أين المدرب المصرى؟!
بغض النظر عن نتائج واداء منتخبنا القومى فى بطولة الامم الافريقية المقامة حاليا فى كوت ديفوار.. وبغض النظر ايضا عن اداء وفكر المدرب روى فيتوريا.. مازلت عند موقفى برفض استقدام اى مدرب اجنبى فى اى رياضة جماعية او فردية.. وكذلك ضد استقدام اى خبراء فى المجال الرياضى من الخارج.. لاسباب كثيرة فى مقدمتها اننا لدينا خبراء فى كافة المجالات.. ومدربون شباب واعدين،او كبار مخضرمون.. بالإضافة إلى نقطة مهمة وهى اهدارنا لملايين الدولارات واليوروهات سنويا يمكن توفيرها والحصول على نتائج مماثلة وربما أفضل.
اننا بما تنفقه الاتحادات الرياضية المختلفة والاندية الكبرى لاستقدام مدربين من الخارج فى شهر واحد.. يمكننا ان نجهز ونعد مئات المدربين فى كل رياضة.. ويمكننا ان نوفد المدربين المصريين من الشباب ومن هم فى منتصف العمر ومن يرغب ايضا إلى بعثات تدريبية.
ان معظم المدربين الذين يحضرون إلى مصر لم يكن يسمع عنهم احد.. والغريب فى الامر انك تسمع عن رواتبهم قبل قدومهم لمصر فتجد انها كانت رواتب هزيلة مقارنة بما يتقاضونه فى مصر.. لجأ من جديد للتعاقد مع مدرب اجنبي.. وبالفعل تعاقد مع المدرب كارلوس كيروش والذى فشل فى الحصول مع المنتخب على بطولة افريقيا الماضية بعد الوصول إلى الدور النهائى وخسر المنتخب امام السنغال.. وكذلك فشل فى الوصول إلى نهائيات كأس العالم التى اقيمت فى قطر.. وعقب ذلك تم التعاقد مع روى فيتوريا براتب شهرى 200 ألف دولار.. ومن هو روى فيتوريا حتى ندفع له هذا الراتب.. وهل لا يوجد مدرب مصرى مؤهل لتدريب المنتخب؟!!.. اعتقد انه آن الأوان ان يصدر قرار بعدم الاستعانة بمدربين اجانب فى الاندية او المنتخبات وان نعطى الفرصة للمدربين المصريين.. فكما حقق حسن شحاتة بطولة افريقيا لثلاث مرات وهو يدرب المنتخب.. فمن المؤكد ان لدينا العديد والعديد من المدربين الذين يمكن ان ينجحوا مع المنتخب.. وعندنا امثلة كثيرة على تفوق المدربين الوطنيين على المدربين الاجانب سواء فى مصر او خارجها.. ولدينا مثال صارخ فى كأس العالم الماضية حيث نجح المدرب المغربى وليد الركراكى صغير السن فى حصول المغرب على المركز الرابع فى البطولة.. بمساندة الاتحاد المغربى لكرة القدم.. فلماذا لا نسير على نفس النهج وبطريقة علمية.. نحسن الاختيار بغض النظر عن الانتماءات للاهلى أو الزمالك.. ونقدم الدعم اللازم للمدرب.. ويتولى المدير الفنى لكل اتحاد اختيار المدربين الواعدين وفقا لقواعد علمية.. وبعيدا عن المحسوبية والشللية.. ويتم ايفادهم إلى دورات تدريبية بالخارج.. ومعايشة فى احد الاندية للحصول على التراخيص المطلوبة تدريبيا.. ليكونوا نواة جديدة لكل الاندية المصرية والعربية والافريقية.. اننا نأمل ان تنجح الاتحادات والاندية فى اتخاذ قرار بالاعتماد على المدربين المصريين.. والاستغناء نهائيا عن المدربين الاجانب.. حتى نتمكن من اعداد جيل متميز من المدربين.
اننى اكتب هذا المقال دون النظر لنتائج مباريات المنتخب الوطنى فى البطولة الافريقية.. والتى اتمنى ان يفوز بها المنتخب.. ويعود بالكأس إلى مصر بإذن الله.. وتحيا مصر.