بعد الهجوم الإيرانى غير المسبوق على إسرائيل بالمسيرات والصواريخ، أبدت العديد من الدول قلقها الشديد وحذرت من أن الهجمات تهدد بمزيد من التوتر وزعزعة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وفى الرياض، أعربت وزارة الخارجية السعودية، أمس عن بالغ قلق المملكة جراء تطورات التصعيد العسكرى فى المنطقة وخطورة انعكاساته.
أضافت فى بيان أن المملكة تدعو كافة الأطراف «للتحلى بأقصى درجات ضبط النفس» وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
فيما أعربت دولة الإمارات عن القلق البالغ تجاه التطورات التى شهدتها المنطقة خلال الايام الماضية، ودعت إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر فى المنطقة.
دعت الوزارة إلى حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة.
وفى مسقط، قالت سلطنة عمان إنها تتابع باهتمام بالغ تطورات التصعيد فى الشرق الأوسط وتدعو إلى ضبط النفس
كما أعربت قطر عن «قلقها العميق» ودعت «جميع الأطراف إلى وقف التصعيد» و»ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، وحثت الدوحة المجتمع الدولى على «اتخاذ إجراءات عاجلة لنزع فتيل التوتر ووقف التصعيد».
فى روما، قالت مصادر فى مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية إن إيطاليا دعت إلى اجتماع عبر الفيديو لقادة مجموعة السبع لبحث الهجوم الإيراني.
وفى الأثناء، قالت الأمم المتحدة عبر منصة «إكس» إن مجلس الأمن الدولى سيعقد اجتماعا فى وقت لاحق، لبحث الوضع فى الشرق الأوسط، وفى وقت سابق طلبت إسرائيل من المجلس عقد اجتماع فورا لإدانة الهجوم الإيرانى على إسرائيل.
قال مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة جلعاد إردان فى رسالة موجهة إلى المجلس نشرها عبر حسابه على منصة «إكس»: «ندعو مجلس الأمن للتحرك فورا لتصنيف الحرس الثورى الإيرانى منظمة إرهابية». وقال إن الهجوم الإيرانى «تصعيد شديد وخطير».
من جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الهجمات الإيرانية ودعا إلى ضبط النفس والوقف الفورى للأعمال القتالية.
قال جوتيريش فى بيان «أشعر بقلق شديد إزاء الخطر الحقيقى المتمثل فى التصعيد المدمر على مستوى المنطقة. أحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أى عمل قد يؤدى إلى مواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة فى الشرق الأوسط».
بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين «نندد بقوة بالهجوم الإيرانى على إسرائيل»، أما فى طوكيو، فقد نددت اليابان بقوة الهجوم الإيرانى ووصفته بأنه «تصعيد».
من ناحيته، قال متحدث باسم المستشار الألمانى أولاف شولتس، إن شولتس ندد بالهجوم «بأشد العبارات الممكنة»، وأضاف المتحدث شتيفن هيبشترايت، «بهذا الهجوم غير المسئول وغير المبرر، تخاطر إيران بإشعال المنطقة».
تابع هيبشترايت «تقف ألمانيا إلى جانب إسرائيل بشكل وثيق.. سنناقش الآن عن كثب ردود الفعل الأخرى مع شركائنا وحلفائنا فى مجموعة السبع».
فى بكين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية فى تصريحات منشورة على الموقع الإلكترونى للوزارة اليوم الأحد إن الصين تشعر بقلق بالغ بشأن التصعيد بعد أن أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل.
وقال المتحدث : «تدعو الصين كافة الأطراف المعنية إلى التحلى بالهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد فى التوترات».
مضيفاً أن هذه الجولة من التوترات هى من «تداعيات الحرب فى غزة»، وأن إخماد هذا الصراع «أولوية قصوي».
وفى لندن، أدان رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك الهجوم ووصفه بـ»المتهور»، وقال إنه يهدد بإشعال التوتر فى المنطقة.
بدوره، تعهد الرئيس الأمريكى جو بايدن بدعم «صارم» لإسرائيل بعد أن عقد اجتماعا عاجلا ضم كبار المسئولين الأمنيين.
قال بايدن: «التقيت للتو فريق الأمن القومى الخاص بى للاطلاع على تطورات الوضع بشأن هجمات إيران ضد إسرائيل. التزامنا بأمن إسرائيل ضد تهديدات إيران ووكلائها صارم».
وقال منسق الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فى رسالة على موقع إكس، إن الهجمات الإيرانية بمثابة «تصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي».
أما روسيا فقد عبرت عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الخطير فى المنطقة ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة من التدخل فى الحرب الإيرانية الإسرائيلية، لن نقف مكتوفى الأيدي».
وفى فرنسا أدان الرئيس إيمانويل ماكرون «بأشد العبارات الهجوم غير المسبوق الذى شنّته إيران على إسرائيل»، وكتب: «أعرب عن تضامنى مع الشعب الإسرائيلي، وحرص فرنسا على أمن إسرائيل وشركائنا والاستقرار الإقليمي. تعمل فرنسا مع شركائها على خفض التصعيد وتدعو إلى ضبط النفس».
