تقدمت ارتال من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية أمس شرق حى الشجاعية، فى خطوة جديدة لتوسيع الاحتلال من عمليته البرية فى قطاع غزة بينما سقط عشرات الشهداء والمصابين جراء القصف الوحشى على مناطق مختلفة من القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى ان قواته حاليا تعمل على تعميق سيطرته وتوسيع منطقة التأمين الدفاعية فى القطاع ، مشيرا فى بيان انه قضى على عدد من المسلحين ودمر بنى تحتية، من بينها مجمع قيادة وسيطرة استخدمه عناصر حماس لتخطيط وتوجيه أنشطة عسكرية.
وأشار البيان إلى أن جيش الاحتلال أمر السكان بإخلاء مناطق فى حى الشجاعية عبر مسارات مخصصة، مدعيا أنه يواصل عملياته ضد الفصائل المسلحة فى قطاع غزة لحماية مواطنى إسرائيل.
وشهدت أجزاء من الحى موجة نزوح واسعة، أمس الاول ، بعد أن وجه الاحتلال إنذارات عاجلة لسكان الحى والأحياء المجاورة، تطالبهم بإخلاء المنطقة على الفور.
من جانبها أكدت الرئاسة الفلسطينية رفضها الكامل لما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بإقامة ما يسمى بمحور ميراج لفصل مدينة رفح عن خان يونس وتقسيم جنوب القطاع معتبره ذلك اعلانًا واضحا على النوايا الإسرائيلية لاستدامة احتلالها لقطاع غزة الذى يتعرض لدمار شامل من أجل تقسيمه لاحقاً.
فى هذا السياق كشف تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن إسرائيل تسعى لنشر عشرات الآلاف من الجنود فى أنحاء قطاع غزة، فى هجوم برى كاسح بهدف احتلال الأراضى الفلسطينية إلى أجل غير مسمي، واقتلاع بقايا حركة حماس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الإسرائيلية التى وضعها رئيس أركان الجيش إيال زامير، تحظى بدعم كبير من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ، موضحة ان زامير يريد القضاء على حماس بشكل حاسم بهجوم برى واسع النطاق يستمر لأشهر، قبل التوصل إلى أى حل سياسى فى غزة.
ميدانيا استشهد عشرات الفلسطينيين أمس واصيب آخرون جراء عدة غارات عنيفة على أحياء مختلفة من قطاع غزة ،ففى شرق خان يونس استشهد 19 مواطنا وأصيب آخرون، فى قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما استٌشهدت امرأة وطفلتها وأصيب آخرون بجروح، فى قصف الاحتلال الإسرائيلى لخيمة تؤوى نازحين غرب مسجد القبة بمنطقة المواصي.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال استهدفت منزلًا مكونا من ثلاثة طوابق فى منطقة حى المنارة جنوب شرق خان يونس، مما أدى إلى استشهاد 19 مواطنا وإصابة آخرين بجروح مختلفة.
من جانبها اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 50,609، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت الوزارة أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 115,063، منذ بدء العدوان، فى حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
وأشارت الوزارة إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 86 شهيدا و287 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
ولفتت إلى أن هناك عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
انسانيا اعلن المتحدث باسم بلدية غزة ان البلدية عاجزة عن توفير المياه الصالحة للشرب بسبب قصف الاحتلال لمحطاتها، كما انه لا يوجد وقود لتشغيل محطات المياه المتبقية فى القطاع.
حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من أن الوضع فى شمال الضفة الغربية لا يزال مقلقا للغاية نتيجة للعدوان الإسرائيلى المتواصل، مشيرة إلى أن العدوان أسفر عن أكبر موجة نزوح سكانى منذ حرب عام 1967.
ذكرت «الأونروا» – وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» – ان العدوان الإسرائيلى أسفر عن تدمير ممنهج وتهجير قسرى وتضمن أوامر هدم أثرت على العائلات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين.
أشارت الوكالة إلى أنها تواصل العمل مع شركائها لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة ودعم نفسى واجتماعى للعائلات النازحة، كما قامت بتكييف الخدمات الأساسية وتوفير عيادات صحية متنقلة وخدمات التعلم عبر الانترنت.
ومنذ 21 يناير الماضى يواصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية وتحديدا فى محافظات جنين وطولكرم وطوباس ونابلس ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين بينهم أطفال ونساء ونزوح أكثر من 40 ألف مواطن قسرا وتدمير مئات المنازل والبنية التحتية.
من جانبه قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، إنَّ إسرائيل تستخدم الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحًا فى غزة.
جاء ذلك فى منشور على منصة «إكس»، قيم فيه لازارينى الأوضاع فى غزة حيث تواصل سلطات الاحتلال عدوانها منذ 18 شهرًا.
وذكر لازارينى أنَّ الجوع واليأس ينتشران فى قطاع غزة مع استخدام الاحتلال الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحًا.
وأشار المسئول الأممى إلى أن إسرائيل تفرض حصارًا خانقًا على غزة منذ أكثر من شهر وتواصل منع دخول البضائع الأساسية، مثل الغذاء والدواء والوقود، وهو ما وصفه بـالعقاب الجماعي.
ولفت لازارينى إلى أن الفلسطينيين فى غزة متعبون جدًا، لأنهم محاصرون فى مساحة صغيرة، وطالب برفع الحصار ودخول المساعدات الإنسانية.
من جهة أخرى قال نادى الأسير الفلسطينى إن قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت أكثر من 100 فلسطينى من الضفة الغربية خلال الأسبوع الأخير.
وتزامنا مع حرب الإبادة على غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 940 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص بالضفة، وفق معطيات فلسطينية رسمية.