تهديد ووعيد إيرانى بدون فعل.. وتأكيد إسرائيلى على الاستمرار فى مواصلة استهداف قادة حزب الله
«التصعيد الأخطر».. عنوان رئيسى وضعه المراقبون لجريمة الاحتلال الإسرائيلى التى استهدفت زعيم حزب الله اللبنانى حسن نصر الله ومعه عدد من مساعديه مما قد يفتح ابواب الجحيم وتشتعل المنطقة خاصة أن إسرائيل تنفذ خططاً بعيدة المدى لتغيير ملامح خريطة الشرق الأوسط، مدعومة بمساندة أمريكية، محاطة بنظرات الاشمئزاز والاستنكار من مختلف دول العالم.
الغارة الإسرائيلية استهدفت نصر الله بضربات مركزة بقنابل حافرة على مقر اجتماع للحزب، كان ينعقد برئاسته فى الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد 32 عاماً من العمل السياسى اعتبرته قوات الاحتلال «شوكة» فى ظهرها.
الغارة الإسرائيلية ستكون نقطة فاصلة فى الصراع بينها وبين إيران وحلفائها فى المنطقة وفى مقدمتهم حزب الله الذى يتوقع الخبراء أنه لن يصمت عن الثأر لأمينه العام التاريخي، وهو ما يشير إلى احتمالات الوصول إلى حرب اقليمية خاصة مع تأكيد إسرائيل على أنها لن توقف عملياتها وأنها مازالت لديها أهداف أخري وفى الوقت نفسه التهديد الايرانى بالرد وان دماء نصرالله لن تضيع هدراً.
كان نصر الله قد جاء خلفاً للزعيم السابق للحزب عباس موسوى الذى اغتيل ــ بطائرة هليوكبتر عام 1992.. وكأن إسرائيل تستهدف قادة «حزب الله» فى محاولات مستمرة ومستميتة لتصفية الهيكل التنظيمى للحزب الذى يندرج ضمن منظومة مركزها الأساسى إيران التى يبحث زعماؤها وسيلة للرد على هذه الضربة الموجعة لإحدى أذرعها الفعالة فى المنطقة لكنها حتى الآن مجرد تهديد من بعيد دون فعل حقيقى من إيران..
ووسط ترقب لردود الأفعال المستنكرة والمدينة والحزينة، تخشى لبنان «الجريحة» التى تعانى من أزمات سياسية واقتصادية متلاحقة، من تنفيذ قوات الاحتلال «العمياء» هجوما برياً، بعد الحشد العسكرى لجنودها على الحدود.. سعياً لخلق منطقة عازلة فى الجنوب اللبناني.. فهى تحلم بمد سيطرتها حتى نهر الليطاني، وربما ما هو أبعد من ذلك.
«تل أبيب» لا تعمل لأى قوانين أو أعراف دولية حساباً، بدليل أنه اثناء إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لخطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تم إلقاء 85 قنبلة على أحياء سكنية، فى الضاحية الجنوبية لبيروت، وهذا يترجم موقف إسرائيل المتعنت من نظرة العالم لجرائمها ضد الإنسانية وضد المدنيين، خاصة النساء والأطفال وكبار السن.
الموقف مربك لدول المنطقة التى لم تكن تتوقع أن تصل يد إسرائيل إلى زعيم حزب الله، الذى تدير شئون محور المقاومة فيه العاصمة الإيرانية طهران التى تتوجس حذراً من عواقب الرد على هذه الاعتداءات السافرة على قيادات حزب الله، خاصة أن ضربات قوات الاحتلال استهدفت عناصر المقاومة فى قلب إيران وفى لبنان وسوريا.
إيــران
ستحدد سيناريوهات الحرب الإقليمية
كتب– حازم سمير:
بعد تكثيف هجوم جيش الاحتلال على حزب الله اللبنانى باستهداف قياداته ومواقعه العسكرية، والتى كان آخرها قصف المقر المركزى للحزب، واغتيال أمينه العام، حسن نصر الله، بدا الوضع يتجه نحو حرب اقليمية واسعة فى المنطقة.
نعى حزب الله اللبنانى – أحد الأعمدة الرئيسية لإيران فى المنطقة – مقتل الأمين العام حسن نصر الله، بعد ساعات من البيان الرسمى للجيش الإسرائيلى بمقتله، وسط توعد إيرانى بالرد على الاعتداءات الاسرائيلية التى طالت فى الأيام القليلة الماضية عدداً كبيراً من كبار قيادات الحزب.
