اكتسبت شهرتها من تميزها بأحد أهم المشروعات الإستراتيجية الضخمة.. فلم تكن معروفة من قبل لأنها كانت أشبه بقرية كبيرة.. بدليل المثل القائل «المحلة منين يا سمنودي».. حيث كان الغرباء عندما يريدون الذهاب إلى المحلة يسألون أهل سمنود.. عن الطريق المؤدى إليها.. لأن سمنود كانت مشهورة حيث كانت عاصمة مصر أيام الفراعنة.. وخرج منها المؤرخ «مانيتون» الذى طلب منه الحاكم الرومانى لمصر.. تأريخ الحضارة المصرية.. فقام بتقسيمها إلى 30 أسرة فرعونية.. يسير الباحثون والأثريون على نهجه للآن.
نعود إلى تلك القرية التى أخذت سمة المدينة فى أواخر القرن التاسع عشر.. وصارت كبرى بعدما أنشئت على أرضها أكبر مصنع للغزل والنسيج فى العالم عام 1927 والذى يعد الثانى بعد مانشستر فى انجلترا إنها مدينة المحلة الكبرى بالغربية التى تعد أكثر مدن المحافظة ومصر شهرة بفضل مصانع الغزل والنسيج بها.. وكانت قبلة أهالى المحافظة والمحافظات المجاورة لها.. لشراء منتجاتها المتميزة من أجود الأقمشة والمنسوجات بكافة أنواعها ومنها الدبلان واللينوه والكستور والبشاكير والفوط وغيرها.. وكانت أسعارها رخيصة الثمن وفى متناول الجميع لأنها بلد المنسوجات لذا كانت الأسر حريصة على الذهاب إليها لشراء ما يلزمها.
والآن المصانع مر على إنشائها حوالى 100 عام على يد طلعت حرب رجل الاقتصاد.. ولأن صناعة الأقمشة والغزول حدثت بها تطورات بفضل التكنولوجيا الحديثة.. فقد كان لزاماً على الدولة مسايرة هذا التطور بما يتناسب مع سمة العصر.. وبما يتناسب مع مكانة المحلة الكبرى كقلعة صناعية تعتمد عليها الدولة فى أعمال الصناعة والتصدير لإضافة عملات صعبة نحن فى حاجة إليها.. ولإعادة مصنع الغزل إلى سيرته الأولى وشهرته العالمية والتى كنا نتحاكى بها ونفخر بها وسط الدول.. بما يتناسب أيضاً مع مكانة القطن المصرى الأجود عالمياً لتميزه بطول التيلة.
ولأهمية هذا الصرح الكبير كان لابد من رصد ميزانية كبيرة بلغت حوالى 33 مليار جنيه للخروج بالمصنع الذى يتضمن 8 مصانع متخصصة بأفضل ما يمكن.. وقد كان حيث تم إحلال واستبدال للماكينات والمعدات بغيرها من أحدث التكنولوجيا وبالتالى زادت الإنتاجية أضعاف ما كانت عليه وزادت عمليات التصدير للدول التى تهافتت على الغزول والمنسوجات المصرية وقامت بتوقيع عقود بملايين الدولارات.
أتذكر عندما كنت فى باريس وذهبت إلى أحد المتاجر ووقعت عينى على قميص أعجبني.. وبعدما اشتريته.. وجدت مكتوبًا عليه «صنع فى مصر».. وتكرر ذلك فى الدوحة التى أقمت بها أكثر من ٥ سنوات للعمل كصحفى فى جريدة الراية القطرية.. ولم استغرب ذلك لسمعة مصر فى هذا المجال لذا كان اهتمام الدولة بهذه الصناعة الرائدة التى فتحت أبواب رزق لعشرات الآلاف من المواطنين.. بدليل أن الكثير من أهل الريف التحقوا للعمل بمصانع المحلة.. وبدلاً من السفر يومياً.. فضل الكثير بالإقامة فى المدينة بل وبناء مئات البيوت والعمارات.. مما يدل على أن تلك المصانع كانت مصدر رزق كبير لأبناء الريف والمدينة نفسها التى توسعت وتمددت لتصبح من أكبر المدن ازدحاماً بالسكان بعد القاهرة والإسكندرية.
.. وأخيراً:
> تحية للدولة لإنجاز هذا التطوير لإعادة مكانة مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى إلى سابق عهدها.
> نتمنى أن يشمل هذا التطور بقية المصانع المتخصصة فى بقية المحافظات.
> أن تتوسع الدولة فى زراعة الأقطان وإضافة الأنواع قصيرة التيلة التى تستخدم فى صناعة أقمشة الجينز الأمريكي.
> إصرار رجال المقاومة على الوقف الكامل النهائى للحرب على غزة ورفض أى هدن.. فى محله ورؤية مستقبلية لإنهاء المعاناة فى القطاع بشكل قاطع.. برافو!
> المظاهرات الطلابية فى أغلب الجامعات الأمريكية والغربية.. ضربة قاسمة للصلف الإسرائيلي.. ويكشف للعالم أطماعهم ووحشيتهم.
> لابد من تقنين أوضاع الأجانب فى مصر.. كى يكون هناك الحق الوثيق والنهائى لهم.
> الأسعار تراجعت إلى حد ما فى بعض السلع.. برافو المقاطعة ونريد المزيد!
> عقبال أجهزة الدولة والعقارات.. التى وصلت إلى أسعار خيالية ليست بمقدور أحد.