تستيقظ الدنيا وتنام على أبشع أنواع القتل والابادة فى غزة.. العالم يشاهد كل لحظة وكل دقيقة سقوط المئات بل والآلاف من المدنيين البسطاء من ابناء غزة.. كل مسئول.. وكل مواطن.. يحمل فى يده محموله.. يشاهد فيه كل هذه الجرائم.. وكل هذا الدم.. وكل هذا الخراب الذى ليس له مثيل فى تاريخ البشرية.. ابادة جماعية.. وعنصرية.. وهدم للمنازل.. ما هذا الاجرام.. ما هذه الوحشية.. أين ضمير العالم؟ أين الانسانية؟ هل معقول يغمض العالم عينيه عما يشاهده؟ أين الرحمة؟ أين قادة وزعماء العالم.. الذين يتحدثون عن الحرية وحقوق الانسان.. أين جمعيات حقوق الإنسان.. التى تزعم انها راعية ومسئولة عن حقوق الإنسان فى كل مكان.. أين هم مما يحدث فى غزة؟ أين؟!! هل معقول ان تصبح امريكا.. الداعم والمساند القوى لكل جرائم إسرائيل.. هل معقول ان نفاجأ هذا الأسبوع وبالتحديد يوم الجمعة الماضي.. بموافقة أمريكا على منح إسرائيل ثلاثة ونصف مليار دولار لشراء أسلحة جديدة.. هل معقول تقدم أمريكا مثل هذه المكافأة العلنية للمجرم القاتل.. دون أن تطلب منه إيقاف مسلسل القتل والابادة والتخريب للفلسطينيين.. معقول وسط كل هذا القتل الذى بلغ حوالى 40 الف شهيد منهم آلاف الأطفال والنساء والشيوخ.. تخرج علينا امريكا بمثل هذه المكافأة للمجرم المعتدى القاتل.. ماذا أقول؟!! تهرب الكلمات.. ويتوقف القلم.. للبحث عن عبارات أصف بها هذا الجبروت وهذا الدمار وهذا القتل والتخريب.. فلا اجد.. تتوه الكلمات.. ابحث عن مجيب.. أتساءل فى نفسي.. أين الحق.. أين العدل.. ارفع رأسى ويداى وانظر الى السماء.. داعيا.. اللهم نصرك الذى وعدت.. اللهم ارنا فى أعدائك.. اعداء دينك الحق.. هؤلاء الذين ملأ الحقد قلوبهم.. اعداء الإنسانية.. اصحاب قلوب غليظة يغلفها السواد.. قلوب متعطشة للدماء.. اللهم ارنا فيهم معجزاتك.. انهم لا يعجزونك.. اقول لامريكا.. اقرأوا التاريخ جيدا.. لتعلموا.. اين ذهبت الإمبراطورية الرومانية.. التى حكمت العالم لأكثر من ٥ آلاف سنة.. واين الإمبراطورية العثمانية؟ واين الإمبراطورية البريطانية التى لا تغيب الشمس عن مستعمراتها.. واين فرنسا نابليون.. واين المانيا هتلر؟! أين كل هذه الامبراطوريات؟ لقد ذهبت بكل تاريخها.. وأصبحت مجرد ذكري.. هل معقول امريكا.. التى نصبت نفسها الشرطى الحاكم للعالم.. تتخلى عن مبادئ الحق والعدل والاهم الانسانية والرحمة.. وتنحاز بهذه الصورة السافرة الى إسرائيل المحتلة.. المغتصبة.. القاتلة.. المجرمة.. هل معقول؟! ماذا أقول؟! لأول مرة.. أشعر أن القلم يرتعش من هول ما يراه.. من حجم القتل والتجويع لشعب اعزل.. لا يجد الماء ولا الطعام.. ولا الدواء.. ولا العلاج.. ولا السكن فقد دمرت إسرائيل بالطائرات الأمريكية والدبابات الأمريكية.. كل بيوتهم.. شعب لا يجد مأوي.. أو حتى مكان آمن ينام فيه.. لا ادرى كيف ينام قادة وزعماء العالم.. وهم يرون الشعب الفلسطيني.. يفترش الأرض.. ويلتحف السماء !! أتعجب من امريكا.. الدولة التى تتدخل فى كل ما يخص حقوق الإنسان تختفى فى غزة.. أين المصداقية؟! امريكا تستخدم الفيتو «حق الاعتراض» عمال على بطال.. لصالح إسرائيل ضد الحق الفلسطيني.. ويبقى السؤال الذى يدق الرءوس بعنف.. لماذا تقف امريكا بكل جبروتها ضد الحق العربى فى فلسطين.. الإجابة ببساطة.. امريكا تنظر إلى بترول العرب فقط.. وليس الى العرب أنفسهم.. وقد نجحت فى الاستيلاء على بترول العراق.. واقامت قاعدة عسكرية لها فيها.. ونفس الشيء فى ليبيا.. وفى سوريا..وفى اليمن.. والاسوأ.. انها تستولى على باقى بترول العرب بكل سهولة واريحية.. امريكا تفعل ما تشاء فى منطقتنا.. لها مطلق الحرية.. والاكثر قسوة.. هذا الدور الظالم.. المنحاز للظلم والقهر والاذلال للشعب الفلسطيني.. والأصعب هو اكتفاء زعماء وقادة العالم بالفرجة.. حتى أحكام محكمة العدل الدولية.. والجنائية الدولية.. حولتها امريكا الى حبر على ورق.. لأنها ضد إسرائيل وقادتها.. ماذا تريد امريكا من العرب اكثر من ذلك.. أعدمت احد قادتها صدام حسين.. علانية امام العالم شنقا ليكون فرجة فى عيد المسلمين.. وصنعت الربيع العربي.. الذى طال دولاً عربية.. زعزع الأمن والاستقرار بها.. ويبقى السؤال الحائر.. متى ينتفض العالم لما يحدث فى غزة.. متى يقف زعماء وقادة وحكام العالم مع الحق الفلسطيني.. متى يصابون بقشعريرة الضمير التى يهتز لها الوجدان.. لما يشاهدونه فى غزة.. متي؟! اقول بأعلى صوتى ان إسرائيل وامريكا وكل من يدعم إسرائيل بالمال والسلاح.. وايضا بالصمت.. يسجلون اسماءهم فى مزبلة التاريخ.