إن ما يحدث فى غزة من إبادة جماعية وتجويع ممنهج وتدمير فاق كافة الممارسات الوحشية فى التاريخ القديم والحديث يعتصرهم الخوف والجوع ولا يغمض لهم جفن فى ذلك الخلاء الموحش خشية أن يباغتهم الهلاك فجأة إنها حياة دونها الموت هواناً.. لقد سقطت ورقة التوت التى يسترون بها عريهم الأخلاقى وإدعاءاتهم الكاذبة التى لطالما صدعوا بها العالم وابتزوه عبر آلة دعاية صهيونية مارقة لم تعد تنطلى أكاذيبها على العالم فى ظل نظام دولى يكرس سياسة البقاء للأقوى وتنظيم دولى «الأمم المتحدة» لا يسمن ولا يغنى من جوع.. لقد ترك الشعب الفلسطينى نهباً لتلك الأطماع الصهيونية الشرهة والأحلام التوسعية المجنونة التى تكرس الإبادة الجماعية واستئصال الشعوب والتحريم بحد السيف التى تؤمن بها وتطبقها إسرائيل التوراتية ..فى مقال «جوناثان بانيكوف» بعنوان: «الإنسانية المفقودة فى غزة» صرح قائلاً لقد تعمدت إسرائيل تجاهل الرواية الإنسانية الأساسية مع سكان غزة الذين يتضرون جوعاً يعتصرهم اليأس والخوف بعدما أصبحوا فى عتاد الأموات عندما سعوا للحصول على الفتات من ذلك الطعام المحدود.. ويختتم «مانيكوف» مقاله قائلاً: فى النهاية مع تكرار هذا النمط من الصراع كان لابد وأن تطرح العديد من التساؤلات المشروعة من جانب مؤيدى كلا الطرفين من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين أقروا بتلك الحالة من الألم والخوف والقناعات الأخلاقية المشروعة لمن يختلفون معهم متسائلين عما إذا أن إنسانيتهم قد فقدت أيضاً مع سائر الأشياء التى فقدوها.. فى مقال «برينلى بورتون» بعنوان: «صفعة مدوية سمعت فى جميع أنحاء العالم «صرح قائلاً: حكم على أيقونة الاحتجاج الفلسطينية «عهد التميمى» بالسجن لمدة ثمانية أشهر من المحكمة العسكرية الإسرائيلية بتهمة صفع جنود إسرائيليين مسلحين كانوا يقفون فوقها.. فى مقال للصحفية «أمينا هودجيتش» بعنوان: «غزة تتعرض للتجويع والقصف مرة أخرى لماذا نسمح بذلك؟» صرحت قائلة لقد كانت مشاهدة الحكومات الغربية وهى تتستر على تلك الجرائم الإسرائيلية مرهقة للنفس ولكن كان علينا رفض الاستسلام والقبول بالظلم .. واستطردت «هودجيتش» قائلة بعد فترة وجيزة من وقف اطلاق النار وفى اليوم الثانى بالتحديد قامت إسرائيل بقطع جميع المساعدات مما تسبب فى تفشى المجاعة مرة أخرى مع استئناف عمليات الإبادة الجماعية .. وتؤكد «هودجيتش» على أن سوء التغذية بالنسبة للأطفال قد ترتب عليه عواقب وخيمة مدى الحياة بداية من الإصابة بالأمراض المعدية وانخفاض وظائف الكبد والجهاز المناعى وتأخر النمو والعجز فى القدرات المعرفية والحركية الخلاصة هى أن تجويع إسرائيل للأطفال يهدف إلى تدمير الجيل القادم.. فى مقال» زاك ييوشامب» بعنوان لدى إسرائيل خطة جديدة مرعبة بشأن الخطوات الختامية لحرب غزة» صرح قائلاً: لقد أطلق «نتنياهو» على خطة الخطوات الختامية مسمى «مركبات جدعون» التى تهدف إلى التدمير الشامل للمبانى المتبقية فى قطاع غزة وتخيير مليونى فلسطينى ما بين العيش إلى أجل غير مسمى فى منطقة إنسانية تتقلص تدريجياً أو المغادرة إلى دولة ثالثة.