كتب أحد الأكاديميين العرب على موقع للتواصل الاجتماعى يدعو بلاده إلى دعوة الطبيب المصرى العالمى الدكتور هانى عبدالجواد للإقامة فيها ومنحه جنسية هذا البلد للاستفادة من علمه وخبراته قائلاً إنه مادامت الدول تأخذ أفضل وأبدع أبناء مصر فإنه يقترح أن تأخذ بلاده الدكتور هاني.
وكان ممكناً ألا يعلق أحد على ما كتبه هذا الأكاديمى فى دعوة بلاده لاستقطاب الكفاءات والخبرات ولكنه تناول هذا الاقتراح من منطلق أن مصر فى ظروف صعبة وأساء فى ذلك استخدام العبارات وتوصيف الحالة.
ورجل الأعمال نجيب ساويرس كان أول من انبرى للرد على هذا الأكاديمى بالقول «إن المصريين مصريتهم عميقة فى جذورهم وإن قبلوا بتكريم أو احتفال لا يتخلوا عنها»! وساويرس رد أيضاً بالقول إن مصر لن تنهار اقتصادياً أو غير اقتصادي، فشعبها جبار وحضارتها قديمة وعظيمة.
والدكتور هانى عبدالجواد نفسه رد على تويتة الأكاديمى العربى بالقول «مصر يمكن إن تمرض أو تتعثر ولا يمكن تموت.. التاريخ بيقول كده».
ونشطاء السوشيال ميديا بالطبع وجدوا فى الدعوة وفى الحوار قضية من القضايا التى تستهويهم للجدال وكل يتحدث فيها على هواه ووفقاً لظروفه ورؤيته الشخصية.
>>>
ولكن.. عن أى مصر يتحدثون؟ هل يعلمون الكثير عن مصر أم أننا لا نبرز أمامهم إلا سلبياتنا ومتاعبنا وأزماتنا الاقتصادية؟!
ونعم نحن نبرز العيوب لأنه ليس لدينا ما نخاف منه ونخشاه.. نعم نتحدث عن السلبيات ونركز عليها لأننا بلد كبير يملك من الثقة والقوة ما يجعله يتحدث عن العيوب قبل الإيجابيات.. ونعم لدينا الكثير من المتاعب ولكن هذه الصعاب لم توقف الإبداع فى كل المجالات، فمن رحم المعاناة يولد الإبداع.. ومن داخل البيوت المصرية العريقة تولد أجيال تحمل وتستكمل طريق التفوق والعطاء.. فلدينا جيوش من الأطباء.. من المهندسين.. من العمال.. من الفلاحين.. من المثقفين والأدباء والفنانين.. لدينا قامات فى كل المجالات.. قامات وراء قامات.. نجوم ساطعة تملأ سماء وبلاد العالم تقدم وتساهم فى الحضارة الكونية الإنسانية.. ولم يكن مجدى يعقوب آخر جيل العظماء فى الطب.. ولم يكن نجيب محفوظ نهاية إبداعاتنا الأدبية.. ولم يكن أحمد زويل خاتمة العلماء.. فكل يوم هناك عملاق مصرى يخرج من التربة المصرية الغنية بجينات الإبداع.. هناك عشرات وآلاف من الكفاءات فى أرض مصر.. هناك عمال فى مقدورهم بناء طريق يمتد عدة كيلو مترات فى غضون أسابيع قليلة بينما يستغرق بناء هذا الطريق فى بلاد أخرى تملك الإمكانيات المادية الهائلة سنوات وسنوات قبل أن يتم الانتهاء والافتتاح فى حفل أسطورى وكأنه الإعجاز..!! نحن شعب مصر من الجبابرة قد نشكو من الغلاء وقد نواجه بعض المشاكل الحياتية.. ولكننا على قناعة دائماً بسر الأرض.. وقوة الأرض الأرض أرضنا.. مصر مصرنا.. النيل روانا.. والخير جوانا.. والحضارة مصرية وأولادنا فى كل مكان داخل وخارج مصر.. لا نبخل بهم على أحد فهم قوة لمصر.. وهم امتداد لمصر
>>>
ونذهب إلى خارج مصر.. وحيث الحرب الدائرة على قطاع غزة.. وحيث قلنا وتساءلنا عن الدروس المستفادة من حرب الإبادة التى تشن ضد الشعب الفلسطينى منذ هجمات السابع من أكتوبر الماضي.
