طالب جيش الاحتلال بإخلاء كل مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة تمهيداً لشن عملية برية جديدة فى المدينة. ويأتى إصدار الأوامر بعد إنهاء إسرائيل وقف إطلاق النار، وتجدد العمليات الجوية والبرية ضد حركة حماس.
قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاى أدرعى، عبر «إكس»إلى جميع سكان قطاع غزة الموجدين فى مناطق رفح الفلسطينية، بلديات النصر والشوكة والمناطق الإقليمية الشرقية والغربية وأحياء السلام، المنارة وقيزان النجار»، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال يعود للقتال بقوة شديدة للقضاء على قدرات حماس فى هذه المناطق.وأرفق التحذير بخريطة مفصلة بأسماء المناطق التى طالب بإخلائها، مضيفاً بالقول: «عليكم الانتقال بشكل فورى إلى مراكز الإيواء فى المواصى».
من جانبها، حذرت الرئاسة الفلسطينية، من خطورة أوامر الاخلاء القسرى لمدينة رفح الفلسطينية، وقالت الرئاسة، إن عملية التهجير الداخلى مدانة ومرفوضة، وهى مخالفة للقانون الدولى تماماً كدعوات التهجير للخارج، محملاً سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن هذا التصعيد الذى لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد.
طالبت الرئاسة، حركة حماس بقطع الطريق على الاحتلال وسحب الأعذار منه لمواصلة عدوانه الدموى ضد الفلسطينيين، وأن عليها أن تحمى أرواح أبناء شعبنا الفلسطينى وإنهاء معاناتهم وعذاباتهم فى قطاع غزة الذى يتعرض لحرب إبادة جماعية.
فى الوقت نفسه، إدانت وزارة الداخلية والأمن الوطنى فى غزة، إقدام الاحتلال الإسرائيلى على إصدار تهديدات جديدة للمواطنين بإخلاء كامل لمحافظة رفح الفلسطينية، وتشريد من تبقى من سكان المحافظة تحت القصف المتواصل، تمهيدا لتصعيد الجرائم بحق أبناء شعبنا.
قالت إن هذه التهديدات الجديدة من شأنها مفاقمة الأوضاع التى يعانى منها سكان القطاع بفعل حرب الإبادة والتشريد وتكرار النزوح منذ 18 شهراً، وفى ظل استمرار سياسة الحصار والتجويع التى يمارسها الاحتلال تحت سمع العالم وبصره. ودعت المجتمع الدولى والوسطاء إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال من أجل وقف تهديدات الإخلاء لمحافظة رفح الفلسطينية، وما يتسببه ذلك من معاناة مروعة للمواطنين.
حملت الاحتلال المسئولية الكاملة عن جرائم الإبادة التى يرتكبها، داعية كافة المؤسسات التى تعنى بالقانون الدولى إلى التحرك لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق قادة الاحتلال على ارتكابهم جرائم الحرب.
فى الوقت نفسه، وجه القيادى فى حركة حماس سامى أبوزهر يدعوة إلى كل من يستطيع حمل السلاح فى كل مكان فى العالم إلى أن يتحرك» ضد خطة الرئيس الأمريكى ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة.
قال أبوزهرى تعليقا على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حركة حماس إلى إلقاء السلاح وخروج قادتها من غزة، إن هذه التصريحات تعنى «أن هدف الحرب هو تطبيق خطة ترامب للتهجير.وأضاف «إزاء هذا المخطّط الشَيطانى فإن على كل من يستطيع حمل السلاح فى كل مكان بالعالم أن يتحرك. لا تدخروا عبوة أو رصاصة أو سكيناً أو حجراً.
فى سياق متصل، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبى إن الاتحاد يريد استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحماس، لأنه السبيل الوحيد للمضى قدما. وأضاف أن العودة إلى وقف إطلاق النار أمر أساسى، بما يؤدى إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين ووقف دائم للأعمال القتالية».وتابع انه يجب استئناف وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها، وكذلك إمدادات الكهرباء إلى غزة، على الفور.
على صعيد الأوضاع الميدانية، جددت طائرات الاحتلال الإسرائيلى قصفها لمعظم مناطق مدينة خان يونس فى اليوم الثانى من أيام عيد الفطر ليرتفع عدد الشهداء منذ الفجر إلى نحو 32 شهيدا. ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، فى 18 مارس، قتل الاحتلال921 مواطناً وأصاب 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف فلسطينى نزحوا مرة أخرى، بعد أن استأنف جيش الاحتلال هجماته وأصدر «أوامر الإخلاء».
فى الوقت نفسه، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، انتشال جثامين 14 شهيدًا من منطقة تل السلطان فى رفح الفلسطينية جنوب القطاع، من بينها ثمانية مسعفين من طواقمها، وخمسة من طواقم الإنقاذ، وموظف يتبع لوكالة الأمم المتحدة، الذين فُقدت آثارهم منذ ثمانية أيام بعد أن حاصرتهم قوات الاحتلال.
قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن إعدام الاحتلال الإسرائيلى لثمانية مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطينى فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، يعد جريمة حرب تستوجب المحاسبة الدولية. وأدانت الخارجية الفلسطينية جريمة قتل المسعفين بعد التنكيل بهم وإعدامهم ووضع جثامينهم فى حفرة عميقة دون وازع من أخلاق أو قانون.. شدّدت، أن هذه الجريمة مكتملة الأركان وغيرها من المجازر الجماعية تندرج فى إطار حرب الإبادة والتهجير والضم ضد الشعب وتكشف بشاعة ما ترتكبه قوات الاحتلال بشكل يومى بحق المدنيين الفلسطينيين وطواقم العمل الإنسانية والأممية والطبية والصحفية لترهيبها ومنعها من تقديم أى عون للمدنيين فى القطاع، بهدف قتل أشكال ومقومات الحياة كافة وتحويله إلى أرض غير صالحة للحياة البشرية على طريق فرض التهجير القسرى على المواطنين الفلسطينيين.. إلى ذلك، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن «صدمتها البالغة» إثر استشهاد 8 مسعفين من طواقم الهلال الأحمر الفلسطينى و5 من الدفاع المدنى وموظف أممى الذين فُقدت آثارهم منذ ثمانية أيام بعد أن حاصرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلى.
فى الضفة الغربية، قال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بالضفة الغربية: إن حجم النزوح فى الضفة الغربية غير مسبوق منذ بداية الاحتلال الإسرائيلى عام 1967.
فى سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال، عددًا من القرى والبلدات فى محافظة رام الله والبيرة.
أفادت مصادر أمنية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، وسط إطلاق للرصاص، كما اقتحمت قريتى النبى صالح ودير غسانة المجاورتين، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».