عاشت مصر ما قبل 2014 حالة من الاستسلام، للظروف والتحديات الصعبة والأزمات المشاكل المتراكمة لأسباب كثيرة وضعف الإمكانيات ومحدودية الموارد، عجز أدى إلى ضعف شديد فى روح التحدى والإنجاز، والقدرة على تجاوز العقبات، بطبيعة الحال أدى غياب الروح إلى الكثير من الأمراض والأعراض أبرزها هى عدم رؤية جديدة أو توقف عن مواكبة ما يجرى فى العالم، تخلفنا عن الركب لمسافات بعيدة، جاءت الحلول عقيمة، بائسة، تفتقد لإرادة التحدي، وروح الإصلاح تمثلت فى البيع والخصخصة، دون حسابات وتقديرات دقيقة، ضاعت كثير من القلاع الصناعية وتوقف عن الإنتاج بدلاً من الإحلال والتجديد والإصلاح والتطوير، وفوجئنا بأن هناك البعض يرفعون شعارات ليه تصنع طالما تقدر تستورد بأسعار أقل، وليه تزرع طالما نقدر نحصل على احتياجاتنا من الخارج وللأسف الشديد غاب عن هؤلاء أن الصناعة والزراعة، من قواعد وركائز الأمن القومي، لذلك تحولت القلاع الصناعية التى انطلقت فى بداية الستينيات، إلى مجرد خرابات، تحوى ثروات وأصولا، وتحولت أيضاً أحوزة الأراضى الزراعية وأكثرها خصوبة إلى عبث، تغطى باللون الأحمر بدلاً من الأخضر، بعد أن حلت عليها مبان عشوائية، فى جرائم التعدى على الرقعة الزراعية، ومئات الآلاف من الأفدنة لم تكن فى حاجة إلى إصلاح أو تعمير أو مرافق.
من هنا فإن نظرتى إلى عودة شركة النصر للسيارات وتناولى لهذا الأمر ليس أسلوباً فى حفل الافتتاح أو الأرقام أو حجم الإنتاج فى المرحلة الأولى أو تاريخها الذى بدأ فى عام 1960، وخصصتها وتوقفها فى العام 2009، فهذا موجود فى تقارير، ومقالات أخرى كثيرة ولكننى أرى أن عودة النصر للسيارات هى رمزية يجب أن نتوقف عندها كثيراً منذ عام 2014، عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى أمانة المسئولية الوطنية فى حكم مصر، وجد أمامه تلالا من التحديات والأزمات والمشاكل المتراكمة، وجد مصر فى حالة شديدة الصعوبة فى كافة المجالات والقطاعات، تسلم بالفعل بلد فقد الكثير من الأربعة عقود الأخيرة.
عـــودة النصـر للسيارات بالنسبة لى هى رمزية بأن الرئيس السيسى هذا القائد العظيم نجح فى إعادة الروح لوطن بالكامل، لإرادة الإصلاح والبناء والتنمية، ولذلك تجد مئات الإنجازات على غرار عودة شركة النصر للإنتاج إلى سيرتها فى إنتاج السيارات، سواء الأتوبيسات أو المينى باص أو سيارات الركوب الخاصة والملاكى وأمامها طريق زاخر لتحقيق الأهداف المخططة.
عودة الروح لمصر، ومؤسساتها وقلاعها، وقطاعاتها، وشعبها انطلقت منذ بدء عهد السيسي، امتلك الإرادة والتحدى والرؤية فى استعادة قلاع مصر الصناعية ليس بالتصريحات والشعارات ولكن بالعمل والإصرار من هنا عادت الروح لصناعة الغزل والنسيج لمصر، ويجرى الآن الإعداد لافتتاح أكبر مصانع فى الشرق الأوسط بمدينة المحلة فى مجال صناعة الغزل والنسيج، وإنشاء بنية تحتية وتوفير الاحتياجات والمستلزمات وتطوير شامل للمحالج، وخطوط إنتاج عصرية لتعود مصر إلى ريادة هذه الصناعة.
وعلى مدار أكثر من 10 سنوات تعود الروح إلى مصر، فهذا التحول التاريخى فى هذا الوطن يؤكد هذا المعني، سواء للنصر للسيارات أو صناعة الغزل والنسيج، ولا تقتصر على عودة القلاع الصناعية، ولكن أيضاً هناك رؤية وإرادة لوضع الصناعة المصرية على الطريق الصحيح، وهناك نجاحات كبيرة سواء فى بنية تحتية وتشريعية، وتوفير كافة مقومات ومتطلبات النجاح من تيسيرات وطاقة، ودعم من الدولة، وتيسيرات وإعفاءات ضريبية وأمن واستقرار وعمالة ماهرة، جمعيها مؤشرات عظيمة للنجاح وجذب الاستثمارات سواء من الداخل أو الخارج.
