بدأ البث للإذاعة المصرية فى 31 مايو 1934 من خلال تعاقد الحكومة المصرية مع شركة ماركونى على اعتبار أن الإذاعة اللاسلكية احتكار للحكومة وتصبح شركة ماركونى وكيلة عن الحكومة فى إدارتها وإنشاء برامجها مدة عشر سنوات قابلة للتجديد وأن البرامج التى لا تتجاوز غايتى التعليم والتسلية تعتمدها لجنة مكونة من خمسة أعضاء ثلاثة تعينهم الحكومة المصرية واثنان تعينهما شركة ماركونى وأن المادة الإعلانية غير مسموح بها فى البرامج وأن تتلقى الشركة من الحكومة مقابل الإدارة والانفاق على البرامج حصة من حصيلة رخص استقبال الإذاعة قدرها ستون فى المائة وألا تحجب الشركة بما لها من خبرة تخصصية عالية فى هذا العلم السريع التطور عن الإذاعة المصرية كل ما يجد وينتج عن بحوثها من تطورات تقنية ومخترعات وأن يكون للحكومة حق إذاعة النشرات والبيانات والإرشادات الرسمية التى تهم الجمهور والصادرة من مصالحها المختلفة مثل الأرصاد والزراعة والصحة والرى وغيرها وذلك دون عرضها على لجنة البرامج وتشكلت لجنة البرامج العليا والتى عينتها الحكومة من ذوى السمعة الطيبة والثقافة المتميزة فكان رئيس اللجنة الدكتور على إبراهيم باشا أشهر جراح فى مصر وعميد كلية الطب وشخصية اجتماعية مرموقة ووصى من أوصياء المتحف الإسلامى وكان ذواقة للشعر والموسيقى وصاحب مجموعة رائعة من اللوحات الفنية والسجاد الشرقي.
كان عقد شركة ماركونى لإدارة الإذاعة المصرية ينتهى عام 1944 حيث كانت مدته عشــر سـنوات ولكن بعد مفاوضــات تم مد العقد مع شـــركة ماركونى لمدة خمس سنوات جديـــدة تبـــدأ من عام 1944 وذلك نظــراً لظروف الحــرب وعدم الاستقرار الدولي.
وفى عام 1945 نقلت الإذاعة المصرية لحظات تاريخية سلطت الضوء على عروبة مصر وارتباطها بالكيان العربى وقيادتها له من خلال إقرار ميثاق جامعة الدول العربية وكانت الإذاعة بدورها تمنح الكتاب والمطربين العرب الفرصة للوصول إلى آذان المستمع المصرى ومن أشهر هؤلاء الكاتبة «مى زيادة» والمطرب «فريد الأطرش».
وفى عام 1951 أعلن مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر إلغاء معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا وترك آلاف العمال المصريين أعمالهم فى منطقة القنال لدى الجيش البريطانى وسافر العديد من ضباط الجيش وطلاب الجامعة ومواطنين عاديين إلى القنال حيث بدأت مرحلة كفاح مسلح ضد بريطانيا عرفها التاريخ باسم حركة الفدائيين فى القناة.
وهكذا أخذ الإعلام المصرى فى التطور والانطلاق نحو العالم ليسمع ويشاهد عظمة وحضارة مصر عبر الإذاعة والقنوات التليفزيونية والفضائيات.