حماس تبدى استعدادها لإطلاق سراح الرهائن «دفعة واحدة» مقابل هدنة 5 سنوات
فى الوقت الذى تواصلت فيه التحركات الجادة فى القاهرة والدوحة لبحث هدنة جديدة بين الجانب الإسرائيلى وحركة حماس من أجل ايقاف اطلاق النار فى غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلى قصف مناطق متعددة فى القطاع مما أسفر عن استشهاد أكثر من 50 فلسطينياً، وفقد 30 آخرين.
ذكرت وكالة فرانس برس فى تصريحات خاصة عن مسئولين بحماس ان هناك وفداً من الحركة برئاسة خليل الحية اتجه إلى القاهرة أمس ليلتقى بمسئولين مصريين، من أجل مناقشة رؤية الحركة بشأن إمكانية وقف حرب غزة، بينما يبحث رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» دافيد بارنياع فى قطر عن صفقة محتملة لاطلاق سراح الرهائن المحتجزين بالقطاع.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن وفد حماس فى القاهرة ضم محمد درويش رئيس المجلس القيادى لحركة حماس وباقى أعضاء المجلس خالد مشعل، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، مضيفة ان الوفد ناقش تداعيات ما يقوم به الاحتلال من تجويع لأهالى غزة، وضرورة التحرك العاجل لإدخال المساعدات الإنسانية وتزويد القطاع باحتياجاته من الغذاء والدواء.
كما بحث الوفد مع المسئولين المصريين جهود تشكيل لجنة الاسناد المجتمعى لإدارة قطاع غزة، وبعض التداعيات الفلسطينية الداخلية وسبل التعامل معها.
وأكد طاهر النونو المسئول فى حركة حماس لـ»فرانس برس» انه يمكن مناقشة الهدنة ولكن أسلحة الحركة ليست محلاً للتفاوض.
كما كشف مسئول آخر فى حماس، أن الحركة مستعدة لاطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة بهدف إنهاء الحرب فى قطاع غزة، ولكن بشرط توقيع هدنة مع إسرائيل مدتها 5 سنوات فى القطاع.
وفقاً لموقع «والا» الإخبارى الإسرائيلي، من المقرر أن يلتقى بارنياع رئيس الوزراء القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى لمناقشة الجهود المستمرة للتوصل إلى صفقة بشأن الرهائن فى غزة.
بحسب صحيفة «إسرائيل هيوم»، فإن أعضاء من فريق التفاوض طلبوا من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إعادة بارنياع إلى موقع قيادى فى المحادثات.
وكان وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر تعرض لانتقادات شديدة منذ توليه مهمة المفاوضات، بما فى ذلك من عائلات الرهائن الذين اتهموه علنا بعرقلة صفقات محتملة، كما تلقى انتقادات من أعضاء آخرين فى الفريق التفاوضى الإسرائيلى الذين قالوا إنه لا يتعامل مع الملف بالجدية والسرعة اللازمتين.
ولم يتم الإفراج عن أى رهائن منذ تولى ديرمر قيادة الملف، باستثناء أولئك الذين تم الاتفاق على اطلاق سراحهم قبل تسلمه المنصب.
كان مسئول فلسطينى رفيع المستوى مطلع على المفاوضات قد صرح لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» قبل أيام، بأن وسطاء مصريين وقطريين قد اقترحوا صيغة جديدة لوقف الحرب فى غزة.
وفقاً للمسئول، يتضمن المقترح هدنة تستمر بين 5 و7 سنوات، واطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية وإنهاء الحرب رسمياً والانسحاب الإسرائيلى كاملاً من غزة.
صرح المسئول الفلسطينى المطلع على المحادثات لـ«بى بى سي»، بأن حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة لـ»أى كيان فلسطينى يتم الاتفاق عليه على الصعيدين الوطنى والإقليمي».
أضاف أن «هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة، أو هيئة إدارية حديثة التأسيس»، ولكن نتنياهو رفض أى دور للسلطة الفلسطينية فى إدارة قطاع غزة مستقبلا، الذى تحكمه حماس منذ عام 2007،
ميدانيا أعلن الدفاع المدنى فى قطاع غزة، أن غارة إسرائيلية عنيفة على مدينة غزة فجرًا أسفرت عن استشهاد 10 فلسطينيين على الأقل، بينما لا يزال أكثر من 30 شخصًا تحت الأنقاض.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدنى محمود بصل: «طواقمنا تمكنت من انتشال بعض الشهداء ولكن هناك ما يزيد على 30 شخصًا تحت الأنقاض، لم تتمكن طواقمنا من الوصول إليهم بسبب انعدام المعدات اللازمة».
فى الاثناء أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 إلى إلى 51495 شهيدًا و117524 مصابًا.
كما أعلنت تسجيل 56 شهيدًا، بينهم سبعة جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة إلى 108 إصابات جديدة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
أشارت الوزارة فى تقريرها الإحصائى اليومى إلى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفى الطرقات، إذ تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدنى عن الوصول إليهم بسبب شدة القصف واستهداف الطواقم الميدانية.
كما ذكرت أن حصيلة الشهداء والإصابات خلال 40 يومًا وتحــديدًا منــذ 18 مــارس الماضى، بلغت 2111 شهيدًا و5483 إصابة، فى ظل تصعيد عسكرى إسرائيلى واسع ومستمر.
على صعيد آخر ندد رئيس وزراء كندامارك كارنى بالحصار الإسرائيلى لإمدادات الغذاء إلى قطاع غزة، داعيا الاحتلال الى السماح لبرنامج الغذاء العالمى بالعمل فى القطاع، قائلا إنه لا ينبغى استخدام الغذاء «كأداة سياسية»، وذلك بعد ساعات من نفاد مخزونات البرنامج التابع للأمم المتحدة.
كما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية إن على إسرائيل وقف عرقلة جهود ايصال الغذاء إلى المدنيين بغزة.