وصحيح أن القضية الفلسطينية قد عادت إلى الواجهة مرة أخري.. وصحيح أن محكمة العدل الدولية للمرة الأولى فى تاريخها قد أصدرت قرارات إدانة ضد إسرائيل سوف تصبح ملزمة إذا ما أقرها ووافق عليها مجلس الأمن.. لكن ذلك كله يأتى بعد تدمير غزة.. وتهجير شعبها.. وتنفيذ مخطط إسرائيل فى تدمير المقاومة وإجبار الشعب الفلسطينى ودفعه إلى النزوح عن أرضه.. وفى خان يونس كان الصوت الفلسطينى الذى استشعر الخطر.. كانت المظاهرات الحاشدة التى تطالب بإيقاف الحرب.. والشعب يريد وقف إطلاق النار ويا نتنياهو يكفى حرب.. ويكفى دماراً..!
والمظاهرات الفلسطينية التى تدعو لوقف الحرب.. لوقف الدمار هى صوت الشعب الفلسطينى الذى استوعب أبعاد المؤامرة.. صوت الجماهير التى تتحمل معاناة غير إنسانية هائلة.. صوت الأغلبية الذين يبحثون عن السلام.. عن الأمن.. عن الحق فى الحياة.. ولا مطلب ولا صوت يعلو الآن فوق المطالبة بوقف إطلاق النار وعودة اللاجئين إلى بيوتهم ومدنهم.. هذا ما يجب أن يكون صوت العالم كله لوقف مؤامرة إبادة شعب أمام أعين العالم.. ويكفى حرب.. يكفى دمار.
>>>
وظل العامرى فاروق نائب رئيس النادى الأهلى عليه رحمة الله حياً لعدة أشهر بفضل أجهزة التنفس الصناعى بعد إصابته بنزيف حاد فى المخ. ومنذ الأيام الأولى لإصابته بالنزيف كان معروفاً أن عودته للحياة الطبيعية كان أمراً ميئوساً منه طبياً ولذلك كانت تخرج شائعات عن وفاته بين الحين والحين. وفى حالة المرحوم العامرى كان السؤال.. هل ترفع عنه أجهزة التنفس الصناعى أم تظل باقية مادام قلبه مازال ينبض؟!
وحالة العامرى فاروق هى ترجمة للقضية الأزلية المتعلقة بالموت الرحيم فى هذه الحالات المستعصية.. هل يتوقف دور الأطباء عند حد معين لترك المريض لقدره ومصيره ونهايته.. أم يظل الأمر معلقاً فى انتظار معجزة قد تكون أيضاً متأخرة ومتأخرة جداً فى الكثير من الحالات؟!
إن البعض يرفض تماماً نزع الأجهزة الطبية والتنفسية على أمل الشفاء، وهى فى حقيقة الأمر نوع من الرحمة الكاذبة التى قد تأخذ أشكالاً مادية وتجارية بحتة بغطاء إنسانى وعاطفي.. والقرار يجب أن يكون واضحاً بكلمات حاسمة من الأطباء.. وهم يقولون كلمتهم فى أغلب الأحوال عندما يقولون.. ليس لدينا ما نفعله للمريض.. ادعوا له..! وطالما قالوا ذلك فإن هذا هو قرارهم.. ولكننا وخوفاً من تأنيب ضمائرنا نرفض اتخاذ القرار ونستمر فى تعذيب المريض وتعذيب أنفسنا أيضاً.. والقرار صعب.. والقضية معقدة..
>>>
وفى معرض القاهرة الدولى للكتاب وحيث يحاول «القلم» أن يستعيد مكانته فى عصر «القدم» فإن أكثر من أربعمائة ألف زائر فى يوم واحد تجمعوا فى معرض الكتاب..! نأمل فى صدور بيان يومى يوضح أرقام المبيعات.. والناس بتقرأ لمين.. وبتتجمع عند مين وتقف طوابير.. وليه..! كل مؤلف أتى بجمهوره ومتابعيه على السوشيال ميديا واتصوروا معاه..!!
>>>
وأخيراً:
>> بعض الناس رزق.. والبعض الآخر كفارة ذنوب.
>>>
>> المرضى النفسيون لا يأتون إلى العيادات
وإنما يأتى ضحاياهم.
>>>
>> والمناصب لا تدوم لأحد.. إن كنت فى شك
فأين الأول.
>>>
>> ورسالة إلى شخص.. أنت شيء يفرحنى بلا سبب.
>>>
>> واللهم إنى أسألك راحة تملأ نفسي، ورضا يغمر قلبي،
وعملاً يرضيك ياربي.. وأسألك ذكراً يشغل وقتي،
وعفواً يغسل ذنبي.