتنسيق من هيئات دولية تمهيداً لسفرهم عبر معبر كرم أبو سالم إلى مصر لتلقى العلاج.
وأغارت طائرات الاحتلال على مركز الدرج الصحى شرق مدينة غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد مدير الإسعاف والطوارئ هانى الجعفراوي، كما استشهد ثمانية مواطنين بينهم خمسة من لجان تأمين المساعدات بقصف إسرائيلى لمقر الأنروا الرئيسى بغزة اضافة لاستشهاد سبعة مواطنين بقصف على حى الصبرة وسط غزة.
من جانبها، أفادت منظمة أنقذوا الطفولة البريطانية بأن تقديراتها تشير إلى نحو 21 ألف طفل فى غزة يعتبرون فى عداد المفقودين نتيجة الحرب الإسرائيلية على القطاع، أوضحت المنظمة أن هذا العدد يشمل الأطفال تحت الأنقاض أو المعتقلين أو المدفونين فى مقابر مجهولة أو جماعية، مشيرة إلى أن 16 ألف طفل تقريباً انفصلوا عن أسرهم أو فقدوا فى غزة ومازال 4 آلاف طفل تحت الأنقاض، وكل هذا جعل المدير الإقليمى للمنظمة بالشرق الأوسط جيريمى ستونر يصف غزة بـ «مقبرة الأطفال».
فى الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 12 مواطنا على الأقل من الضّفة بينهم سيدة من الخليل. وقال نادى الأسير وهيئة شئون الأسرى والمحررين إن قوات الاحتلال نفذت عمليات تحقيق ميدانى واسعة فى بلدتى سلواد، وكفر نعمة فى محافظة رام الله والبيرة طالت (80) مواطنا على الأقل، أفرج عن غالبيتهم لاحقاً.
أضاف البيان، أن الاحتلال يواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، يرافقها اعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم. وأشار إلى أن حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر، بلغت نحو (9360)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.