قال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورن، على موقع إكس: «بقرارها اتخاذ هذا الإجراء غير المسبوق، وصلت إيران إلى مستوى جديد فى أعمالها المزعزعة للاستقرار وتخاطر بالتصعيد العسكري».
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، خلال مؤتمر صحفى فى أوتاوا إن بلاده «تدين بشكل لا لبس فيه الهجمات الجوية الإيرانية»، مضيفا: «نقف إلى جانب إسرائيل».
قال ترودو: «تصرفات النظام الإيرانى الأخيرة ستعزز زعزعة استقرار المنطقة وتجعل السلام الدائم أكثر صعوبة».
صوت العقل.. رسالة مصر
تحليل : يحيى على
منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية ضد غزة حذرت مصر مراراً وتكراراً وفى العديد من المحافل الاقليمية والدولية من خطورة اتساع الصراع فى الشرق الاوسط وان امتداد الصراع إلى اطراف اخرى سيضع المنطقة بأسرها على حافة الهاوية.. وان الاضرار ستكون كارثية وتطال جميع مصالح الدول الكبرى والصغرى بالشرق الاوسط.. وقد كانت رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى ثاقبة.. وقرأت المشهد مبكراً منذ أول يوم .. وركزت رسائله لجميع الاطراف منذ اندلاع الاحداث قبل ٦ شهور على ضرورة الاستماع لصوت العقل والعدل والمنطق.. وتهدئة الاوضاع.. من أجل أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
.. وما حذرت منه مصر هو ما حدث بالفعل المنطقة الآن على فوهة بركان قد ينفجر بصورة تدخل المنطقة والعالم بأسره فى دوامة حرب شاملة لا يعرف مداها إلا الله.
يترقب العالم بقلق بالغ الخطورة رد الفعل الإسرائيلى على الهجمات الايرانية.. فى ظل التأكيدات الأمريكية بدعم إسرائيل وحماية أمنها.. مما ينذر بخطورة اتساع الصراع والإضرار بمصالح العديد من الدول بالمنطقة.
ومنذ اللحظات الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة والانتهاك الإسرائيلى الواضح لكل القوانين الدولية والإنسانية حذرت مصر من سياسة العقاب الجماعى وسياسة التجويع ومنع ادخال المساعدات الاغاثية والإنسانية للقطاع وكانت تحذيراتها واضحة من استمرار غارات الابادة والتهجير القسري.. وان خطورة اتساع الصراع سوف تهدد المنطقة والعالم بأسره.. وانه لا سبيل لأمن واستقرار المنطقة إلا حل الدولتين والحق المشروع للشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة وعاصمته القدس الشرقية.. وتوالت رسائل الدولة المصرية لجميع الاطراف بضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته فى اتخاذ كافة الإجراءات من أجل الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة.. وسرعة انفاذ المساعدات الإنسانية بصورة مستمرة وكافية لاعاشة أكثر من 2.5 مليون إنسان يعيشون فى القطاع.. وكان تحذيرها الأعلى صوتاً.. ضرورة عدم السماح بإتساع الصراع لان العالم حينئذ قد يدفع ثمناً غالياً من اقتصاده وامنه واستقراره.. خاصة ان العالم لم يفق بعد من الآثار السلبية والتداعيات العديدة لجائحة كورونا التى اثرت على العالم بأسره.. ثم الحرب الروسية – الاوكرانية وتأثيرها المباشر على الاقتصاد العالمى وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بصورة غير مسبوقة.. وصدمة العالم بفجأة الحرب الإسرائيلية على غزة رداً على هجمات «طوفان الأقصي»
.. الآن يدفع المجتمع الدولى ثمن اتساع الصراع الذى حذرت منه مصر مبكراً وكانت قراءتها للاحداث سابقة لمجريات الامور وقراءتها للمشهد العالمى أكثر فهماً وإدراكاً لما يجرى على أرض الواقع من خطورة عدم الاستماع لصوت العقل وعدم فهم رؤية مصر لاوضاع المنطقة.. وان حكمة قيادتها السياسية ورؤيتها الثاقبة لمعطيات الحاضر واستشراف المستقبل هى رمانة الميزان لأمن واستقرار المنطقة بأسرها.
ان التصعيد الخطير الذى تشهده الساحة الإيرانية الإسرائيلية حالياً هو نتيجة مباشرة لما سبق ان حذرت منه مصر مراراً وتكراراً.. وان توسيع رقعة الصراع فى المنطقة بسبب حرب إسرائيل – غزة واستمرار الانتهاكات الإسرئيلية لكل الاعراف الدولية والإنسانية.. سوف يكون كارثة ليس على المنطقة فحسب.. وانما قد يمتد أثره الخطير على المصالح العالمية بأسرها.
