لمكانتهم عند الله حيث حباهم بصفات ووضع يتناسب مع التضحية التى قدموها خلال حياتهم.. والشهداء خمسه مثل المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم وأخيراً الذى يضحى فى سبيل الله حيث يعتبر الأخير أفضلهم لأن الجميع يشهد له بأنه ضحى بروحه من أجل الحفاظ على عرضه ووطنه من اى عدوان أو فى سبيل الواجب كما قيل أنه سمى بهذا الاسم لأن الله وملائكته شهود له فى الجنة.. وللشهيد منزلة عظيمة عند الله تعالى ومنها شفاعته لسبعين من أهله وتنعمه فى قبره بينما تكون روحه حواصل طير خضر فى الجنة وتمرح وتأكل منها كما يبقى حياً بعد استشهاده بالإضافة لعصمته من فتنة القبر ونجاته من النار ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار ويزوج من حور العين كما أن مرتبته تلى درجة الانبياء والصديقين.. ونحن فى مصر نحتفل ونعيش ذكرى الشهيد يوم ٩ مارس من كل عام لأن على أرضها يولد خير أجناد الأرض بشهادة خاتم المرسلين.. وتضحيات الشهداء تجسد أمامنا رؤية وحقيقة مهمة للغاية ولولا تضحياتهم على مدار العصور من أبطال الجيش وشرطتنا الوطنية والبعض من المدنيين بالإضافة لما قدمته قبائل سيناء من شهداء ما كانت مصر تنعم بالأمن والاستقرار وما انتصرت فى معركتى البقاء والبناء وما حققت كل تلك الإنجازات التى نشهدها ونلمسها جميعاً وهو الأمر الذى أوصلنا مؤخرآ للمرتبة السابعة فى مؤشر الأمن والأمان على مستوى العالم ولكى تدرك عزيزى القارئ مدى تضحيات الشهداء ونترحم عليهم فعلينا أن ننظر للسرعة الهائلة التى تدور بها عجلة النماء والبناء والتنمية حالياً بالإضافة للإنجازات والنجاحات والتقدم الكبير فى مؤشرات الاقتصاد وتحسن حياة المواطن والاهتمام بصحته وتعليمه وكل جوانب حياته بمبادرات متعددة يلمسها الجميع.
كما علينا أن ندرك الدور الذى يقوم به أبطال القوات المسلحة لتحقيق تطلعات وطموحات شعب مصر العظيم.. وبكل تأكيد أن الجيش المصرى بعظمته سيظل مصدر فخر واعتزاز لدى الشعب لأنه لا يخفى على الجميع ما تحمله هذا الجيش المحترم من تحديات وتهديدات كانت تستهدف فى المقام الأول والأخير إسقاط الدولة المصرية حيث خاض معارك يصعب على القلم وصفها كما أدى بطولات منقطعة النظير ولولاها لسقطت مصرنا فى هوة الضياع والفوضى لتعرضها لأحداث يناير ١١٠٢ حيث لبت كافة احتياجات الشعب طبقاً لعقيدتها الشريفة والنبيلة بالالتزام بالحفاظ على أرواح ودماء شعبها ولا ننسى وقفة هذا الشعب العظيم مع قواته المسلحة فى خندق واحد وأخذ يدعمه ويشجعه فى سبيل الحفاظ على بقاء الوطن خالداً ورافع الرأس وهو الامر الذى كبد جيشنا خسائر كبيرة فى أرواح أبنائه الذين هم أبناء شعب مصر.
لذا عزيزى القارئ يمكنى القول إن ما فعله الشهداء أمراً ليس هيناً أو سهلاً حيث لا يتوقف عند الجزاء بالجنة ونعيمها لأنه مات وأحيا الوطن وفقد الروح والحياة ليهب الوطن الخلود والبقاء كما أن العطاء والتضحية والشجاعة ستتواصل على أرض مصر الطاهرة بفضل أبنائها من القوات المسلحة والشرطة وكل أبنائها فى كافة المجالات لأن خلود وعظمة الوطن ولد من رحم وبطولات وعطاء رجالها الأوفياء ورسالتهم النبيلة لأن ما قدموه جدير أن يرقى للمجد وعلينا ان نهدى تحية إعزاز وتقدير لهؤلاء الشهداء ولكل بطل قدم روحه فداء للوطن لأن وراء كل شهيد بطولة ودماء كتب لها الخلود فقد ذهبوا جسداً للتراب بينما ذهبت أرواحهم لعالم أفضل وحياة باقية واصبحت مصر تتوضأ بدمائهم فجر كل يوم لتخطو نحو الجديد فى إطار أمنى خال من العنف والإرهاب لذا يجب ان يكون أقل ثمن نقدمه للشهداء هو المحافظة على ما ضحوا من اجله لذلك لا ننسى ثناء النبى «صلى الله عليه وسلم» عندما قال: «عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله».
ولا يفوتنى قطعاً التحية إلى رئيسنا السيسى لأنه القائد الذى أنقذ مصر وحافظ عليها ويقاتل من أجل تقدمها وتحقيق آمال وتطلعات شعبها ولا ننسى قوله فى هذا الشأن بأن مصر لا تبخل على شهدائها وأسرهم بالاحتفاء والتكريم وهو الأمر الذى يجعلنا لا نبكى على الشهداء لأن بطولاتهم لم ولن تموت أبداً.. لذلك قام الرئيس السيسى بتعزيز الخدمات المقدمة من صندوق تكريم الشهداء والمصابين.. كما سبق ان صدق على ضم شهداء ومصابى العمليات الحربية من وزارة الدفاع فى الحروب السابقة وشهداء ومصابى العمليات الإرهابية من وزارة الداخلية بما فى ذلك اسماء الشهداء والمصابين فى معركة الإسماعيلية فى ٥٢ يناير ٢٥٩١ إلى المستفيدين من الصندوق.. كما صدق الرئيس أيضاً على ضم الشهداء والمصابين من المدنيين أثناء بناء حائط الصواريخ فى حرب الإستنزاف إلى الصندوق مؤكداً أن الشعب المصرى يكن احتراماً عظيماً وتقديراً خاصاً لجميع أبنائه من الشهداء والمصابين فى العمليات الحربية أو الإرهابية اللذين دفعوا ثمناً غالياً كى يحيا الشعب المصرى فى سلام وأمن وازدهار.. لذا يجب أن نقول من القلب.. المجد للشهداء وستظل تضحياتهم تاج فخر وعزة فوق رءوس كل المصريين.
تحيا مصر … تحيا مصر … تحيا مصر.