الكتاتيب جمع الكُتّاب هو مكان لتعليم الاطفال قواعد القراءة والكتابة والخط وحفظ القرآن الكريم ومبادئ الدين والاحاديث النبوية والتربية على المبادئ والأخلاق الحميدة ، وتعود نشأة الكُتّاب عند المسلمين منذ العهود الأولى للإسلام، وتم انتشاره مع الإسلام فى مختلف البلدان حيث كان المركز الرئيس فى العالم الإسلامى لتعليم الصغار، فلا احد ينكر دورالكُتّاب كمؤسسة تعليمية أولية تخرج فيها الكثير من الاجيال الذين حفظوا القرآن الكريم وتربوا على المبادئ والاخلاق الحميدة ، كما كانت الكتاتيب هى الوسيلة او الاداة التعليمية التى ينتقل بها العلم الدينى والقرآن الكريم من جيل إلى جيل عبر عصور طويلة ، وكانت الكتاتيب نظاماً تعليمياً مجانياً مما جعلها لا تحمل الاسرة اى اعباء مالية ، ومن المتعارف عليه ان كثيراً من اللغات اختفت مع مرور الايام كاللغة السريانية والتى كانت تستخدمها دول الشرق الاوسط والهند واللغة المصرية القديمة واللغة اللاتينية واليونانية القديمة والرومانية والسومرية والفينيقية واللغة الأكدية واللغة الإترورية ولغة النورن ولغات قبائل الأمريكيين الأصليين واللغة الانجليزية القديمة ، اما اللغة العربية فقد استطاعت ان تقاوم الموت والفناء والانقراض بفضل القرآن الكريم الذى حافظ على قواعد اللغة العربية ، وكانت الوسيلة المستخدمة عبر العصور الاسلامية لتعلم القرآن الكريم والحفاظ على اللغة العربية واخلاقيات التعامل بين افراد المجتمع هى الكتا تيب التى تمثل الاساس القوى لبناء الانسان .
مبادرة «عودة الكتاتيب» تأتى ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، لاستعادة الدور الريادى للكتاتيب فى تنشئة الأجيال على قيم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام السمحة وعلى أسس راسخة من الأخلاق الرفيعة، والفهم العميق لمعانى الدين، والانتماء الصادق للوطن لمواجهة الفكر المتطرف ولإحياء اللغة العربية الصحيحة لدى الأجيال الجديدة باعتبارها لغة القرآن الكريم وحصن الهوية القومى مع الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة فى تطوير منهجية الكتاتيب لتتماشى مع احتياجات العصر ومتطلباته خصوصاً فى ظل تراجع اللغة العربية الفصحى امام اللغات الاجنبية من جهة وامام اللهجات العامية المصرية الشعبية الدارجة، حيث ينتج عن هذا الازدواج اللغوى وجود اختلافات نحوية كبيرة فى الكتابة بين لغة الفصحى الراقية واللهجة الشعبية ، الامر الذى اوجد نظرية الازدواج اللغوى على يد عالم اللغويات شارل فيرغسون، الذى اعتبر الفصحى نمطاً راقياً يُكتب به الأدب والأحاديث الرسمية، والعامية نمطاً متدنياً يتحدث به الأكثرية فى الشارع، وفى هذا الاطاراعاد قرار ايقاف الاعلانات التجارية فى اذاعة القرآن الكريم طبيعة المحتوى الدينى والروحى والتنويرى للإذاعة، فاللغة العربية هوية وتاريخ وثقافة ومجد وحاضر ومستقبل ، ويحتفل مجمع اللغة العربية فى 18 ديسمبر من كل عام بيوم اللغة العربية وهو يوم اقرار اللغة العربية فى الامم المتحدة ضمن اللغات الرسمية ، وكان الرئيس جمال عبد الناصر أول من اصر على الكلام باللغة العربية فى قاعة الجمعية العامة وطالب أثناء ذلك بإدخال العربية كلغة رسمية للأمم المتحدة ، كما عجلت حرب أكتوبر باعتماد العربية كلغة رسمية فى المنظمة الدولية، وستظل مصر حامية للدين وللعروبة والأوطان وقبلة للوافدين من اجل الدراسة والتعليم بأزهرها الشريف ، حفظ الله مصر.