إن مصر التى تدرك أكثر من غيرها طبيعة وتطورات الاوضاع بالمنطقة.. تواصل اتصالاتها مع جميع الاطراف لوقف التصعيد الإيرانى – الإسرائيلي.. من أجل عدم تدهور الاوضاع أكثر فأكثر والدخول فى نفق مظلم قد يأتى على الأخضر واليابس ليس فى المنطقة فحسب وانما فى العالم كله.
الأردن: اعترضنا أجسامًا طائرة دخلت مجالنا الجوى
الصفدى: وقف العدوان الإسرائيلى على غزة الحل الوحيد لإنهاء التصعيد
عمان– وكالات الأنباء
قالت الحكومة الأردنية أمس إنها تعاملت مع «بعض الأجسام الطائرة» التى دخلت مجال البلاد الجوي، فى إشارة إلى المسيرات والصواريخ التى أطلقتها إيران على إسرائيل، رغم تحذير طهران لعمّان بأنها ستكون أحد أهدافها القادمة «إذا تعاونت مع إسرائيل».
أوضح مجلس الوزراء فى بيان أنه «جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التى دخلت إلى أجوائنا ليلة أمس والتصدى لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر».
أشار إلى أن «شظايا قد سقطت فى أماكن متعددة خلال ذلك دون إلحاق أى أضرار معتبرة أو أى إصابات بين المواطنين».
أضاف أن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ستتصدى «لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن ومواطنيه وحرمة أجوائه وأراضيه لأى خطر أو تجاوز من أى جهة كانت».
اعتبر مجلس الوزراء أن ما حصل هو مواجهة بين طرفين هما إسرائيل وإيران، وحث مختلف الأطراف على ضبط النفس وعدم الانجرار نحو أى تصعيد ستكون له مآلات خطرة.
قالت مصادر لرويترز إنه تم اعتراض صواريخ إيرانية على الجانب الأردنى من غور الأردن وكانت فى طريقها نحو القدس وصواريخ أخرى قرب حدود الأردن مع سوريا.
فى سياق متصل قال رئيس الوزراء الأردنى بشر الخصاونة أمس إن أى تصعيد فى المنطقة سيؤدى إلى «مسارات خطيرة»، مؤكداً على الحاجة لخفض التصعيد من قبل جميع الأطراف.
أضاف بشر الخصاونة فى تعليقات أمام مجلس الوزراء أن القوات المسلحة الأردنية ستواجه أى محاولة من أى جهة تسعى إلى تعريض أمن المملكة للخطر.
كان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال إن وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وإنهاء الاحتلال هما السبيل لوقف التصعيد الخطر الذى تشهده المنطقة.
أكد الصفدى فى تصريح لوكالة الأنباء الأردنية أن وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية تتطلب تحمل مجلس الأمن مسئولياته فى حماية الأمن والسلم وفرض وقف العدوان على غزة واحترام القانون الدولي.
حذر من أن استمرار العدوان يدفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد الإقليمى الذى ستهدد تداعياته الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
حشود إيرانية تحتفى بالهجوم على إسرائيل
احتشد آلاف الإيرانيين فى شوارع مدن كبرى احتفاء بالهجوم «غير المسبوق» الذى شنّته بلادهم على إسرائيل أمس، ردًا على قصف قنصليتها فى دمشق عاصمة سوريا قبل أسبوعين.
تجمع متظاهرون فى ساحة فلسطين فى وسط العاصمة طهران عقب الإعلان عن إطلاق الحرس الثورى عملية سماها «الوعد الصادق» مرددين شعارات من قبيل «الموت لإسرائيل وأمريكا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ورفع المتظاهرون الأعلام الإيرانية والفلسطينية وأعلام حزب الله اللبناني.
وفى مدينة أصفهان بوسط البلاد، تجمع أشخاص أمام قبر اللواء محمد رضا زاهدي، القيادى بالحرس الثورى ممن قتلوا فى الغارة على القنصلية الإيرانية بدمشق، بينما جرت تجمّعات مماثلة أمام قبر سليمانى فى كرمان بجنوب البلاد، وفى مدن أخري، فى حين تناقلت منصات مشاهد احتفاء البرلمان الإيرانى بالهجوم.
ومنذ بضعة أيام، عُلقت لافتة كبيرة على مبنى ساحة فلسطين تدعو الإسرائيليين بالعبرية إلى «الاحتماء»، كما كُشف ليلا عن رسم جدارى جديد فى الساحة يظهر علما إسرائيليا ممزّقا مع صواريخ فى الخلفية، وكُتب عليه أن «الصفعة المقبلة ستكون أقوي».
وفى حين لم يُخفِ إيرانيون قلقهم مؤخرا من مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، اصطفوا أمس فى طوابير انتظار أمام بعض محطات الوقود لملء خزانات السيارات فى إجراءات احترازية.
وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف سلسلة اغتيالات لعلماء وقادة عسكريين وعمليات تخريب فى منشآت عسكرية وأخرى مرتبطة ببرنامجها النووي، فى حين تتهم تل أبيب طهران بالعمل على «إزالتها»، ودعم مجموعات مناهضة لإسرائيل فى المنطقة.