>> كلما عاد 25 يناير.. تجد هناك من يثير الجدل هل نحتفل به كعيد للشرطة.. أم للثورة.. وكأنهم يستكثرون على المصريين الاحتفال بالعيدين معاً.. أو يريدون إحداث الوقيعة بين الشعب وحُماة الجبهة الداخلية!!
لا توجد دولة فى العالم بلا شرطة تحمى وتحفظ أمنها الداخلي.. وتحقق الأمان والاستقرار وتطارد اللصوص وتجار المخدرات والمهربين.. وتحارب الإرهاب.. وليس ذلك فقط ولكنها تؤدى مهاماً أكبر فى مجال الخدمات للمواطنين فكما تحافظ على ممتلكاتهم وأمنهم فإنها تنظم لهم المرور وتوفر لهم الحصول على تراخيص القيادة وتستخرج لهم جوازات السفر وبطاقات الرقم القومي.. إضافة إلى تأمين المنشآت العامة والموانئ والمطارات.. ولا ننسى دور وزارة الداخلية وإداراتها المختلفة من شرطة المسطحات المائية والسياحة والكهرباء والنقل والمواصلات والتموين والنجدة والإطفاء.
.. فهل يمكن الاستغناء عن كل ذلك.. وقد عشنا أياماً بلا أجهزة وزارة الداخلية.. ورأينا كيف ضاع الأمن وسادت الفوضى والعشوائية التى نعانى منها إلى اليوم.. مطلوب أن نسترجع ما حدث عندما أرادوا تفكيك مؤسسات الدولة حتى نتيقن ما تمثله الشرطة من أهمية!!.
فى 25 يناير 1952.. دافع رجال البوليس عن كرامة المصريين وتحدوا قوات الاحتلال الإنجليزى الذين حاصروهم بالمدافع والدبابات داخل قسم الشرطة ومبنى محافظة الإسماعيلية.. لم يستسلم الضباط والجنود وقاوموا ببسالة ودارت معركة غير متكافئة استشهد على أثرها أكثر من 50 من الضباط والجنود وأصيب أكثر من 80.. وظلوا من يومها رمزاً للصمود والبطولة ومقاومة الاحتلال.
فى الذكرى رقم 73 لمعركة الإسماعيلية.. علينا ونحن نحتفل بأبطال وشهداء الشرطة أن نعلم أطفالنا إنهم حُماة الجبهة الداخلية ويدافعون عن أرواح وممتلكات المواطنين.. ويحفظون الأمن ولولا تضحياتهم وعدم رضوخهم للاحتلال لما استطاع كل مواطن أن يرفع رأسه من يومها وعبر الأجيال.. فقد أكدوا أن عزيمة الأحرار لا تنكسر أبداً أمام جبروت المستعمرين ولن تهزمها كل الصعاب والتحديات!!
فى 25 يناير 2011.. خرج شباب يطالبون بالعدالة الاجتماعية والعيش فى وطنهم بكرامة.. ينشدون الحرية.. احتشدوا بحماس فى التحرير والميادين 18 يوماً.. لم يفتر حماسهم فانضم إليهم الشعب الذى حلم معهم بتغيير النظام.. وحققوا بثورتهم ما خرجوا من أجله.. وللأسف استغلت مؤامرات خارجية براءة الشباب وعفويتهم لتنفيذ مخططات ضرب هذا البلد.. وكادت أن تضيع الدولة لولا عناية الله التى أنقذت مصر المحروسة!!
مازالت 25 يناير تلهم الشعوب.. وتستحوذ على دراسات مراكز الأبحاث العالمية.. وإذا كانت النخبة قد خذلت الشباب باختلافاتها مما أدى لاختطاف ثورتهم.. فعلى الملايين الذين احتشدوا فى الميادين أن يظلوا على إيمانهم بالله وبالوطن.. ويثقوا فى أنفسهم وفى شعبهم وقيادتهم وجيشهم وشرطتهم.. ولا يصدقون من يشعلون الفتنة ويثيرون الوقيعة للتفريق بين الشعب وبعضه!!
