هاريس: الوضع الإنسانى للشعب اللبنانى يزداد سوءاً.. وواشنطن تواصل إجلاء رعاياها
بينما مرت سنة ثقيلة من العدوان الإسرائيلى على غزة، تواصل قوات الاحتلال حملتها الدموية ضد لبنان وبنيته التحتية ومطالبات إخلاء لا تتوقف لشعبه، فيما تحاول إسرائيل التوغل بريا جنوبى البلاد، بينما يقول حزب الله اللبنانى إنه يحاول التصدى لتلك المحاولات.
ويركز الجيش الإسرائيلى خلال الأيام الأخيرة قصفه على البيوت، ويتعمد ارتكاب المجازر بحق سكانها الآمنين، إضافة إلى تدمير المبانى المحاذية للطرقات الدولية والرئيسية بهدف قطع وإعاقة التواصل بين البلدات، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس غارات عنيفة جديدةً استهدف من خلالها الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. وأكدت وسائل إعلام لبنانى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منطقة تقع بين الليلكى والمريجة فى ضاحية بيروت الجنوبية.
من ناحية أخري، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى تحذيراً جديداً لإخلاء نحو 25 منطقة فى جنوب لبنان، وطالب سكانها بالتوجه فوراً إلى شمالى نهر الأولي. وقال الجيش فى بيان عاجل «كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله أو منشآته أو أسلحته يعرض حياته إلى الخطر».
تأتى تلك التطورات بعدما شهدت «الضاحية الجنوبية لبيروت أعنف ليلة» منذ بدء حملة القصف الإسرائيلي، حسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، التى أشارت إلى استهداف المنطقة «بأكثر من 30 غارة سمعت أصداؤها فى بيروت».
وجاءت تلك الغارات بعد وقت قصير من صدور أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلى للمدنيين بإخلاء المنطقة المحيطة بـ3 مواقع قال إنها تابعة لحزب الله فى الضاحية الجنوبية.
وأعلن الجيش الإسرائيلى أن غاراته استهدفت أحد قادة مشروع الصواريخ الدقيقة التابع لحزب الله، محمد يوسف عنيسي، وفق كلامه. وقال فى بيان، إن عنيسى يعتبر الأكثر دراية فى الحزب، وحاصل على درجة الدكتوراه فى الهندسة الميكانيكية، بحسب قوله.
فى جنوب لبنان، أفادت الأنباء بأن الغارات الإسرائيلية تركزت على بلدات كفرشوبا وبنت جبيل وتبنين والبازورية وعين بعال ودير عامص فى قضاء صور، مما أدى إلى تدمير مبان عدة.
وفى شرق لبنان، شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على مدينة بعلبك، كما استهدفت الغارات بعض البلدات التابعة لها وعلى رأسها نيحا وطاريا، بالإضافة لبلدة على النهرى فى البقاع.
فى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلى اعتراض صاروخين من نوع أرض–أرض أطلقا من لبنان باتجاه منطقة الخضيرة والكرمل.
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إن شظايا الصاروخين سقطت فى 5 مواقع إثر اعتراضهما.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مئات الآلاف من الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ من منطقة حيفا وحتى الخضيرة جنوبا.
كما أعلن جيش الاحتلال اعتراض مسيرتين فى أجواء البحر الأحمر وأخرى قبالة شواطئ تل أبيب أطلقت من الشرق دون إصابات.
ورصد الجيش الإسرائيلى 30 عملية إطلاق للصواريخ من لبنان باتجاه كريات شمونة، مؤكدا أنه تم اعتراض بعضها، بينما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الصواريخ التى أطلقت باتجاه كريات شمونة والمستوطنات المحيطة بها تسببت فى نشوب حرائق وأضرار متفاوتة دون وقوع إصابات بشرية.
على الصعيد السياسي، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى أن الحل الوحيد لإنهاء معاناة النازحين هو وقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي، وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701.
وصدر القرار 1701 عن مجلس الأمن الدولي يوم 11 أغسطس 2006، بهدف إنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان بعد 34 يوما من الصراع، ويتضمن بنودا بهدف حفظ الأمن والسلام وإيقاف إطلاق النار.
على الصعيد الإنساني، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن «23 شخصا استشهدوا وأصيب 93 بجروح فى الغارات الإسرائيلية. وكشفت الوزارة ارتفاع أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلى المستمر على لبنان منذ الثامن من أكتوبر 2023 إلى 2036 قتيلا و9653 جريحا.
من جانبها، قالت نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، إن الوضع الإنسانى للشعب اللبنانى يزداد سوءا، معبرة عن قلقها بشأن أمن المدنيين الذين يعانون هناك.
أضافت هاريس فى بيان على منصة «إكس»، أنها «ستواصل العمل للمساعدة فى تلبية احتياجات جميع المدنيين هناك»، معلنة أن «الولايات المتحدة ستقدم ما يقرب من 157 مليون دولار كمساعدات إضافية للشعب اللبنانى لتلبية الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والمياه والحماية» وغيرها، «لمساعدة النازحين بسبب الصراع الأخير».
أشارت إلى أن هذه القيمة المالية سترفع إجمالى المساعدات الأمريكية للبنان منذ العام الماضي، إلى أكثر من 385 مليون دولار.
من جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة للاجئين إن المفوضية تدعم النازحين اللبنانيين، وستساهم بمساعدات نقدية لنحو 200 ألف شخص.
وفى وقت سابق، قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 900 مركز إيواء حكومى للنازحين في لبنان امتلأت بالكامل جراء فرار مئات الآلاف من اللبنانيين هربا من القصف الإسرائيلى الذى يستهدف مناطق عدة فى البلاد.
وتشهد البلدات الحدودية فى جنوب لبنان موجة نزوح فى ظل القصف الإسرائيلى المتواصل، وتزايدت عمليات النزوح مع توسع مناطق القصف الإسرائيلى ليشمل مناطق فى العاصمة بيروت، وتقول السلطات المحلية إنها تواجه صعوبات فى تأمين متطلبات النازحين.
من جانبه، أفاد وزير التربية اللبنانى عباس الحلبى تأجيل فتح المدارس والمهنيات الحكومية حتى الرابع من نوفمبر المقبل.
يأتى هذا فى ظل القصف الإسرائيلى الكثيف على مناطق مختلفة من لبنان ونزوح أكثر من مليون شخص من بيوتهم لجأ كثير منهم إلى مدارس.
على صعيد آخر، أجلت الولايات المتحدة مساء السبت نحو 145 شخصا إضافيا من لبنان على متن طائرتين متجهتين إلى تركيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.