أمريكا «تضمن» لنتنياهو استئناف الحرب إذا فشلت صفقة التبادل
سموتريتش يواصل التحريض: قتل مليونى شخص «أمر مبرر وأخلاقى»
واصلت مصر أمس تكذيب ادعاءات إسرائيل التى تلجأ لها دولة الاحتلال بهدف التغطية على فشلها فى عدوانها الغاشم على غزة، حيث نفى مصدر رفيع المستوى ما تتداوله وسائل إعلام إسرائيلية حول وجود أنفاق عاملة بين مصر والقطاع.
شدد المصدر على أن ما يتردد هو هروب إسرائيل من إخفاقها فى القطاع، مؤكدًا أنّ فشل إسرائيل فى تحقيق إنجاز بغزة يدفعها لبث ادعاءات حول وجود أنفاق لتبرير استمرار عدوانها على القطاع.
أوضح أن إسرائيل تغض النظر عن عمليات تهريب السلاح من إسرائيل للضفة؛ لإيجاد مبرر للاستيلاء على الأراضى وممارسة مزيد من القتل والإبادة للفلسطينيين.
شدد المصدر على أن إسرائيل لم تقدم أدلة على وجود أنفاق عاملة على حدود القطاع، مؤكدًا أنها تستغل الأنفاق المغلقة بغزة لبث ادعاءات مغلوطة لتحقيق أهداف سياسية.
أكدت مصر لكل الأطراف موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطينى منه، مُحملة الجانب الإسرائيلى مسؤولية النتائج المترتبة على هذا الإغلاق، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة.
فى السياق ذاته، واستمرارا لنهج الاغتيالات الذى تتبعه إسرائيل مؤخراً، أعلن جيش الاحتلال، امس، مقتل قيادى بارز آخر فى حركة حماس خلال غارة على قطاع غزة، هو عبدالفتاح الزريعى والذى يصفه الاحتلال بأنه «وزير اقتصاد حماس».
أوضح بيان للاحتلال أن الزريعى «قيادى فى قسم التصنيع التابع للجناح العسكرى لحركة حماس»، وأضاف أن الغارة ادّت أيضا إلى استشهاد والدته.
جاء ذلك بينما أكدت القناة 12 الإسرائيلية رصد إطلاق 15صاروخًا من جنوب قطاع غزة باتجاه المستوطنات فى غلاف غزة شرق خان يونس، فيما يؤكد أنه لم يتغير شيء منذ أن بدأت إسرائل عدوانها الوحشى على قطاع غزة.
أفادت القناة الإسرائيلية باعتراض صاروخين منها، بينما سقط 13 صاروخًا فى مناطق مفتوحة، فى حين أكدت هيئة البث الإسرائيلية إصابة إسرائيلى بجروح طفيفة بشظايا صاروخ أطلق من غزة على مستوطنة أشكول فى غلاف غزة، والواقعة فى شرق خان يونس جنوبى القطاع.
فى الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة بغزة ان الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 40 شهيدًا و71 اصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث تواصل الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 304 من الحرب.
كما جددت دبابات الاحتلال القصف المدفعى بمحيط دوار أبومحمود بوادى السلقا شرق دير البلح وسط القطاع. وبدأت قوات الاحتلال بإعطاء أوامر إخلاء لعدة أحياء تقع بين مدينتى خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة بعد أقل من أسبوع على أوامر سابقة.
أفادت مصادر طبية، بأن الاحتلال سلم جثامين 84 شهيدًا كان قد اختطفهم من مقابر فى قطاع غزة. قالت مصادر محلية إنه تم دفن جثامين الشهداء فى المقبرة التركية بالحى النمساوى جنوب غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
أضافت أن هذه الدفعة الثالثة من جثامين الشهداء التى سلمها الاحتلال للجنة الدولية للصليب الأحمر خلال عدوانه المتواصل لليوم 304 على التوالي.
