جوتيريش: الفلسطينيون يواجهون أكثر الفترات وحشية
طبيبة فلسطيينه تفقد 9 من أبنائها بصاروخ إسرائيلى ضرب منزلها

مع تواصل القصف الإسرائيلى على كامل غزة، أعلن الدفاع المدنى فى القطاع المدمر، أن جيش الاحتلال شن أمس سلسلة غارات عنيفة، استهدفت شققاً سكنية، وخياماً، ومنازل تؤوى نازحين، ما أسفر عن استشهاد نحو 79 فلسطينياً خلال الساعات الـ24 الماضية.
أفادت مصادر طبية فى بأن القصف طال مناطق سكنية وسط مدينة خان يونس جنوبى القطاع، وحيّ الصبرة فى مدينة غزة، ومخيّم النصيرات ودير البلح وسط القطاع.
وأوضحت المصادر أنّ حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلى على القطاع، خلال 24 ساعة، تجاوزت 75 شهيداً، بالإضافة إلى عشرات الجرحي.
وذكر مستشفى العودة أن «شهيداً و5 إصابات، بينهم طفلة تبلغ من العمر شهراً، وصلوا المستشفي، جراء قصف الاحتلال منزلا فى محيط مسجد القسام بالنصيرات
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى إصابة مواطنين، فى قصف إسرائيلى استهدف خيمة تؤوى نازحين فى منطقة المواصى غربى مدينة خان يونس .
كما أفادت بأن القصف استهدف أيضا منازل ومبانى يقطنها نازحون فى بلدة جباليا البلد شمالى القطاع.
إلى ذلك، تواصل المدفعية الإسرائيلية قصفها المكثف فى مناطق مكتظة بالنازحين، منها حى الصفطاوي، حى السلاطين، تل الزعتر، ومحيط مستشفى الإندونيسي، ومستشفى العودة شمالى القطاع، حيث يفرض الجيش حصاراً على المصابين والعاملين فيهما لليوم الرابع على التوالي، مما يعيق تقديم الرعاية الطبية.
وفى مأساة إنسانية تجسد جانبا من المعاناة التى يعيشها أهالى قطاع غزة ، فُجعت طبيبة فلسطينية تدعى آلاء النجار بوصول جثامين تسعة من أطفالها إلى مجمع ناصر الطبي، بعد أن استشهدوا حرقًا نتيجة غارة جوية إسرائيلية على منزلها فى منطقة قيزان النجار جنوبى مدينة خان يونس.
أصيبت النجار بحالة انهيار تام عندما فوجئت بوصول جثامين وأشلاء أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاما، إلى المستشفى الذى تعمل به.
انسانيا، كشف المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبوحسنة، أن مئات الآلاف فى قطاع غزة يتضورون جوعا.مشيرا إلى ان هناك 300 ألف فلسطينى فى قطاع غزة فى خطر شديد.
وشدد المتحدث على ان قطاع غزة يعانى من مجاعة لم يشهد لها مثيل، كما دعا إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية، مشدداً على ضرورة التدخل الدولى العاجل لمنع التهجير وحصر الفلسطينيين فى منطقة رفح الفلسطينية.
من جانبه قال مدير الإغاثة الطبية فى غزة ان الوضع الصحى والمائى والغذائى فى القطاع صعب جدا، مشيرا الى انه لم يدخل أى مساعدات غذائية أو دوائية ، مما يهدد بفقدعدد كبير من المرضي.
وصرح المسئول بأن هناك 92 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع خلال 3 أيام مقارنة بـ500 يوميا قبل الحرب، مؤكدا على أن الأولوية حاليا لادخال الدواء وأغذية الأطفال والطحين.
ونوه المسئول الى ان القطاع يعانى من كوارث صحية وغذائية ومائية، وان ما يدخل إلى غزة شحيح للغاية ويتم توزيعه وسط إجراءات إسرائيلية معقدة.
فى السياق ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكدا أن الفلسطينيين فى القطاع يواجهون «أكثر الفترات وحشية فى هذا النزاع القاسي».
وقال جوتيريش – فى بيان – إن «الفلسطينيين فى غزة يعانون يوما بعد آخر ، مشيرا إلى تصاعد الهجوم العسكرى الإسرائيلى إلى مستويات مروعة من الموت والتدمير.
على الصعيد السياسى أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زمير، أن «هناك إجماعًا فى الأجهزة الأمنية على إمكانية التوصل إلى إطلاق سراح المحتجزين فى قطاع غزة».
ونقلت القناة «12» الإسرائيلية عن رئيس أركان جيش الاحتلال قوله إن «الضغط العسكرى هيأ الظروف لعودة المحتجزين»، مُشددًا على ضرورة استغلال ذلك، والتوصل إلى صفقة.
وتتزامن هذه التصريحات مع قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سحب الوفد الإسرائيلى من محادثات الدوحة، فى خطوة تشير إلى جمود فى الموقف الرسمي، رغم ما وصفه مراقبون بإجماع داخل الأجهزة الأمنية حول إمكانية التوصل إلى اتفاق فى الوقت الحالي.
فى تطور آخردعا البرلمان العربي، دول البحر المتوسط باتخاذ موقف موحد بالضغط على الاحتلال الإسرائيلى لوقف حرب الإبادة للشعب الفلسطينى وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة فى ظل ما يتعرض له من عدوان متواصل من قتل وتشريد وتهجير إضافة إلى استخدام سلاح التجويع ومنع دخول المساعدات الغذائية فى ظل صمت دولى مخز.
فى الاثناء عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الليلة الماضية، فى مقرها بمدينة نيويورك، الاجتماع التحضيرى الأول للمؤتمر الدولى رفيع المستوى لتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، تمهيدا للمؤتمر المقرر عقده فى الفترة من 17 إلى 20 يونيو المقبل.
وشارك فى الاجتماع ممثلون عن الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، حيث تم التأكيد على أهمية المؤتمر فى توليد الزخم اللازم والإرادة الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وتحقيق السلام العادل والدائم فى المنطقة.
وأكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيلمون يانج على انه لا يمكن حل هذا الصراع من خلال الحرب الدائمة، ولا من خلال الاحتلال أو الضم اللانهائي، ولكن سينتهى هذا الصراع فقط عندما يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش جنبا إلى جنب فى دولتيهما المستقلتين وذات السيادة، فى سلام وأمن وكرامة.