على الرغم من أن التهديد الإيرانى يمكن أن يكون مجرد تهديد دون فعل مثلما حدث بعد اغتيال قائد حركة حماس اسماعيل هنية فى طهران، إلا أنه أيضاً يزيد من تكهنات حدوث حرب مفتوحة بين اسرائيل وإيران، التى ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة. . وفقاً لوسائل إعلامية أجنبية، يرى محللون أنه من المحتمل أن يكون رد إيران أعنف من عملية «الوعد الصادق» التى قتل فيها سبعة من عناصر الحرس الثوري، بينهم القيادى البارز فى الحرس الثورى الإيراني، محمد رضا زاهدي، حيث ستجمع طهران ردها على اغتيال هنية و نصر الله، وتصفية قيادات حزب الله فى ضربة كبيرة. فى حين يرى آخرون أن إيران لن تدخل فى حرب مع اسرائيل، مهما زادت من هجومها لانها ترى الحرب مع إسرائيل فخاً من واشنطن وتل أبيب لجرها إليه. .
فى أول تعليق للمرشد الإيرانى على خامنئي، قال «على المجرمين الصهاينة أن يعلموا أنهم صغار جدا ولا يستطيعون أن يلحقوا ضررا كبيرا بالبناء القوى لحزب الله فى لبنان» .. وأضاف أن مصير هذه المنطقة ستقرره قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله، مستطرداً: «كل قوى المقاومة فى المنطقة تقف إلى جانب حزب الله» وذلك فى اشارة إلى احتمالية رد جماعى لأذرع طهران فى المنطقة على عملية الاغتيال.
كما انتقد خامنئى – الذى نُقل إلى مكان آمن مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة بشأنه – الحكومة الاسرائيلية اليمينية قائلاً: «العصابة الحاكمة فى النظام الصهيونى لم تتعلم درسا من حربها الإجرامية المستمرة منذ عام فى غزة»
من جهة أخري، قالت مصادر إيرانية إن المرشد العام على اتصال دائم بحزب الله وحلفائه الإقليميين الآخرين لتحديد «الخطوة التالية» بعد مقتل نصر الله، وفى حين أعلن الاحتلال عن حالة الاستنفار العام تحسباً لرد انتقامى من الحزب التابع لإيران.
وفى تهديد صريح لاسرائيل ينذر بتبعات خطيرة، أعلن محمد حسن أختري، رئيس لجنة «دعم الثورة الإسلامية فى فلسطين» بالرئاسة الإيرانية، لموقع «ديده بان إيران» أنه سيفتح باب التسجيل العلنى لإرسال قوات إلى لبنان، و ومرتفعات الجولان خلال الأيام المقبلة، مضيفاً أن بلاده تفكر فى ارسال قوات إلى لبنان لمحاربة إسرائيل، تماما كما فعلت فى عام 1981.
تأتى هذه التصريحات الإيرانية بعد ليلة غير مسبوقة شهدتها الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الذى دُك بأكثر من 40 غارة إسرائيلية، فضلا عن ضربة كبرى لمقر قيادة الحزب فى حارة حريك، التى أدت إلى مقتل نصرالله.
ويعيش الحزب حالة من التململ والصدمة، بعد استهداف تل أبيب مجموعة كبيرة من كبار قادة الحزب فضلاً عن عدد من مواقع البنية العسكرية التى يمتلكها.
وعلى الجانب الاسرائيلي، أعلن المتحدث باسم الاحتلال دانيال هاجارى فى مؤتمر صحفى أمس، إن حزب الله يعيش صدمة قوية بعد مقتل قائده، محذراً من أن هناك أياما مليئة بالتحديات.لكنه شدد على أن الجيش مستعد لكل السيناريوهات مع إيران دفاعا وهجوما، قائلاً: «نحن فى حالة تأهب قصوى على مدار الساعة». . وكان قد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو إيران خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن بلاده ستقصف إيران إذا تعرّضت للهجوم، مهدداً طهران بأن تل ابيب يمكنها الوصول إلى أى جزء من أراضيها، قائلاً: «ليس هناك أى مكان فى إيران لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه.
بحسب تصريحات إيرانية سابقة، لا تريد طهران مواجهة اسرائيل التى تقف وراءها الولايات المتحدة، فقبل أيام من مقتل نصر الله، أكد مسئولان إسرائيليان أن حزب الله حث إيران على شن هجوم ضد إسرائيل، فى ظل تصاعد القتال خلال الأيام الأخيرة، لكن طهران تحفظت بشأن الانضمام إلى القتال ولم تقدم ردا إيجابيا، بحسب موقع «أكسيوس».