على الصعيد الإنساني، أشار المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إلى تسجيل وفيات يومية بين المرضى والمصابين فى قطاع غزة جراء الحصار ومنع إسرائيل إدخال المستلزمات الطبية والأدوية وتدميرها القطاع الصحي.
أضاف المرصد فى بيان صحفى أن «الحرمان من العلاج والغذاء الضروريين والمواد الأخرى التى لا غنى عنها للبقاء هو قتل بطيء لمن لم تقتله الهجمات العسكرية الإسرائيلية على نحو مباشر».
أردف «نتلقى عشرات الشكاوى يوميا من فلسطينيين بحاجة لسفرهم أو سفر ذويهم لتلقى العلاج المنقذ للحياة خارج القطاع فى ظل خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة بفعل الحصار والاستهداف الإسرائيلي».
من جانبه، واصل وزير المالية الإسرائيلى اليمينى المتطرف بتسلئيل سموتريتش أمس تصريحاته التحريضية ضد الفلسطينيين حيث اعتبر أن منع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة «أمر مبرر وأخلاقي».
ذكر سموتريتش، فى مؤتمر استضافته صحيفة «إسرائيل هيوم»: «نحن نجلب المساعدات للقطاع لأنه لا يوجد خيار آخر» وأضاف: «لا يمكننا، فى الواقع العالمى الحالي، إدارة الحرب. لن يسمح لنا أحد بالتسبب فى موت مليونى مدنى جوعا حتى لو كان ذلك مبررًا وأخلاقيًا لكى تتم إعادة رهائننا».
تابع: «الإنسانية مقابل الإنسانية أمر مبرر أخلاقيا، لكن ماذا يمكننا أن نفعل؟ نحن نعيش اليوم واقعًا معينًا، نحن بحاجة إلى الشرعية الدولية لهذه الحرب».
فى سياق آخر، عاد الحديث إلى الاتفاق المتعثر للتهدئة فى غزة، رغم تكثيف إسرائيل هجماتها العسكرية الدامية على القطاع. وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الولايات المتحدة اعلنت انها مستعدة لتقديم ضمانات لإسرائيل بأنها ستتمكن من استئناف القتال ضد حماس، فى حال عدم اكتمال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل.
وفقًا لصحيفتى «يديعوت أحرونوت» و»هآرتس»، فإن واشنطن لم تقدم بعد ضمانات مكتوبة، كما تطالب تل أبيب، لكنها وافقت من حيث المبدأ على تقديم ضمانة إذا تم التوصل إلى اتفاق.
قال مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات: «ربما المحادثات الصعبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى جو بايدن ومسؤولين أمريكيين قد تؤدى للتقدم نحو التوصل لاتفاق».
فى الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ أمس، 25 مواطنا على الأقل من الضّفة، بينهم طفلان، وأسرى سابقون.
قال نادى الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين فى بيان مشترك، إن عمليات الاعتقال تركزت فى محافظتى الخليل، ورام الله، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات نابلس وبيت لحم وجنين.
أضاف البيان أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال عمليات الاعتقال، يرافقها اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى عمليات التخريب والتدمير فى منازل المواطنين.
بلغت حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر أكثر من «9955»، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا رهائن.
كما هدمت سلطات الاحتلال، أمس، بئراً لتجميع مياه الامطار فى منطقة الجوايا بمسافر يطا جنوب الخليل. وهدمت جرافات الاحتلال منزلين يعود الأول للمواطن جمال أبو فرحة وتبلغ مساحته 170 مترًا مربعًا، والثانى يعود للمواطن هاشم محمود أبو فرحة وتبلغ مساحته 220 مترًا مربعًا.
من الجانب الإسرائيلي، قالت إذاعة الاحتلال إن الجيش عزز قواته بعدة وحدات فى مناطق شمال الضفة الغربية وغور الأردن وأضافت أن الجيش تلقى إنذارًا استخباريًا عن استعداد مجموعات فلسطينية لشن هجمات على مناطق إسرائيلية.