انتهى موسم دراما رمضان هذا العام، بحصيلة على المستوى المحلى بلغت نحو 37 مسلسلاً، منها 23 أنتج فى 15 حلقة فقط عرضت على الشاشات والمنصات، ماعدا واحد قدم حصرياً على احدى المنصات، باسم «الشرنقة» بطولة الشاب أحمد داود.
المسلسلات تنافست فى جذب المشاهد واجتهدت بوضعها فى استخدام عناصر الجاذبية والتشويق، وحاول أصحابها الحديث عن قضايا مجتمعية تهم المرأة، أو تكشف عن أوضاع نزلاء المؤسسات الاجتماعية، أى استثمار غير طبيعى للعلاقات العائلية بإعادة استخدام العقد المسبق التى قامت عليها الدراما منذ زمن بعيد.
للأسف تجاهل أبناء الدراما فى أعمالهم قواعد اللعبة التى استمرت لسنوات طويلة، والتى ساندتها القوى الناعمة بقدرات إبداعية وفرت لها سبل النجاح، لذلك مازال يعرضها حاضراً للإعادة فى أيام خارج الموسم، حيث سماء الإبداع صافية وشمسها ساطعة وأعمالة تدفع المشاهدين إلى التجمع الأسرى للمشاهدة المجتمعية لحلقاتها، وهو ذلك المناخ الذى يسمح حتى الآن باستقبال الأعمال الجديدة على حلقاتها، تسمح بالتأمل وإعداد المأمول والمطلوب.
استخدمت هذه الأعمال الإمكانيات المتاحة، حاولت نقل صورة موضوعية لسلوكيات خادعة فى طريق المجتمع، تحتاج تحسيناً وتوطيناً، مثل مسلسل «عايشة الدور» العائدة به بعد توقف دنيا سمير غانم، عن مجتمع الجامعات الخاصة ما له وما عليه، وكذلك «أولاد شمس» الذى يكشف كواليس داخل دور الرعاية الاجتماعية ينبغى التنبيه إليها واعتمد على الشابين أحمد مالك وطه دسوقى بدعم القدير محمود حميدة.
على أية حال، المسلسلات متاحة لإعادة المشاهدة بغرض التقييم بعد وهج العرض الأول والملاحظات والانفعالات، التى صاحبت هذه المسلسلات وسجلتها قياسات الرأى العام، وأعلن عنها شخصياً الرئيس عبدالفتاح السيسى قائد سفينة الوطن بصراحة تامة وحذر خلال لقاءات جماهيرية متقاربة، كاشفاً ما وصلت إليه الدراما المصرية، ذات الرسالة العريقة للتثقيف والتنوير التى قامت عليها، قد تحولت للأسف إلى عملية تجارية لا تهدف إلا للربح الوفير.
تحدث الرئيس باسم كل مصرى عن هذا التراجع ومظاهره، مثل إفساد الذوق العام والثوابت المجتمعية، مؤكداً فى توجيهاته أن الدولة تدعم المبدعين المجيدين على استعادة المنظومة كاملة، لتعود للتعافى وتنصلح المنظومة، وتعود سماء الإعلام والدراما ذراعها الأساسى كما بدأت، تواصل طريقها بكل ثقة وعزم وموضوعية وإبداع حقيقى.