إيهود باراك: الحرب ضد حماس فاشلة.. ويجب إعادة الأسرى باتفاق سياسى
رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق : تل أبيب تواجه خطر العزلة العالمية.. ومكانتها على المحك
يدخل العيد علي أبناء غزة، وسط جحيم يصَّر جيش الاحتلال علي أن يستمر مشتعلاً بقصفه المتواصل جواً وبراً للمناطق المختلفة في القطاع، وارتكابه مجازرتتكرر يوماً بعد الآخر علي مرأي ومسمع من العالم، رغم ما تحصده من أرواح أبرياء، ففي أقل من أسبوع سقط من الفلسطينيين أكثر من 300 شهيد وأضعاف هذا الرقم من المصابين جراء هذه المجازر التى راح ضحيتها الاغلبية من النساء والأطفال الذين حرمهم الاحتلال من أن يشعروا بالعيد أو يمارسوا الفرحة مثل كل أطفال العالم، بل استقبلوا العيد بالدماء والدموع وسط ركام المدينة التي تهدمت بفعل الإجرام وحرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال علي مدار الساعة، لتصبح كل آمال الأسر والأطفال معاً أن يظلوا علي قيد الحياة وإنقاذهم من المجاعة التى يتعرضون لها بسبب تعنت الاحتلال فى إغلاق المعابر لمنع دخول المساعدات إلية.
ذكرت أمس مصادر طبية فلسطينية أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 26 فلسطينياً وإصابة العشرات بعد تدمير ثلاثة منازل فى حيى الشجاعية والتفاح شرقى مدينة غزة، حيث يواصل الدفاع المدنى البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
بالتزامن مع هذا القصف، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات إسرائيلية شنّت هجوماً آخر عنيفاً على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما تعرضت مدينة رفح الفلسطينية لغارات جوية وقصف مدفعى مكثف بالتوازى مع اشتباكات مسلحة بين جيش الاحتلال و حماس.
وفى القرارة غربى خان يونس، طاردت زوارق إسرائيلية لليوم الثانى على التوالى مراكب الصيادين ثم استهدفتها بالرصاص، مما نتج عنه مقتل واصابة عدد من الصيادَيْن.
وتتصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الوضع الإنسانى فى القطاع فى ظل استمرار هذه الحرب الدامية.
من جهته، حذر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة من أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأمر الذى يجعل من المستحيل توصيل المساعدات الغذائية فى القطاع.
أبدى البرنامج خشيته أن يشهد جنوب غزة قريبا المستويات الكارثية نفسها للجوع التى تم تسجيلها سابقا فى المناطق الشمالية، مشيرا إلى أنه مع تصاعد القتال فى جنوب ووسط غزة، فإن الخسائر فى صفوف المدنيين مدمرة.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى هذه الحرب الدامية، حيث يكثف الاحتلال الغارات الجوية والقصف المدفعى على مناطق غربى مدينة رفح الفلسطينية ووسط القطاع، متجاهلا قرار مجلس الأمن الذى يطالبه بوقف القتال فورا، ورافضاً الامتثال لأوامر من محكمة العدل الدولية التى أمرت بوقف هجومه على رفح الفلسطينية، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال «الإبادة الجماعية»، و»تحسين الوضع الإنساني» بغزة.
وما يزال المسئولون الإسرائيليون مصرّين على مواصلة الهجوم على القطاع، بالرغم من عدم تحقيق أهداف الحرب حتى الآن، وسط معارضة سياسية شديدة بشأن إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، للحرب فى القطاع، لكن نتنياهو يشدد مع وزراء حكومته اليمينية على ضرورة القضاء على حماس واستعادة الرهائن وضمان أن لا تشكل غزة خطرا على تل أبيب فى المستقبل.
وتتزايد الأصوات المعارضة من السياسيين لحكومة تل أبيب الحالية، حيث حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تامير هيمان، مما أسماه بتلاشى مكانة إسرائيل العسكرية.
قال هيمان إن إسرائيل تواجه خطر العزلة العالمية، ومكانتها أصبحت موضع شك، كما أن صورة إسرائيل كدولة قوية عسكريا آخذة فى التلاشي.
فى الوقت نفسه، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود باراك، إلى ضرورة وقف الحرب فى غزة والبحث عن تسوية سياسية تعيد المحتجزين الإسرائيليين.
قال باراك للقناة الـ12 الإسرائيلية، إن الحرب ضد حركة حماس فاشلة ويجب وقفها وإعادة الأسرى باتفاق سياسي.
كما دعا باراك إلى شل الدولة من خلال حشد مليون متظاهر و50 ألف معتصم أمام الكنيست، من أجل إسقاط حكومة نتنياهو.
فى نفس السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية تقديراتها بانتهاء العملية العسكرية فى رفح خلال أسبوعين.. ورجحت المصادرُ أن يقرر المستوى السياسى بعد انتهاء عملية رفح ما إذا كانت جبهةُ القتال فى غزة هى الرئيسية أو الجبهة مع لبنان.
وفى سياق متصل، طلب أبوعبيدة الناطق العسكرى باسم كتائب عز الدين القسام «الجناح العسكرى لحركة حماس» من الحجاج، الدعاء للفلسطينيين.
وقالت كتائب القسام إن مقاتليها استهدفوا جرافة من نوع «دى 9» بقذيفة الياسين 105 فى الحى السعودى بتل السلطان غرب مدينة رفح.
الجدير بالذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023،أسفرت عن استشهاد أكثر من 37,266 مواطنا، وإصابة 85,102 آخرين، فى حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.