دراما تخطف القلوب.. وترسم المستقبل.. وتعيد أمجاد الشاشة المصرية.. وتحطم أرقام المشاهدة!
بعد أن أُسدل الستار على ماراثون رمضان الدرامى وبعيدًا عن دراما البلطجة والرقص والمخدرات ومشاهد العنف والذبح التى قُدّمت عمدًا، وبعيدًا عن هذه النوعية من الأعمال التى لا تخدم سوى صانعيها ونحن نحتفل بأيام العيد، يمكن القول بكل ثقة: شكرًا للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
لقد نجحت» المتحدة» بامتياز وعلى امتداد تاريخها فى تقديم دراما تعكس القضايا الوطنية والمجتمعية بعمق واحترافية مما جعلها أكثر من مجرد كيان إنتاجى كبير وقوى بل أداة فاعلة فى تشكيل الوعى وتعزيز الهوية الوطنية وقد تحقق ذلك من خلال تسليط الضوء على البطولات الحقيقية والقضايا الاجتماعية الهامة إلى جانب إنتاج أعمال ترفيهية متكاملة فإستطاعت تحقيق المعادلة الصعبة بين التأثير الجماهيرى والجودة الفنيةكما ناقشت قضايا حقيقية وفتحت قضايا مسكوت عنها.
كما تمكنت من تحقيق انتشار واسع مع الحفاظ على رسالة هادفة ومؤثرة ونقل تجارب إنسانية ووطنية ذات قيمة ومن خلال التنوع فى الموضوعات والاستثمار فى الإنتاج المتطور رسّخت مكانتها كأحد أهم الكيانات الإعلامية فى الوطن العربي.
«بطولات وتحديات»
تميزت الشركة المتحدة بتقديم أعمال وطنية أثرت بشكل كبير فى وجدان المشاهدين مثل «الاختيار»، «هجمة مرتدة»، «العائدون»، والحشاشين و»الكتيبة 101» وغيرها من الأعمال التى وثقت بطولات رجال القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة التحديات التى تهدد استقرار الوطن ولم تقتصر هذه الأعمال على نقل الأحداث بل قدمت روايات إنسانية ملهمة تعكس التضحيات التى تبذل لحماية الأمن القومى مما جعلها تحظى بأعلى نسب مشاهدة وتفاعل جماهيرى غير مسبوق
تنوع المحتوى
وفى موسم رمضان هذا العام استمرت الشركة فى تقديم محتوى درامى متنوع يرضى مختلف الأذواق و خاطبت شرائح مجتمعية متعددة فقدمت أعمالًا اجتماعية ناقشت قضايا الأسرة والعدالة، وتمكين المرأة إلى جانب دراما الأكشن والإثارة والكوميديا والرومانسية.
من بينها «شهادة معاملة أطفال»، الذى أعاد محمد هنيدى إلى الدراما فى إطار كوميدى اجتماعى ناقش العلاقة بين الأجيال بينما قدم أحمد العوضى فى «فهد البطل» جرعة مكثفة من الأكشن والتشويق، مع أبعاد درامية تعبر عن الأصالة الشعبية أما «حكيم باشا» لمصطفى شعبان فقد مزج بين الأكشن والدراما الاجتماعية الصعيدية مما جعل العمل أكثر توازنًا بين الجاذبية الجماهيرية والرسالة العميقة.
