تعالوا نسترجع كل ما كان يقال ويدور عن مصر خلال الفترة الماضية.. كان هناك حوار وأحاديث تتسم بالتشاؤم وتحمل وتعكس نبرة مخيفة وبالغة الخطورة ومؤداها أنه لا يوجد أمل وأنه لا طريق للخلاص من الأزمة الاقتصادية وأن الدولة عاجزة عن إيجاد حلول للخروج من النفق المظلم.
وكان هناك من ينفخ فى النيران المشتعلة بقسوة وبدون توقف وبادعاء باطل من الغيرة على الوطن والحرص عليه.. كانوا فى كل مكان جوقة عزف جماعى فى تبادل للأدوار على منصات التواصل الاجتماعى يدعون الناس إلى اليأس وحتى إلى الهرب من مصر.. وكانوا ينشرون ويذيعون معلومات خاطئة لدفع الدولار لمزيد من الصعود حتى ينعكس ذلك على الأحوال المعيشية وحتى ينفجر الناس غضباً.. كانوا يحرضون المصريين فى الخارج على عدم تحويل مدخراتهم الدولارية إلى مصر.. وكانوا يقدمون النصيحة لكل حائز للدولار فى مصر بأن يحتفظ به ولا يفرط فيه أبداً..! كانوا يدفعون الجميع إلى رفع الأسعار والمغالاة فى ذلك بزعم أن الدولار سيواصل الارتفاع وأن السوق سيصاب بالشلل.. ووصلوا فى خداعهم للناس إلى الحد الذى دفع بائعة الفجل والجرجير أيضاً إلى زيادة السعر بدعوى «أن الدولار ياخويا زاد واشمعنى أنا»..!
وإلى جانب كل هذه الحملات السوداء عن صورة مصر وأوضاع مصر فإنهم ذهبوا إلى ما هو أخطر من ذلك.. ذهبوا إلى مرحلة تحريض عقول مصر ومواهبها وصفوة المجتمع فيها إلى الخروج من مصر والهجرة إلى بلاد أخرى ستمنحهم كل إمكانيات الراحة والاستقرار للاستثمار أو العمل فيها.. أرادوا تفريغ مصر من النخبة ومن القمم والأسماء.. أرادوها أن تقع وأن تتخبط وأن تخرج خارج دائرة التأثير والقرار.
>>>
وكنا على عكس ذلك كله.. كنا على قناعة بأن مصر لن تسقط أبداً.. وأن مصر هى دولة وليست جزيرة من جزر الواق واق.. كنا على ثقة بأن لدينا رجالاً وعقولاً لا تنام فى سبيل الخروج من الأزمة.. وكان لدينا الأمل دائماً فى أن الانفراجة سوف تأتى وأن المحروسة بإذن الله ستظل محروسة.. وكنا على قناعة أيضاً بحجم ما تم إنجازه فى مصر خلال سنوات قليلة وأنه كان علامة على قوة الدولة وبنائها لجمهورية جديدة.. وكنا نحث على الصبر مدعوماً بالإرادة والقوة والاصطفاف الوطنى لتجاوز المرحلة.
واليوم.. اليوم نتحدث بمزيد من التفاؤل.. اليوم تعود الابتسامة لتتسع شيئاً فشيئاً.. اليوم ينخفض الدولار المجنون إلى مستويات تقترب من السعر الرسمى.. اليوم بدأ تجار السيارات فى مراجعة وتخفيض أسعار السيارات.. اليوم نسمع عن استقرار فى أسعار السلع الغذائىة بعد ارتفاعات لم تكن تتوقف.. اليوم نسمع عن تدبير البنوك لاعتمادات للمستوردين.. اليوم نسمع وعوداً مؤكدة عن مزيد من الانخفاض فى أسعار السلع.. اليوم نشعر أن القافلة تتحرك من جديد للأمام.. وأن مصر تعود.. وتعود بقوة وستظل دائماً واحة للأمن والأمان والاستقرار وأرضاً للفرص المفتوحة للجميع للاستثمار سواء من أبنائها أو من المستثمرين من خارجها.. ومصر ليست للبيع.. ولكن للاستثمار ولمصلحة الجميع.