لا يمكن أن تظل الخلافات حول ثورة يناير.. لأن من قاموا بها من الشباب لم يكن لهم رؤية ولا قيادة.. مما سمح للتدخلات الخارجية وللقوى المنظمة داخلياً باختطافها وجر الوطن إلى الفوضي.. ولكنها فى النهاية ثورة أيقظت الشعب وأعادت الوعي.
.. يكفى 25 يناير أن يعترف بها الدستور المصرى.. وذلك لكثافة المشاركة الشعبية التى قدرت بعشرات الملايين.. وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق».
كلما عاد 25 يناير من كل عام.. سنظل نحتفل بعيد الشرطة ونتذكر شهداء معركة الإسماعيلية الذين حافظوا على كرامة المصريين.. وسنحتفل بثورة الشباب النقى الذى قاد الشعب ليطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وسنذكر الشهداء الذين سقطوا.. فتحية لشرطة مصر وضباطها وجنودها وأمناء شرطتها.. وتحية لكل الشعب المصرى فى عيد الشعب والشرطة.
علينا ألا نسمح بضياع تضحيات شهداء مصر عبر العصور من الجيش والشرطة والمدنيين هباء.. فهؤلاء دفعوا حياتهم ثمناً لنحيا.. وليعلمونا أن طريقنا لتحقيق الأحلام لن يكون سهلاً.. وأن بناء الوطن لا يكون إلا ببذل الجهد والعرق والإخلاص والعمل الجاد.. والأهم تكاتف الجميع وتشابك الأيدى كما حدث يوم 25 يناير من 73 عاماً فى الإسماعيلية.. ومن 14 عاماً فى التحرير وميادين مصر!!
إذا كان الخبثاء الذين اختاروا يوم 25 يناير موعداً لثورة الشباب لكى يطوى النسيان بطولات الشرطة.. فقد خاب ظنهم وأصبح اليوم عيداً للشعب وشرطته!!
طقاطيق
>> مازلت مؤمناً بأن مصر بتاريخها وحضارتها وتراثها وثقافتها هى أحق دولة بتولى مسئولية «اليونسكو».. ورغم عدم توفيق ٣ مرشحين من قبل فى الفوز بمنصب مدير عام المنظمة إلا أن الفرصة مواتية هذه المرة ليفوز الدكتور خالد العنانى بعد حصوله على تأييد العرب والأفارقة كمرشح وحيد لهم «حتى الآن»!!
الأهم أن مؤهلات العنانى العلمية والثقافية والمناصب التى تولاها تسهل مهمته كما أنها جعلت مختلف مؤسسات الدولة تسانده بقوة وظهر ذلك واضحاً فى المؤتمر الكبير الذى نظمته له منذ أيام وزارة الخارجية ودعا فيه الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية العديد من المسئولين المصريين والأجانب وسفراء الدول.. وسيكون أمام العنانى تقديم رؤيته لإدارة «اليونسكو» والتى سيقدمها إلى المنظمة التى ستعلن عن الأسماء النهائية المرشحة لمنصب المدير العام فى مارس القادم على أن تجرى الانتخابات كالمعتاد فى الخريف القادم.. وكل التوفيق لمرشح مصر.
>>>
>> مازال العرب يحتاجون إلى استثمارات كبيرة للتفوق فى عالم الذكاء الاصطناعى حتى لا يتخلفوا عن المنافسة فى هذا المجال وتقنياته باعتباره مستقبل الصناعة والتجارة والاقتصاد.. وسيكون العامل المؤثر فى كل سبل الحياة خلال المستقبل القريب.
يمتلك العرب المواهب والمهارات.. ولكنهم فى حاجة إلى إمكانيات تتيح التوصل إلى تقنيات وتطبيقات خاصة بهم.. ومحتوى عربى فكرى وثقافى ومعلوماتى لكى لا يظلوا تابعين.. وإلى ابتكار أدوات وخوارزميات تجعلهم يتحكمون فى الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته ولا يتحكم بهم.. والأهم توفير بيانات صحيحة ومتوازنة وموضوعية وغير متحيزة أو مع أحد ضد الآخر حتى تأتى النتائج سليمة!!