استمرت الشركة فى تقديم أعمال درامية متنوعة، كان أبرزها: «عايشة الدور»: الذى قدم الدراما الخفيفة وناقش أزمة المرأة المطلقة ومعاناتها فى تربية أبنائها وحياتها المليئة بالكثير من التحديات التى تواجهها فى المجتمع و«الكابتن و»إخواتي» وهما من المسلسلات التى تجمع بين الكوميديا والدراما العائلية مستعرضًا قصصًا اجتماعية مؤثرة و»الغاوي» و»لام الشمسية» دراما إنسانية ناقشت صراعات الحياة وتحديات الطموح ومسلسل «جودر» لياسر جلال الذى يعد من أقوى الأعمال الدرامية المستوحاة من حكايات «ألف ليلة وليلة» حيث استطاع أن يمزج بين الخيال والأسطورة بطريقة مبهرة و جمع بين القصة القوية، الإخراج المتقن، والتقنيات الحديثة ليقدم تجربة مشاهدة ممتعة ومثيرة مما جعله من أبرز المسلسلات التاريخية والفانتازية فى السنوات الأخيرة
«عودة الرومانسية»
إلى جانب الأكشن والتشويق أدركت المتحدة أهمية عودة الدراما الرومانسية، التى تعيد إلى المشاهد الشعور بالمشاعر الصادقة والعلاقات الإنسانية العميقة برز ذلك فى أعمال مثل «كامل العدد» الذى قدم قصة امرأة مستقلة تحاول الموازنة بين مسؤولياتها كأم وعاطفتها كباحثة عن الحب مما عكس واقع كثير من النساء فى المجتمع الحديث.
أما مسلسل «وتقابل حبيب» فقدم نظرة جديدة على العلاقات العاطفية فى العصر الحالى بعيدًا عن الرومانسية التقليدية مسلطًا الضوء على التحديات التى تواجهها العلاقات فى زمن السرعة والانشغال الدائم فى حين جاء «قهوة المحطة» كدراما دافئة تتناول قصص شخصيات مختلفة تتلاقى داخل مقهي، حيث تتشابك مصائرهم فى مواقف إنسانية مؤثرة تعكس تفاصيل الحياة اليومية.
واعاد مسلسل «قلبى ومفتاحه» بريق الحب والمشاعر الصادقة والرومانسية الراقية إلى الشاشة مقدّمًا قصة حبٍ معاصرة تحمل فى طياتها مزيجًا من المشاعر العاطفية والصراعات الإنسانية ولمسات من الكوميديا الرومانسية التى افتقدها الجمهور فى السنوات الأخيرة.
«تجربة مشاهدة أكثر تطورًا»
لم يقتصر النجاح على جودة السيناريوهات والأداء التمثيلي، بل جاء مدعومًا بإنتاج احترافى يوظف أحدث تقنيات التصوير والإخراج كما ساهمت المنصات الرقمية مثل Watch It فى توسيع قاعدة المشاهدين حيث أصبح المحتوى سواء مسلسلات أو غيره متاحًا للجمهور فى أى وقت ومن أى مكان وفقًا لتفضيلاته الشخصية مما عزز من انتشار الدراما المصرية على نطاق أوسع.
يكمن سر نجاح المتحدة فى قدرتها على إنتاج دراما تتجاوز الترفيه التقليدى لتكون مرآة للمجتمع تعكس تحدياته وقضاياه وتطرح قضايا مجتمعية تمس حياة الجمهور بشكل مباشر سواء من خلال الأعمال الوطنية التى ترسّخ الهوية والانتماء أو المسلسلات الاجتماعية والرومانسية التى تحاكى الواقع فاستطاعت أن تبقى فى الصدارة وأصبحت الدراما المصرية أكثر تأثيرًا محافظة على التوازن بين الرسالة الفنية والتأثير الجماهيري.
ومن خلال رؤيتها الواضحة واستراتيجيتها المتكاملة التى تعمل على تطويرها دائما تواصل المتحدة تقديم محتوى درامى يجمع بين الترفيه والرسالة الهادفة، مما جعلها الخيار الأول للمشاهدين فى مصر والعالم العربى لتبقى الدراما المصرية قادرة على المنافسة عالميًا مستندة إلى إرث فنى و ثقافى غنى ورؤية إنتاجية طموحة.
إن حصاد الموسم الرمضاني يصب في صالح المتحدة ورصيدها المتزايد بما تقدمه من أعمال جادة فيها كل ألوان الدراما لكنها مع تشويقها وإثارتها تحافظ قدر الإمكان علي ثوابت المجتمع ولغته ويقينا عندما يعود قطاع الإنتاج للعمل سيضيف للدراما المصرية تنوعا ونجاحا أكبر