كلمات الرئيس السيسى تحمل رسائل سلام وأمان وطمأنينة لكل الشعب
أذان «الفتاح العليم» يعانق أجراس «ميلاد المسيح» فى سماء العاصمة الإدارية
«الجمهورية الجديدة» تطوى صفحة الماضى
وتنطلق نحو المستقبل بإيمان حقيقى بقيمة المواطنة
«من القلب للقلب رسول»..
حقا ما أصدق هذه العبارة، فما يخـرج من القلب لابد وحتمًا أن يصل إلى قلوب الآخرين من أقصر طـريق. وهـذا ما يمكـن أن نصـف بـه الزيـارة التـى يقوم بها
الرئيس عبدالفتاح السيسى للكاتدرائية كل عام، وينتظرها العالم خلال الساعات القادمة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد 2025.
فالصـــدق والوضــوح والتلقــائية من أهم السمات التى تميز
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حديثه مع شعبه، فهو الزعيم الذى آمن بوطنه ووثق فى قدرات أهله ووضع حياته فداء لهم، ولا يدخر فرصة أو مناسبة إلا ويضعهم فى قلب الصورة بدون رتوش.
أصبحت زيارة الرئيس السيسى للكاتدرائية من ثوابت الاحتفال بالعيد، حيث تضفى عليه بهجة فوق بهجته، ورونقًا فوق رونقه.
إنها «عيدية الرئيس» التى ينتظرها المصريون منذ زيارته التاريخية الأولى للكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء الثلاثاء 6 يناير 2015، وحرص عليها عامًا تلو العام فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية.
تهنئة الرئيس تتجاوز الاحتفال بمفهومه المباشر لتصبح حدثًا مصريًا خالصًا يسطر فيه الرئيس صفحة جديدة ناصعة من حضارة مصر الخالدة التى تتسع لكل أبنائها وتحتويهم بمحبتها، فلا فرق بين مصرى وآخر على أى معيار.
ليس هذا فقط، بل أن كلمات الرئيس الموجهة لكل المصريين تحمل رسائل شديدة الوضوح للعالم بأننا على قلب رجل واحد، وسنبقى هكذا فى رباط إلى يوم الدين.
الشاهد فى زيارات الرئيس منذ أن بدأت عام 2015، أنها لم تكن مجرد مجاملة «بروتوكولية» عابرة، أو ردًا على موقف وطنى اتخذته الكنيسة القبطية فى مواجهة ما خطط له أهل الشر، بل هى تعبير حقيقى عن تقليد رئاسى رفيع المستوي، يكشف عن فكر راق وإيمان راسخ بقيمة هذا الوطن وتمسك حقيقى بمفهوم الدولة الوطنية الحديثة.
خير من ألف ميعاد
بدأت بالمفاجأة.. فالرئيس لم يعلن قبلها، ولم يكن أحد يعلم ما سيحدث فى تلك الليلة، ولكنها كانت «خير من ألف ميعاد».. وهذا ما حدث مساء 6 يناير 2015، حين فوجئ البابا تواضروس والمصلون والملايين ممن كانوا يتابعون الاحتفال عبر شاشات التليفزيون بالرئيس عبدالفتاح السيسى يدلف أبواب الكاتدرائية ليقف أمام الهيكل الرئيسى للكنيسة، وأمسك بالميكروفون قائلًا: «كان ضرورى آجى لكم علشان أقول لكم كل سنة وأنتم طيبين، وأرجو ألا أكون قد قطعت عليكم صلواتكم».
الرسالة وصلت.. والرئيس يكشف بهذه الزيارة عن ملامح «الجمهورية الجديدة» التى قررت أن تطوى صفحة الماضي، وتنطلق نحو المستقبل بإيمان حقيقى بقيمة المواطنة. «جمهورية جديدة» يقودها رئيس يؤمن بأن «العمل يجب أن يسبق الكلام ويعلو عليه».
وعد وأوفى
وفى العام التالى 2016 تكررت الزيارة وقدم الرئيس التهنئة، وأعلن أن الدولة ستقوم بترميم وبناء جميع الكنائس التى أحرقت فى الحوادث الإرهابية.
وفى 6 يناير 2017 شارك الرئيس بالتهنئة للمرة الثالثة، وأعلن فى كلمته التى ألقاها بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية عن تشييد أكبر مسجد وكنيسة فى العاصمة الإدارية.
وفى 6 يناير 2018 أقيمت صلوات عيد الميلاد المجيد لأول مرة بكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية، خلال الافتتاح الجزئى لها، كما وعد الرئيس فى احتفالات العام الماضي، وقدم الرئيس التهنئة بعيد الميلاد المجيد.
أذان الفتاح العليم وأجراس ميلاد المسيح
وفى 6 يناير 2019 وجد المصريون أنفسهم أمام فصل جديد من سجل الوطنية والمحبة التى تجمع كل أبناء الوطن. ففى تلك الليلة اصطحب الرئيس شيخ الأزهر والبابا فى افتتاح مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» فى خطوة تتجاوز حدود تفكير أكثر الناس خيالًا، وتجسد مشهدًا «أيقونيًا» سيتوقف أمامه التاريخ طويلًا.
كانت احتفالات عيد الميلاد المجيد 2019 حدثًا فريدًا لن يراه إنسان فى العالم إلا هنا على أرض مصر، حيث ألقى البابا تواضروس كلمة داخل مسجد الفتاح العليم أثناء الاحتفال بافتتاحه قال فيها: «ليشهد العالم على وحدتنا.. إننا نشهد اليوم مناسبة غير مسبوقة فى التاريخ، ونرى مآذن هذا المسجد الكريم تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح، ومصرنا العزيزة تسجل صفحة جديدة فى كتاب الحضارة المصرية العريقة».