>>>
ومع دخولنا شهر مارس.. شهر تكريم الأم.. شهر لا صوت فيه يعلو فوق عيدك يا أمى.. نتذكر أمهاتنا وندعو لمن رحلن منهن عن دنيانا بالرحمة.. وندعو للباقيات الصالحات من الأمهات بأن يحفظهن المولى عز وجل وأن يواصلن رحلة العطاء فى بناء مجتمع أساسه الأسرة وأساس الأسرة هى الأم… فإذا صلح حالها انصلح حال الأسرة كلها.. وعندما ينصلح حال الأسرة يعود المجتمع كما كان قوياً فخوراً بعاداته وتقاليده وقيمه.
>>>
وأشعر بالأسى.. كل الأسى عندما أدخل بيتاً من بيوت الله لأجد لافتة تحذر من سرقة الأحذية فى المسجد.. وخد بالك من حذائك وضعه أمامك..!! والله عيب.. أزيلوا هذه اللافتات من داخل المسجد فهو آمن.. ومن خرج منه فهو آمن.. وماعدا ذلك لن ينفع أى تحذير لأن من لا يخاف الله لن تردعه لافتة.. ولا دين له.
>>>
ومات الملحن والموسيقار حلمى بكر.. مات وهو يقترب من التسعين عاماً إلا سنوات قليلة.. مات بعد صراع طويل مع المرض.. فلماذا كل هذه الضجة حول وفاته.. ولماذا كل هذه الأحاديث المؤلمة التى غطت على رحيل قيمة فنية كبيرة عن عالمنا.. ارحموا الرجل.. واذكروه بالخير ولا تعددوا عدد زيجاته.. تحدثوا عن أعماله الفنية وإبداعاته.. فقدناه جسداً ولكن أعماله ستظل باقية.. وهذه هى قيمة ومكانة الفنان.
>>>
وحزب أبلة «نميمة» الذى كان مكتفياً من قبل بتداول النميمة وأخبار فلانة وعلانة فى العمارة بعد ذهاب الأزواج للعمل.. والحزب الذى كانت أحاديثه تتسم بالحقد والغيرة ويتفق على كراهية الجارة الحسناء الجديدة التى تجذب اهتمام الأزواج وتعليقاتهم.. هذا الحزب انتقل من البيوت إلى «جروبات» مواقع التواصل الاجتماعى وامتد نشاطه إلى الحديث فى قضايا المجتمع، وكل واحدة على طريقتها وثقافتها وأدبها.. وجروبات »الماميز« لا تتوقف عن إثارة القضايا والتعليق عليها.. والنميمة ببلاش.. والجديد أنها أصبحت تحقق أرباحاً أيضاً.. فكلما زادت التعليقات و«اللايكات» جاءت الإعلانات والمشاهدات والإيرادات.. والسوشيال ميديا أصبحت إدماناً.. وأخطر من كل أنواع المخدرات.. وكلها نميمة فى نميمة وبفلوس..!
>>>
واللهم يا من لا يفد الوافدون على أكرم منه ولا يجد القاصدون أرحم منه يا خير من خلا به وحيد ولا أعطف من آوى إليه طريد. إلى سعة عفوك مددت يدى وبذيل كرمك أعلقت كفى فلا تولنى الحرمان ولا تبلنى بالخيبة والخسران يا سميع الدعاء يا أرحم الراحمين.
>>>
وأخيراً:
>> المشاعر لا تناقش.
>>>
>> والنوايا الطيبة إن ضاعت فى الناس
فلا تضيع عند الله.
>>>
>> وفى القلب كما فى الأرض يزهر
ما نعتنى به.
>>>
وفى أيامنا الصعبة يأسرنا
من يلمس قلوبنا بحنان.