.. تحديات متعددة الأبعاد.. لم يسبق لها مثيل.. يتعرض لها شباب كوكب الأرض.. خاصة منهم شباب العالم الثالث أو الدول النامية أو الناشئة.. وفى القلب منهم بالطبع الشباب المصرى.
.. تحديات تستهدف فيها القوى العظمى فرض الهيمنة بكافة أشكالها.. والتربع على عرش العالم وقمته بآليات جديدة أساسها امتلاك ناصية التكنولوجيا الحديثة.. وما سمى بحروب الجيل الرابع والجيل الخامس بهدف تدمير الدول بأيدى أبنائها ودون إطلاق رصاصة واحدة من قوى البطش والهيمنة واستخدام الإعلام الرقمى الحديث والسوشيال ميديا لغسل أدمغة الشباب وإبادة الأمل فى نفوسهم لتحقيق السيطرة الكاملة عليهم وعلى أوطانهم فى ظل غياب كامل للوعى لدى القطاعات الشبابية المستهدفة.. إنهم يعبثون بعقول الشباب عبر رسائل إعلامية ضالة ومضللة تهدم الثوابت الوطنية تجتث من قلوبهم مشاعر الولاء والانتماء وحتى إحساسهم بانفجار لما يحفل به تاريخهم الوطنى من منجزات ومعجزات ونجاحات وانتصارات.. ليصبح الشاب الكونى فى النهاية.. جسداً بلا وطن.. ولا عقيدة.. ولا هوية.
.. ويضاف إلى كل تلك التحديات التى يواجهها شباب كوكب الأرض.. تحديات أعظم وأكبر وأثقل يحملها شباب «أم الدنيا» بما شاء الله لهم.. كونهم فى هذا الموقع الجيوسياسى الفريد.. وما يحيط مصرهم من توترات وحروب وسخونة فى كل المناحى الإستراتيجية للدولة المصرية.. فضلاً عن اختلال منظومة القيم التى عانوها فى أحداث 25 يناير 2011 وما بعدها ثم توابع الحرب على غزة وما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة وحرق وقتل وتدمير ثم هذه الحال المؤسفة بموت «الضمير الكونى».. والكيل بمكيالين ثم الحرب التجارية العالمية.
.. ويواجه الشباب المصرى فوق كل ذلك حروباً أخرى.. تخلع من خلالها قوى الشر.. كل قوى المقاومة فى محيط الدولة المصرية.. تفتيت مخطط للأوطان والدول.. تسريح الجيوش الوطنية ومد الميليشيات وقوى الهدم بأحدث أنواع الأسلحة وتهيئة المحيط العربى لمصر لاستقبال الدواعش والإرهابيين وحتى المنحرفين أخلاقياً وأشباه الرجال سلوكياً.. وتحويل ما يحيط مصر إلى بؤر ثعبانية تنشر السموم لخلق فوضى جديدة لا تبقى ولا تذر.
.. يدفع الشباب المصرى ثمناً غالياً للحرب ضد الإرهاب وما يسمى بالتدين الشكلى الذى يهتم بالقشور ولا يهتم بالجذور وما يبثه الإخوان المجرمون عبر قنوات الشر والفتنة من فكر هو فكر الخوارج.. وإلباس أكاذيبهم وفبركاتهم وأهدافهم الدنيئة بلباس الدين «والدين منهم براء» بهدف تحقيق أهدافهم السياسية والعودة إلى كراسى الحكم وأخونة مفاصل الدولة ومؤسساتها وطمس الهوية الوطنية.
.. يواجه الشباب المصرى حرباً لتشويه منجزات الشعب المصرى فى أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013.. وبث الإحباط واليأس والقنوط واقتلاع جذور الأمل فى المستقبل.. وتحقيق الغد الأفضل بما يهيئ التربة لإحداث فوضى عارمة تعود الوطن إلى مائة عام مضت ضحى فيها الآلاف بأرواحهم.. ودفع الأجداد والآباء من سعادتهم للبناء للأجيال القادمة.. لا يحترمون إنجازاً.. ولا يكبرون رمزاً.. بل إن التشكيك والكذب والأباطيل والفتنة «توليفة» اعتمدها أعداء الوطن من «مطاريد العدالة».. وعبدة الحكم والكراسى.. والعابثين حتى بحكم الله.
.. يواجه الشباب المصرى أيضاً حرباً ضروساً لإغراقه فى بحور المخدرات بكل أصنافها.. وفى تقرير لصندوق مكافحة الإدمان كشف أن نسبة تعاطى المخدرات تصل إلى ٦.٥ فى المائة وأن الشباب بمختلف شرائحهم هم الجمهور الأكثر استهدافاً لسلب الأمة أعظم قواها.. فإن الشباب فى كل دول العالم هم قاطرة البناء.. قادة التغيير.. بناة المستقبل.. وبالتالى فإن إغراقهم فى آتون المخدرات يبعدهم تماماً عن الاهتمام بشئون الوطن.. يفقدهم القدرة على الدراسة والتنبؤ.. يسلبهم وعيهم حتى بأنفسهم ومن حولهم ومن يعولون.
.. يواجه الشباب المصرى حرباً تستهدف تدمير رموزه الوطنية والدينية والتاريخية والإنسانية.. حروباً تضرب فى الصميم كل نموذج وطنى يمكن أن يمثل القدوة والمثل والنموذج.. إنهم يغتالون رموز الأمة ويلصقون الاتهامات جزافاً.. ويستخدمون فى ذلك ما يسمى بالسيكو ميديا وتعنى التأثير على الأفراد بتطبيق مبادئ وقوانين علم النفس لتكوين وصناعة الصورة الذهنية المستهدفة.. وتشويه القدوة عبر انتقاء الأحداث.. وزرع نماذج جديدة للقدوة تتفق مع قيم العولمة والخلاعة والمواطن منزوع الوطن والدين والعقيدة والهوية.. وصناعة أبطال من ورق يقدمون المتعة الزائفة.. والرقص الخليع.. والملابس «بلون قزح».. ويجعلون منهم رموزاً للقوة والغنى والسيارات والوجاهة والعظمة.. فينصرف الشباب إليهم.. دون وعى أو رشد أو توعية.
.. يواجه شباب الأمة المصرية مخططات لضرب الاقتصاد الوطنى ومحاولات مستميتة لإفراغه من مصادر دخله الرئيسية.. وخلال السنوات الإحدى عشر الماضية تعرض الاقتصاد المصرى لضربات قاصمة استهدفت موارده.. هذه الحرب التى قادها الإخوان المسلمون المجرمون للســطو على مدخرات وتحويلات المصريين بالخارج.. ومحاولاتهم حرمان الخزانة المصرية منها عبر زيادة سعر الشراء من المصريين المغتربين حيث يعمــلون فى الدول العربية والأوروبية وغيرها.. ثم هذه الحرب اللعينة التى تســببت فى فقد أكثر من 7 مليارات دولار خلال العام الماضى جراء تبعات الحرب الإجرامية على غزة وإبادة شعبها وما أحدثه الحوثيون من فوضى فى البحر الأحمر وأثره على عائدات القناة.. وإيرادات السياحة وغيرها.
.. وبعد..
.. فإن هذا قليل.. وقليل جداً من كثير.. أردنا به أن ندق ناقوس الخطر ونشد الانتباه إلى بعض مما يحيط شبابنا من تحديات ومخاطر.
.. ولاتزال للصورة بقية من نقاط ومحاور.. ثم من أين نبدأ.. والإجابة فى عنوان المقال.. وله فى العدد القادم بقية إن كان فى العمر بقية إن شاء الله.