ثم توجه الرئيس بصحبة الإمام والبابا ومعهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس – الذى تصادف زيارته للقاهرة وقتها – لافتتاح الكاتدرائية، وهنا كان المتحدث هو الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى ألقى كلمته من كاتدرائية «ميلاد المسيح».
قال الرئيس السيسي: إن شجرة المحبة المصرية ستعم العالم أجمع.. ووجه التحية للشهداء.
ومن جانبه قال شيخ الأزهر: سنتصدى لكل من يفكر فى العبث بأمن مصر. والدولة الإسلامية ضامنة شرعًا لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود، والشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد والكنائس بالقدر ذاته، وهذا الحدث استثنائي، وربما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ المسيحية والإسلام».
فى هذا اليوم انطلق أذان مسجد الفتاح العليم معانقًا أجراس كاتدرائية ميلاد المسيح فى سماء العاصمة الإدارية، ليشهد العالم ميلادًا جديدًا لمصر الحديثة أو «الجمهورية الجديدة» التى تؤمن بالأخوة الإنسانية وتطبقها على أرض الواقع.
كاتدرائية الميلاد
وتــوالت تهــانى الــرئيس، حيث توجه مساء 6 يناير 2020 لكاتدرائية ميلاد المسيح، وقدم التهنئة بعيد الميلاد المجيد، لتصبح مشاركة الرئيس وتهنئته تقليدًا راسخًا يقدم القدوة لكل مسئولى الدولة.
وفى العام التالى 2021، حرص الرئيس على هذا التقليد الأصيل الذى أرساه دون انقطاع، وقدم التهنئة للبابا عبر «الفيديو كونفرانس» بسبب ظروف «جائحة كورونا» وما فرضته من قيود فى الحركة على مستوى العالم.
جمهورية الحلم والأمل.. العلم والعمل
وفى مساء 6 يناير 2022 توجه الرئيس لكاتدرائية «ميلاد المسيح»، حيث استقبله المصلون بالفرح رافعين أعلام مصر، وقدم التهنئة بعيد الميلاد المجيد لكل الأقباط.
وقال الرئيس: نبنى الجمهورية التى تتسع للجميع، وهى جمهورية الحلم والأمل، العلم والعمل، الجمهورية القادرة وليست الغاشمة، والمسالمة وليست المستسلمة.
رسالة سلام وأمان
وفى العام التالى حرص الرئيس على زيارة كاتدرائية «ميلاد المسيح» مساء الجمعة 6 يناير 2023، ووجه التحية لكل الحضور قائلًا: «كل سنة وانتم طيبين جميعًا وعيد سعيد عليكم وعلينا جميعا ويارب السنة دى تبقى سنة خير وسلام ومحبة علينا كلنا مش بس فى مصر ولكن فى العالم كله «.
كلمات الرئيس فى هذا اليوم كانت رسالة لكل المصريين أكد فيها أن مصر تسير بخطى ثابتة رغم الأزمة العالمية.
قال الرئيس السيسي: «أنا بوجه كلامى لكل المصريين اللى شايفينى فى البيوت دلوقتى وبقولكم متخافوش لسببين، الأول هو إن ربنا اللى خلقنا كلنا موجود، هل هو هيسيب مصر يعني؟».
وأضاف الرئيس: «السبب الثاني، هو أننا كدولة الحمد لله ماشيين كويس جداً».
وطالب المواطنين بعدم القلق وعدم الالتفات إلى الشائعات، وقال: «أنا شايف وسامع كويس أوى إن الناس قلقانة عشان خايفين عليها، وأنا مبسوط إنكم خايفين عليها بس متخافوش، إحنا الحمد لله ماشيين كويس جدا، وإن كنا بنعانى بس لا نخاف ولا نقلق، وناس كتير بتتكلم من غير ما تكون فاهمة، ولو فى حاجة هعملها هقولكم، موجهاً سؤالا للمصريين: «هى مصر لو تعبت هنتخلى عنها؟»
مواقف الرجال
وفى مساء السبت 6 يناير 2024 قام الرئيس بزيارة الكاتدرائية مهنئًا بحلول عيد الميلاد المجيد.
وقال: كل سنة وأنتم طيبين، لكل الناس، وندعو الله أن يجعل هذا العام نهاية لفترة صعبة مرت على العالم كله، فالظروف والأزمات صعبة منذ 2020، ونتمنى أن تنتهى الأزمة الكبيرة التى نعيشها فى منطقتنا. جئت لأشارككم فرحتكم وأهنئكم وأتمنى لكم كل الخير.
وأعرب الرئيس عن تقديره للبابا تواضروس، وقال: «طبعًا المحبة دى ناجمة عن مواقف لا يعملها إلا رجال مخلصون يحبون بلدهم ومؤمنون بها وحريصون عليها، وأنا عشت هذا الكلام عمليًا مع البابا».
ووجه حديثه للبابا قائلًا: وأشكرك كثيرًا على اللى فات واللى جاي.
وأضاف الرئيس: آخر حاجة.. أى أزمة وأى مشاكل وأى ظروف صعبة بفضل الله سبحانه وتعالى طول ما إحنا مع بعض الأمور ستعدى وتنتهى الظروف الصعبة. المهم بلدنا بخير وشعبها بخير، وكل سنة وأنتم طيبين».
>>>
ساعات ويبدأ الاحتفال بعيد الميلاد المجيد 2025، والكل ينتظر بلهفة زيارة الرئيس للكاتدرائية، وما تحمله من رسائل محبة وسلام وأمان لكل المصريين.
إنها الزيارة الأهم التى أصبحت جزءًا من ثوابت العيد، ومبعثاً أساسياً من بواعث البهجة التى لا تكتمل الفرحة بدونها.
دامت أفراح وأعياد المصريين.