أيضاً عودة الروح تراها بشكل واضح مثل الشمس فى قطاع الزراعة الذى كان قبل السيسى مهدداً بالكثير من التحديات والأزمات والفوضي، لذلك نجحت مصر فى إيقاف نزيف الأراضى الزراعية والتصدى للتعدى على أجود الأراضى الزراعية وإضافة ملايــين الأفدنة لتصل فى عام 2027 إلى 4.5 مليون فدان ويتمثل فى مشروعات الدلتا الجديدة، ومستقبل مصر التى توفر 2.2 مليون فدان، ثم توشكى 420 ألف فدان وسيناء 456 ألف فدان، والوادى الجديد والصعيد 650 ألف فدان، وشرق العوينات إذن نحن أمام ملحمة وعودة الروح لقطاع الزراعة فى مصر.
عودة الروح للمواطن المصري، وتغيير نظرة الدولة من خلال أكبر عملية إستراتيجية لبناء الإنسان، وتجسدت فى احترام الإنسان المصري، وتوفير سبل العيش الكريم له ولأسرته، لذلك قاد الرئيس السيسى القضاء على العشوائيات، وتوفير السكن الكريم واللائق للمواطن المصرى الذى كان يعيش فى المناطق العشوائية والخطرة ثم الرعاية الصحية، والقضاء على فيروس سى وقوائم الانتظار، والمبادرات الرئاسية مثل 100 مليون صحة ومشروع التأمين الصحى الشامل، وأيضاً الحماية الاجتماعية، ثم المشروع العملاق لحياة كريمة لتطوير وتنمية قرى الريف المصرى الذى يستهدف الارتقاء بجودة حيلة ما يقرب من 60 مليون مواطن، ومسكن كريم، وكل ما يجرى على أرض مصر من بناء وتنمية ومشروعات قومية، يستهدف الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري، وتحسين ظروفه المعيشية.
لعلنا نتذكر ما آلت إليه الأوضاع فى محافظات الصعيد، قبل الرئيس السيسى وقد حظى الصعيد، على استثمارات هائلة للدول من أجل إعادة الاعتبار للمواطن المصري، وعودة الروح لهذه المناطق التى تمثل جزءا رئيسيا من الدولة الوطنية المصرية بالإضافة إلى أن الصعيد استحوذ على نصيب الأسد فى المشروع العملاق الذى اطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير وتنمية قرى الريف المصري، ويتمتع المواطن فى الجنوب بكافة الخدمات التى يحظى بها المواطن فى المدن والمحافظات الكبري.
أيضاً، ما جرى فى سيناء، هو تجسيد حقيقى لعودة الروح لهذه الأرض الطيبة والغالية والعزيزة على كل قلب مواطن مصرى فلم يكتف الرئيس السيسى بتطهيرها من الإرهاب، ويعيد لها أعلى درجات الأمن والاستقرار، وتمكينها من القوة والقدرة الدفاعية للحفاظ عليها ضد الأوهام والأطماع، ولكنه تبنى واطلق أكبر عملية تنمية شاملة فى سيناء، تستهدف الارتقاء بجودة المواطن المصرى على أرضها والاستفادة من مواردها وثرواتها، وجعلها منطقة جاذبة للاستثمارات، وإنشاء بنية تحتية وشبكة طرق عصرية، وإقامة 5 أنفاق جديدة أسفل قناة السويس، لربطها بمدن القناة ومحافظات الدلتا وسرعة الوصول إليها، وما جرى من إنجازات يعكس عودة الروح والاطمئنان على سيناء، وهو إنجاز لم يسبق أى رئيس قبل السيسى تحقيقه، بعد أن ظلت أيادى التنمية بعيدة عن أرض الفيروز، لذلك ليس غريباً أن تجد فيها مطارات، وموانئ، وربطها بباقى الموانئ المصرية.
إعادة الروح لم تكن قاصرة فحسب على إصلاح قطاعات، أو نشر البناء والتنمية فى كافة ربوع البلاد ورد الاعتبار لمناطق عانت من التجاهل والتهميش والنسيان ولكن عودة الروح امتدت للإنسان المصرى وما ناله من أولوية، ورؤية لتغيير مسار حياته من المعاناة إلى الحياة الكريمة.
لذلك ننتظر المزيد فى الفترة القادمة وقطار الإصلاح، وإحياء قلاعنا الصناعية واستعادة الروح لن يقتصر على ما تحقق ولن يتوقف عند النصر للسيارات، أو صناعة الغزل والنسيج ولكنها عملية شاملة ومتكاملة تستهدف الحجر والبشر.