عندما تقترب ذكرى عيد الميلاد المجيد تثار التساؤلات عن اختلاف موعد مولد السيد المسيح هل هو يوم 25 ديسمبر الذى يحتفل فيه المسيحيون الغربيون ام يوم 7 يناير الذى يحتفل فيه المسيحيون الشرقيون ومنهم مسيحيو مصر، وما هو سبب الاختلاف فى الموعدين؟
والواقع انه ليس هناك خلاف عقائدى بشأن اليوم ولكنه اختلاف فى التقاويم فقط يرجع إلى ثبات موقف الكنيسة القبطية فى التمسك بالتقويم المصرى القبطى الذى تم وضعه فى مصر القديمة سنة 1441 قبل الميلاد ويكون فيه موعد الميلاد يوم 29 كيهك الذى يوافق يوم 7 يناير من كل عام ويعمل بهذا التقويم الشرقيون، هذا بعكس التقويم الغريغورى الذى يأخذ به الغرب وتم وضعه فى عهد «غريغوريوس» الرومانى سنة 1582م وتتقدم فيه السنة الغربية 10 أيام عن التقويم القبطي.
إن عيد الميلاد لا يرتبط بالتقويم الغربى منفرداً لأنه لو تم تعديل العيد والتقويم ليتماشى مع التقويم الغربى تتغير بذلك الخريطة الزراعية التى تم على أساسها اختراع التقويم المصرى فى تقويمه فإنه يفقد تاريخه وهويته ومواعيد أعياده وصومه وكل طقوسه.
التقويم القبطي
اخترع المصريون القدماء التقويم المصرى «القبطي» ويتفق هذا التقويم تماماً مع مطلع ظهور نجم الشعرى اليمانية «سيروس» الذى يتفق ظهوره مع تمام وفاء النيل بفيضانه.. ولذلك اتخذوه أساساً لتقويمهم وبرهنت آلاف السنين الماضية على أنه أضبط التقاويم التى ابتكرتها الأمم حتى اليوم والسنة المصرية القبطية سنة نجمية مدتها 365 يوماً وست ساعات.
التقويم اليولياني
فى التقويم اليوليانى كانت السنة الرومانية شمسية وتحتوى على 365 يوماً ومقسمة إلى 12شهراً واستمرت كذلك إلى زمن يوليوس قيصر عام 46 ق.م، ولقد لاحظ القيصر وقتها وجود اختلاف بين السنة الرومانية الشمسية والسنة القبطية النجمية.. لذلك كلف العالم الفلكى المصرى «سيجينوس» بإصلاح السنة الرومانية وجعلها تتمشى مع السنة القبطية التى مدتها 365 يوماً وربعاً فقام بعمله هذا سنة 46 ق. م وجعل السنة الكبيسة فى التقويم القبطى تعادل مثيلتها فى التقويم الجديد ومدتها 366 يوماً فزاد يوماً إلى شهر فبراير فاصبح أيامه 29 يوماً فى السنة الكبيسة و28 يوماً فى السنة البسيطة وسمى هذا التقويم الذى عمل بمعرفة الفلكى المصرى باسم التقويم اليوليانى نسبة إلى يوليوس قيصر.
التقويم الغريغوري
ظل التقويم اليوليانى متبعاً شرقاً وغرباً حتى القرن السادس عشر إلى يوم 5 أكتوبر سنة 1582 وفى عهد البابا غريغوريوس الرومانى تم تعديل هذا التقويم على اعتبار أن السنة تتألف من 365 يوما و 5 ساعات و 48 دقيقة، و46 ثانية ومنذ هذا العام صار التقويم اليوليانى النجمى والمتمشى مع التقويم القبطى المصرى يحمل اسم «البابا غريغوريوس» ونتج عن ذلك حذف عشرة أيام من السنة زادت بعد ذلك ثلاثة أيام وبذلك أصبح الفرق 13 يوماً وكان قديماً يأتى عيد ميلاد السيد المسيح يوم 25 ديسمبر «الذى يقابل 29» وهكذا بدأت السنة الغربية تتقدم بعد العشرة أيام السابقة الذكر عن السنة الأصلية المنجمة مع السنة المصرية.
لهذا يقع 29 كهيك فى 7 يناير وفى بدء الحلقة الخامسة يقع فى 8 يناير وعند انتهاء 30 حلقة يقع 29 كهيك فى فبراير وبمضى الحلقات الزمنية يقع فى مارس ثم فى إبريل.