غارات عنيفة على خان يونس.. والشجاعية تحصد عشرات الأرواح

لا يزال الاحتلال يستكمل ممارساته الوحشية فى قطاع غزة ،ما بين قتل وتشريد وتجويع وتخويف، فالغارات عادت أعنف من السابق، و النزوح أصبح من مخيمات اللاجئين إلى المجهول حيث الدمار فى كل موطئ قدم، والدماء هى اللون الطاغى فى تلك الصورة القاتمة.
أصدرت الأمم المتحدة أمس بيانا حول حجم الدمار فى القطاع جراء الحرب الإسرائيلية، مؤكدة ان حوالى 65 ٪ من القطاع أصبح مناطق ممنوعة أو تحت أوامر الإخلاء .
أكدت الأمم المتحدة أن عدد المبانى المتضررة من الاعمال العســكرية وصــــل أكثــــر من 137 ألف مبني، وفقًا لبرنامج التطبيقات التشغيلية للأقمار الاصطناعية التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث «يونوسات».موضحة ان الاحتلال نفذ 62,667 هجوم على الطرق فى القطاع.
وفقًا للبيانات، تعد منطقة شمال قطاع غزة وخان يونس الأكثر تأثرًا حيث تدخل فى نطاق اللون الأصفر «الأعلى ضررًا» على خريطة الأضرار،بينما حازت المبانى السكنية على النصيب الأكبر من الضرر.
من جانبها قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» ان نحو 1.9 مليون فلسطيني، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال، نزحوا قسريا بشكل متكرر منذ بدء الحرب فى غزة.كما ان انهيار وقف إطلاق النار بغزة تسبب فى موجة نزوح أخرى شملت أكثر من 142 ألف شخص بين 18 و23 مارس الماضى .
فى السياق صرحت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، إن نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء موجودون فى مناطق طلب جيش الاحتلال الإسرائيلى إخلاءها فى الأيام الأخيرة.
قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام «الذراع العسكرى لحركة حماس» فى بيان، إن الحركة قررت عدم نقل هؤلاء المحتجزين من هذه المناطق وإبقاءهم ضمن إجراءات تأمين مشددة لكن هناك خطورة على حياتهم.
خلال الأسبوع المنصرم، جدّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوامر بالإخلاء الفورى لمناطق عدة داخل قطاع غزة قبل قصفها واجتياحها بريًا.
أضافت الحركة ان «إذا كانت إسرائيل معنية بحياة هؤلاء المحتجزين فعليها التفاوض فورًا من أجل إجلائهم أو الإفراج عنهم،»بينما حمَّلت الحركة حكومة نتنياهو كامل المسئولية عن حياة المحتجزين خاصة بعد عدم التزامه باتفاق الهدنة الأخير.
تقدر تل أبيب وجود 59 محتجزًا إسرائيليًا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بعدما انتهت فى 1 مارس المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المحتجزين بين حماس وإسرائيل، الذى بدأ فى 19 يناير الماضي، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
ميدانيا لا يزال عدد الشهداء والمصابين من جراء الغارات الإسرائيلية فى تزايد مستمر، فعلى سبيل المثال لا الحصر استُشهِد 5 فلسطينيين وأُصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال مدينتى خان يونس وغزة.
ذكرت مصادر محلية فلسطينية، أن طائرة مُسيّرة للاحتلال قصفت بصاروخ مطعمًا خيريًا، بمخيم القطاطوة غربى مدينة خان يونس، مما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين.
أضافت المصادر أن طائرة مُسيّرة قصفت شقة سكنية وسط خان يونس، مما أدى لاستشهاد فلسطينى وإصابة زوجته وطفله بجروح، بينما قصفت مدفعية الاحتلال شارع السكة بحى الزيتون جنوب شرقى مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد فلسطينية.
من جانبها أشارت وزارة الصحة بغزة إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 60 شهيدا و162 إصابة أمس.
كما ذكرت الوزارة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضى بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار وصلت 1,309 شهيد و3,184 إصابة.
فى تطور آخر أبدى محاصرون فى حى الشجاعية خوفهم من الخروج من منازلهم وخيامهم بسبب كثافة القصف وعشوائيته.
اوضح المحاصرون ان غالبية الخيام تمزقت نتيجة القصف المدفعى وان المسيّرات تفتح نيرانها بشكل مفاجئ مناشدين بضرورة انقاذهم خاصة وان معظم المتضريين من الأطفال والنساء والمرضى .
وفى يوم الطفل الفلسطينى أصدرت حركة حماس بيانا أكدت فيه ان جرائم الاحتلال ضد اطفال فلسطين لا تسقط بالتقادم مطالبة بمحاكمة قادته.واوضحت الحركة ان هناك 19 الف طفل استشهدوا جراء الحرب بينما فقد نحو 39 ألف طفل أحد والديهم أو كليهما. مشيرة الى ان إفلات الاحتلال من العقاب يشجعه على تصعيد جرائمه بحق الطفولة الفلسطينية فى ظل التقاعس الدولي.
دعت الحركة المنظمات الحقوقية إلى تحمل مسئولياتها فى فضح جرائم الاحتلال والعمل الجاد على حماية أطفال فلسطين.
على صعيد آخر اكد الصليب الأحمر كذب الاحتلال فيما يخص قتل عمال اغاثة فى رفح حيث أوضح الأمين العام لاتحاد جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاجان تشاباجين ان الاحتلال قتل هؤلاء العمال بوحشية وألقى بهم فى مقبرة فى غزة واشار الى ان سيارات الإسعاف برفح دمرت ودفنت بالرمال وبالقرب منها كانت جثث عمال الإغاثة مدفونة بأعداد كبيرة.
اوضح المسئول ان المسعفين ظنوا أن سياراتهم التى تحمل علامة الهلال الأحمر ستوضح هدفهم، مما يعنى تأمينهم معتبرين ان القانون الانسانى الدولى يمنحهم الحماية .ولكن وحشية الاحتلال لم تحترم اى قانون وقتلتهم بدم بارد.
حصلت صحيفة «نيويورك تايمز» على فيديو، يظهر أضواء وعلامات الهلال الأحمر على سيارات الإسعاف التى استهدفتها إسرائيل فى رفح مما أسفر عن مقتل عدد من المسعفين.
قال إعلام فلسطينى من بينه وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، إن هذا المقطع من هاتف محمول يعود لمسعف عثر على جثته فى مقبرة جماعية تضم جثث 14 فردا من الإسعاف والدفاع المدني.
يُوثق المقطع، الذى التقطه رجل إسعاف أثناء وصولهم إلى نقطة ميدانية فى المنطقة لإجراء مهمة إنسانية، وجود مركبات إسعاف مزودة بكامل الإشارات الضوئية الخاصة بها، فيما كان مسعفوها يرتدون الزى الرسمى المضيء والمعتمد أثناء المهام الطارئة.
يفند هذا المقطع رواية الجيش الإسرائيلى التى نشرها فى 31 مارس الماضى عن هذه الواقعة وزعم فيها أنه لم يهاجم «مركبات إسعاف عشوائيا إنما رصد اقتراب عدة سيارات بصورة مشبوهة من قوات الجيش دون قيامها بتشغيل أضواء أو إشارات الطوارئ، مما دفع القوات لإطلاق النار صوبها».