«حماس» تتسلم مقترحاً من الوسطاء لوقف النار وتبادل الأسرى وفق جدول زمنى
يواصل الاحتلال الاسرائيلى عدوانه على قطاع غزة، لليوم الخامس على التوالي، مستهدفاً عدة مناطق، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين، وسط تقارير اعلامية اسرائيلية تشير إلى اعتزام الجيش الإسرائيلى بتوسيع «عملياته البرية» فى شمال ووسط القطاع، بالتوازى مع العمليات الجارية فى مدينة رفح جنوب غزة.
شنت الطائرات الاسرائيلية مجموعة من الغارات، أدت إلى تدمير العديد من المنازل واستشهاد عدد من الفلسطينيين، حيث وقع خمسة شهداء بينهم اربعة أطفال، بالإضافة إلى عدد من الإصابات جراء غارة جوية إسرائيلية على أحد المنازل بحى التفاح شمال شرقى مدينة غزة.
وسبق ذلك ضربة اسرائيلية على منزل آخر فى نفس المنطقة ما اسفر عن استشهاد عائلة مكونه من أربعة أفراد.
فى خلال هذه الأثناء، قصفت طائرات الاحتلال منزلا فى دير البلح بوسط القطاع، حيث سقطت عدة قذائف على شمال مخيم النصيرات وقرية المغراقة.
وفى جنوب القطاع، قُتلت سيدتان بنيران القصف الاسرائيلى شرق خان يونس بعد إعطاء الاحتلال أوامر إخلاء فى شرق المدينة، كما شنت طائرات الاحتلال غارة على مدينة حمد شمال خان يونس.
فى الوقت نفسه، أُصيب عدد من المواطنين فى قصف إسرائيلى استهدف منزلاً ومحيط منطقة أنور عزيز فى مخيم جباليا شمالى قطاع غزة، فيما اجبر الاحتلال الاف المواطنين على النزوح من بيت لاهيا نتيجة الغارات العنيفة المتواصلة.
وفى وقت سابق، قصف الاحتلال بيت حانون ورفح بقطاع غزة، فيما يواصل جيش الاحتلال إغلاق معبر كرم ابو سالم لليوم العشرين، وسط تحذيرات من الاونروا بنفاد الدقيق خلال ستة أيام.
وقالت وزارة الصحة فى غزة إن ما لا يقل عن 130 فلسطينيا استشهدوا، كما أصيب 263 آخرون فى 48 ساعة فقط جراء الهجوم الإسرائيلى العنيف على القطاع.
وأوضحت الوزارة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025، بلغت 634 شهيدا، و1172 إصابة، مشيرة إلى أن حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023، ارتفع إلى 49 ألفا و747 شهيدا، بالإضافة إلى 113 ألفا و213 مصابا.
يأتى ذلك، وسط تقارير اسرائيلية تكشف عن عملية برية موسعة خلال الساعات القادمة، حيث نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الاستعدادات جارية لتنفيذ خطة رئيس الأركان إيال زامير، بشن هجوم برى واسع النطاق على قطاع غزة بأكمله.
وزعم زمير إنه «يعتقد أن خطته يمكن أن تؤدى هذه المرة إلى تحقيق الهدف الذى لم تفِ به إسرائيل منذ ما يقرب من عام ونصف العام من الحرب، وهو تدمير كامل لسلطة حماس وقدراتها العسكرية»، بحسب ما ذكرته هآرتس.
فى الوقت نفسه، ذكرت بعض المصادر أن إسرائيل لا تزال تترك بابا مفتوحا لإبرام صفقة للإفراج عن بعض الرهائن، لكنها حذرت بحسب الصحيفة أن التصعيد سيتفاقم فى حال عدم التوصل لاتفاق.
وأوضحت هآرتس أنه بينما يجرى انتظار مفاوضات مشكوك فى نتيجتها يتم تجهيز الأرضية لعملية واسعة لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
وكانت اسرائيل قد استأنفت القصف والعمليات البرية فى قطاع غزة فى إطار الضغط على حركة حماس من أجل اطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الباقين، والمماطلة فى الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مما أسفر عن استشهاد مئات القتلى والجرحى خلال أربعة أيام من القصف العنيف.
فى المقابل، قالت كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، إنها قصفت عسقلان برشقة صاروخية ردا على المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.
على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت الولايات المتحدة عن موافقتها المبدئية على مقترح من الوسطاء لوقف إطلاق النار فى غزة، الذى يتضمن تحرير الرهائن الإسرائيليين من جهة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع من جهة أخري.، وفقاً لوكالة رويترز.
وقال مصدر فلسطينى مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار «إن حماس تسلمت اقتراحا من مصر وقطر، لتثبيت وقف النار وتبادل الأسرى وفق جدول زمنى يتم الاتفاق عليه»، بحسب «فرانس برس» وأضاف المصدر أن الاقتراح يتضمن «إدخال المساعدات والانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة».
من جانبها، أكدت حركة حماس ضرورة أن تشمل المفاوضات وقفًا دائمًا للعمليات العسكرية، وأن يكون الانسحاب الإسرائيلى من القطاع كاملاً.
من جهة أخري، دعت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا فى بيان إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات لتحقيق سلام شامل ودائم فى غزة، مؤكدين ضرورة احترام القانون الدولى والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون تأخير.
كما رأى البيان الثلاثى أن الهجوم الذى استهدف مبنى تابعًا للأمم المتحدة فى غزة يزيد من تعقيد الوضع الإنسانى فى المنطقة، مشددا على أهمية حماية المدنيين فى غزة وتوفير المساعدات الأساسية لهم، بما فى ذلك الماء والكهرباء وضمان توفير الرعاية الطبية والإجلاء الطبى المؤقت وفقا للقانون الإنسانى الدولي.
وأكد وزراء الدول الثلاث أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين لا يمكن حله بالوسائل العسكرية وأن وقف إطلاق النار على الأمد البعيد هو السبيل الوحيد الموثوق للسلام.
وأضافوا أنهم «صدموا بشدة» جراء القصف الذى تعرض له مبنى مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع فى غزة ومقتل أحد الموظفين، ودعوا إلى إجراء تحقيق فى الواقعة.
وحث البيان حركة حماس بأن تطلق سراح الأسرى المتبقين فى القطاع الفلسطيني، مشددين على أنها يجب ألا تحكم غزة ولا تشكل تهديدا لإسرائيل بعد الآن.
وفى نيويورك ندد أعضاء مجلس الأمن الدولى بانتهاك وقف إطلاق النار فى غزة، مؤكدين ضرورة العودة إلى المفاوضات.
وجددت المنسقة الخاصة بالوكالة لعملية السلام فى الشرق الأوسط سيجريد كاج، رفض الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، التهجير القسرى للسكان من أى جزء تابع للأراضى الفلسطينية المحتلة.