فى إحدى المرات كان الرسول الكريم جالسا بين صحابته وإذ به يمسك بيد أحدهم فيجدها خشنة الملمس فيقول – عليه السلام – بصوت مسموع «إن هذه يد يحبها الله تعالى ورسوله» المتأمل فى هذه الكلمات الشريفة قليلة اللفظ كثيرة المعنى يتبين ان الشريعة الإسلامية إنما تمجد العمل الشريف والقائم به وأعنى هنا طائفة مكافحة ومجاهدة فى ميدان من أجمل ميادين الشرف والعزة ألا وهو ميدان العمل.. فالعمال هم طائفة رئيسية داخل كل مجتمع ولولا تواجدهم فيما بيننا لما استطاع بنيان أن يقام ولا مصنع أن يدار ولا تعمير فى الأرض أن يحدث انما نجد كل مظاهر البناء والتعمير نتاجا طبيعيا لتلك الجهود المخلصة التى تسهم بكل إخلاص ووفاء فى وضع لبنات بناء نهضة الأوطان.
من هنا فإن جهود عمالنا فى «أم الدنيا» بدت جلية للعيان خاصة مع رحلة بناء الجمهورية الجديدة منذ ما يقارب من الأحد عشر عاما الماضية حين بدأت مصر التعافى مما ألم بها قبيل عام 2014 ووضع المخلصون من أبنائها الخطط متنوعة الأشكال والألوان منها القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل من أجل التعجيل بظهور نهضة مصر الجديدة.. وكانت سواعد عمال مصر عند حُسن الظن بها وفى الزمن والمكان كانت مواقع العمل والانتاج تكتظ بالملايين من عمال مصر الشرفاء الذين ضربوا المثل والقدوة لغيرهم فى الانتماء لتراب هذا الوطن وكان الانجاز تلو الانجاز شاهدا على الإصرار على تشييد صروح ملحمة البناء فى جمهوريتنا الجديدة.. فكانت أن ظهرت – وبأعداد لا حصر لها – مشروعات مصر القومية فى مجالات الزراعة والصناعة والبناء والتعمير بل وإقامة المدن الذكية من الجيل الرابع حيث شيدت سواعد عمال مصر العاصمة الإدارية درة تاج المدن الجديدة.. إضافة إلى استصلاح ملايين الأفدنة من الأراضى الصحراوية لتكون هى الأخرى مصدرا مهما لزيادة الانتاج الزراعى وسد الفجوة الغذائية بين الانتاج والاستهلاك والفائض يصدر إلى الخارج كما هو حادث الآن حيث برزت فى الفترة الأخيرة الطفرة الكبيرة التى حدثت فى جانب تصدير الحاصلات الزراعية التى صارت تنافس هى الأخرى المنتجات الصناعية والبترولية والتعدينية وصار المنتج الزراعى المصرى ينافس بقوة فى معظم أسواق العالم.
> التحية والتقدير لتلك السواعد الفتية لعمال مصر الذين يعملون فى صمت لا يبغون من عملهم سوى مرضاة الله تعالى والسعى بدأب لأن تعلو رايات الوطن عالية خفاقة تعلن وبكل ثقة قدوم الجمهورية الجديدة كواحدة من الدول التى يشار إليها بالبنان.
عاشت مصر وعاش رجالها من عمال مصر المخلصين وكل التحية والتقدير لهم فى عيدهم.