عيد الحب أو يوم القديس فالنتين.. عطلة يحتفل بها الكثير من الناس فى كل أنحاء العالم فى الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام ، وفى البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية يعتبر هذا هو اليوم التقليدى الذى يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم وتحمل العطلة اسم اثنين من الشهداء (الشهيد) المتعددين للمسيحية فى بداية ظهورها والذين كانا يحملان اسم فالنتين.. بعد ذلك أصبح هذا اليوم مرتبطاً بمفهوم الحب الرومانسى الذى أبدع فى التعبير عنه الأديب الإنجليزى «جيفرى تشوسر» فى أوج العصور الوسطى التى ازدهر فيها الحب الغزلى ، ويرتبط هذا اليوم أشد الارتباط بتبادل رسائل الحب الموجزة التى تأخذ شكل «بطاقات عيد الحب» وتتضمن رموز الاحتفال بعيد الحب فى العصر الحديث رسومات على شكل قلب وطيور الحمام وكيوبيد ملاك الحب ذى الجناحين ، ومنذ القرن التاسع عشر تراجعت الرسائل المكتوبة بخط اليد لتحل محلها بطاقات المعايدة التى يتم طرحها بأعداد كبيرة، وقد كان تبادل بطاقات عيد الحب فى بريطانيا العظمى فى القرن التاسع عشر إحدى الصيحات التى انتشرت آنذاك.. أما فى عام 1847 فقد بدأت استر هاولاند نشاطاً تجارياً ناجحاً فى منزلها الموجود فى مدينة ووستر فى ولاية ماسشوسيتس فقد صممت بطاقات لعيد الحب مستوحاة من نماذج إنجليزية للبطاقات.. كان انتشار بطاقات عيد الحب فى القرن التاسع عشر فى أمريكا – التى أصبحت فيها الآن بطاقات عيد الحب مجرد بطاقات للمعايدة وليست تصريحاً بالحب – مؤشراً لما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك عندما بدأ تحويل مثل هذه المناسبة إلى نشاط تجارى يمكن التربح من ورائه.. وتشير الإحصائيات التى قامت بها الرابطة التجارية لناشرى بطاقات المعايدة فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن عدد بطاقات عيد الحب التى يتم تداولها فى كل أنحاء العالم فى كل عام يبلغ بليون بطاقة تقريباً وهو ما يجعل يوم عيد الحب يأتى فى المرتبة الثانية من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التى يتم إرسالها فيه بعد عيد الميلاد.. كما توضح الإحصائيات التى صدرت عن هذه الرابطة أن الرجال ينفقون فى المتوسط ضعف ما تنفقه النساء على هذه البطاقات فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وعن «فالنتاين» فلقد عاش فى روما فى القرن الثالث الميلادى فى زمن كان يحرم فيه إمبراطور الرومان «كلاوديس» الثانى الزواج على الجنود بحجة أن الزواج يربطهم بعائلاتهم مما يشغلهم عن القتال ولكن القديس «فالنتاين» تحدى الامبراطور وتزوج سراً وسرعان ما اتضح أمره.
وقد ارتبط عيد الحب بالزهور فيقدمه الإنسان لمن يحبه وتزين أركان المنزل بالورد وارتبط أيضاً بأواصل المودة وتبادل الهدايا بين أفراد الأسرة بل أهالى المنطقة الواحدة ، والمشاركة فى السراء والضراء.. وهذا ما أكد عليه عيد الحب المصرى حتى تسود العلاقات الطيبة بين أفراد المجتمع ليتحقق السلام الاجتماعى وتتوقف أساليب التعدى على حقوق الغير وحتى لا يعوق الأبناء ولا تسئ الأم لأولادها.. بل يسود الحب والإخلاص والمودة فى جنبات الأسرة والمجتمع0